تواصل القوات العراقية مدعومة بـ"الحشد الشعبي"، لليوم الثاني، عمليتها العسكرية التي أطلقتها، صباح أمس الأربعاء، لبسط الأمن في وديان بمحافظة كركوك، (المحافظة المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وأربيل)، فيما أكدت السلطات الأمنية أن لديها استراتيجية لمنع عودة تنظيم "داعش" الإرهابي إلى المحافظة.
وتستهدف العملية مناطق وادي الشاي ووادي زغيتون، جنوب غربي المحافظة، والمناطق المحيطة بهما، والتي تعد من المناطق التي تسجل تحركات لعناصر التنظيم.
وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، ليلة أمس، وفق وكالة الأنباء العراقية (واع)، إنّ "العملية العسكرية بكركوك سجلت تقدما ملحوظا، إذ تم تدمير أكثر من 8 مضافات لداعش، و3 أنفاق، وتفجير 5 عبوات ناسفة، والسيطرة على دراجتين ناريتين"، مؤكداً أن العملية مستمرة لملاحقة عناصر التنظيم، وأن القوات الأمنية نجحت في مباغتة التنظيم من خلال نجاح العملية في محاورها الأربعة.
وأشار إلى أن تلك المناطق ستشهد استراتيجية واضحة لمنع عودة الإرهاب، وإعادة انتشار وتوزيع القوات بصورة تختلف عن السابق، إضافة إلى استخدام أبراج مراقبة وكاميرات واستطلاع جوي، مؤكدا أن القوات الأمنية تمكنت من كسر الإرهاب في تلك المناطق، بالرغم من صعوبتها جغرافياً، وساهمت المعلومات المتوفرة لدى الوكالات الاستخبارية بشكل كبير في إنجاح خطط ومحور العملية، بحسب تعبيره.
من جانبه، أكد المتحدث باسم رئيس الوزراء، اللواء يحيى رسول، في تصريح متلفز، أن العملية تندرج ضمن استراتيجية للقضاء على تجمعات وتحركات داعش بالمحافظة، مبنيا أن "العملية اعتمدت على معلومات استخبارية، حيث حاول عناصر داعش استغلال الطبيعة الجغرافية لتلك الأودية، والاختباء بها، وقد حققنا نتائج جيدة في اليوم الأول للعملية".
وأضاف أنّ العمليات النوعية والخاصة في المحافظة تنفذها قوات مكافحة الإرهاب في المحافظة، ووفق معطيات استخبارية تتوفر لديها، مشيرًا إلى أن العمليات ستستمر في المحافظة حتى بسط الأمن.
بدوره، قال مسؤول عسكري في المحافظة، لـ"العربي الجديد"، إنّ العملية مستمرة في تلك المحاور حتى تحقيق الأهداف وإعادة نشر القوات الأمنية فيها، مبيناً أن العملية تأتي ضمن إطار تكثيف العمليات العسكرية في المناطق التي يوجد فيها التنظيم، ضمن خطة تهدف الى إرباك صفوفه وسلبه القدرة على المباغتة وتنفيذ الهجمات، مشيرًا إلى أن القوات الأمنية شرعت، فجر اليوم، بعمليات تمشيط في تلك الوديان.
وخلال الأيام الأخيرة، أجرت القوات العراقية اجتماعات أمنية متلاحقة لبحث إمكانية ضبط الملف الأمني المتراجع في المحافظة. وزار مسؤولون، بينهم وزير الداخلية وقيادات عسكرية كبيرة، المحافظة للوقوف على أسباب وتداعيات تراجع الأمن فيها.
وتسجل المحافظات العراقية المحررة تراجعاً ملحوظاً بالملف الأمني خلال الفترة الأخيرة، إذ يشن عناصر التنظيم الإرهابي هجمات شبه يومية في محافظات ديالى وكركوك ونينوى وصلاح الدين والأنبار، وتسفر بعضها عن وقوع ضحايا بين عناصر الأمن و"الحشد الشعبي" والمدنيين أحياناً.