استمع إلى الملخص
- **تفاصيل المنظومة وأهميتها**: تتكون من أربع قاذفات صواريخ متنقلة، رادار متعدد الوظائف، ومركز قيادة وتحكم، وتغطي الأجواء العراقية الغربية، مما يعزز قدرة العراق على التصدي للتهديدات.
- **التحديات السياسية والمالية**: يواجه تسليح الجيش العراقي تحديات سياسية وفساد، مع اتهامات للولايات المتحدة بإعاقة حصول العراق على أسلحة متطورة، مما دفع الحكومة لمراجعة ملف التسليح وتوجيه الأولويات نحو الدفاع الجوي.
قالت شركة تسليح كورية جنوبية، اليوم الجمعة، إنها وقّعت صفقة مع العراق لبيعه منظومة دفاع جوي متطورة من طراز "تشيونغونغ"، بقيمة تتجاوز الملياري دولار. ومنذ نحو عامين بدأت بغداد بخطط تسلح جديدة على مستوى الدفاع الجوي، تشمل منظومات صواريخ واستشعار ومراقبة، إلا أن مفاوضات مع واشنطن وفرنسا وبريطانيا تعثرت لأسباب اعتبرها مراقبون "سياسية"، ما دفعها أخيراً للتحرك تجاه دول أخرى، أبرزها كوريا الجنوبية والصين.
ونقلت وكالات أنباء عراقية مقربة من الحكومة، اليوم الجمعة، بيانا للشركة الكورية يؤكد توقيع العقد مع وزارة الدفاع العراقية أمس الخميس في العاصمة بغداد. وقالت شركة (LIG Nex1) الرائدة في مجال صناعة أنظمة الأسلحة المتطورة، إنها فازت بصفقة قيمتها 3.7 تريليونات وون (2.78 مليار دولار) لتصدير نظام الدفاع الجوي والصاروخي أرض-جو متوسط المدى من طراز "تشيونغونغ-Ⅱ" إلى العراق.
ويأتي ذلك بعد ساعات من بيان لوزارة الدفاع العراقية في بغداد، أكدت فيه توقيع عقد مع شركة كورية جنوبية، لتجهيز قيادة الدفاع بمجموعة من البطاريات متوسطة المدى المتطورة للدفاع جوي. ونقل البيان عن وزير الدفاع ثابت العباسي، قوله إن "إتمام هذا العقد يعد طفرة نوعية استراتيجية للدفاع الجوي، وهو يغطي الأجواء العراقية ويحقق التوازن الإقليمي للبلاد".
ولم ترد أية تفاصيل عن الصفقة وإمكانية دخولها الخدمة في العراق، لكن مسؤولا رفيعا في بغداد، قال لـ"العربي الجديد"، إن بلاده "في حاجة مستعجلة لها". وأضاف المسؤول، وهو لواء في قيادة العمليات المشتركة، أن المنظومة "ستغطي الأجواء العراقية الغربية تماماً"، في إشارة إلى محافظة الأنبار الحدودية مع الأردن وسورية والسعودية.
وأشار المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته إلى أن منظومة الدفاع الجوي الكورية لها القدرة على الرصد العالي قبل دخول الأهداف الأجواء العراقية بمسافة جيدة، وعلى ارتفاعات متوسطة، مؤكدا أن بلاده تستشعر بخطر من اعتداءات قد يُفكر بها الاحتلال الإسرائيلي مستقبلاً، وتسعى للحصول على مختلف أنظمة الدفاع الجوي. ولفت إلى مفاوضات في هذا الإطار تجري مع دول أخرى أوروبية.
وتتكون منظومة نظام "تشيونغونغ-Ⅱ" من أربع قاذفات صواريخ متنقلة تحمل كل منها ثمانية أنابيب لإطلاق الصواريخ، وراداراً متعدد الوظائف، ومركز قيادة وتحكم. ويشكل النظام محور استراتيجية الدفاع الصاروخي لكوريا الجنوبية المصممة لاعتراض الصواريخ والطائرات القادمة في المقام الأول للحماية من التهديدات الكورية الشمالية. وبهذا يصبح العراق ثالث دولة في الشرق الأوسط تشتري نظام الدفاع الجوي والصاروخي الباليستي بعد الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وفي يوليو/ تموز الماضي، اتهم عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي مهدي تقي الولايات المتحدة بإعاقة حصول العراق على أسلحة دفاع جوي متطورة. وتحدث تقي لـ"العربي الجديد"، عن "فيتو أميركي"، يتعلق بحصول العراق على أنواع خاصة من الأسلحة، متهماً واشنطن بأنها "عملت طيلة السنوات الماضية على منع امتلاك العراق أي منظومات دفاع جوي متطورة حتى تبقى هي المسيطرة على الأجواء، لكن بعد الهجمات الأميركية الأخيرة، كانت هناك ضغوط سياسية على (رئيس الوزراء محمد شياع) السوداني وحكومته للتحرر من الفيتو الأميركي والتوجه نحو تنويع مصادر التسليح والتعاقد على منظومات دفاع متطورة".
وكان السوداني راجع أخيراً ملف التسليح ووجه بإعادة النظر في آليات التعاقد في ضوء الأولويات المدروسة وتقديم الدفاع الجوي في جانب التسليح والتجهيز، كما وجّه بالتنسيق الدقيق مع وزارة المالية من أجل رصد المبالغ التي تتطلبها الخطّة التسليحية. ويعترض ملف تسليح الجيش العراقي مشاكل كثيرة، أبرزها سياسية، وأخرى تتعلق بالفساد المستشري في البلاد، لا سيما الصفقات التي أبرمتها حكومتا رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، 2006 وإلى غاية 2014، بينها صفقة السلاح الروسية.