العراق يستنكر عمليات تجريف تركية لغابات داخل أراضيه

01 يونيو 2021
أعلم الجانب العراقي تركيا بعدم قبوله قطع الأشجار في المناطق الحدودية التابعة له (تويتر)
+ الخط -

أصدرت السلطات العراقية بياناً استنكرت فيه قيام شركات تركية بمساعدة الجيش التركي بعمليات تجريف وقطع أشجار في الغابات العراقية ضمن إقليم كردستان ونقلها إلى داخل الأراضي التركية، وذلك في أول تأكيد رسمي للمعلومات التي تداولتها وسائل إعلام محلية عراقية بشأن ذلك.

وأصدر وزير الزراعة في الحكومة العراقية محمد كريم الخفاجي، ووزير الزراعة في حكومة إقليم كردستان بيكرد طالباني، بياناً مشتركاً، اليوم الثلاثاء، قالا فيه إنه "منذ مدة ونحن نتابع في وسائل الإعلام تداول موضوع قيام مجموعة من الشركات التركية، وبمساعدة من القوات التركية، بقطع أشجار الغابات الطبيعية في مناطق بادينان في إقليم كردستان العراق، وتم نقل هذه الأشجار المقطوعة إلى داخل تركيا والتجارة بها".

وتابع البيان: "ومن هنا فنحن ندين ونستنكر مثل هذه الأعمال غير الحضارية، وتعتبر تصرفات عدائية ضد الطبيعة والبيئة العراقية وبيئة إقليم كردستان"، مضيفاً: "لذلك فإننا ندعو الحكومة التركية إلى وقف هذه الأعمال، وفي الوقت نفسه نطلب من الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان اتخاذ الإجراءات السريعة المناسبة لوقف هذه الأعمال، وفي الوقت نفسه نناشد منظمة الأمم المتحدة، وممثليات الدول، والمنظمات الدولية، بالتعاون معاً لإيجاد الحلول لهذه الأعمال غير المسؤولة واللاإنسانية ضد البيئة".

 

ولم يصدر عن السلطات التركية لغاية الآن أي تعليق بشأن هذا التطور، مع دخول العمليات التركية العسكرية داخل العراق والتي أطلقت عليها أنقرة (مخلب البرق) أسبوعها الثامن، وتستهدف مسلحي حزب العمال الكردستاني، الذي ينشط في البلدات الحدودية العراقية، ويتخذها منطلقاً لتنفيذ اعتداءات إرهابية داخل الأراضي التركية بين وقت وآخر.

من جهته، أكد المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان، جوتيار عادل، في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية، رفض الإقليم لتلك الممارسات، قائلاً في بيان: "تم إعلام تركيا بعدم قبولنا بموضوع قطع الأشجار في المناطق الحدودية التابعة للإقليم".

وأشار المتحدث باسم حكومة كردستان إلى أن "وجود مسلحي حزب العمال الكردستاني في أراضي الإقليم أصبح سبباً لوجود القوات التركية والقتال فيما بينهما".

وشدد على ضرورة احترام الأراضي العراقية، وعدم التعرّض لمواطني المنطقة والإضرار بهم، مطالباً حزب العمال باحترام سيادة أراضي العراق وإقليم كردستان.

 

وقال مسؤول حكومي كردي إن اعتراض سلطات إقليم كردستان على أفعال قامت بها شركات تركية، لا يعني منح "العمال الكردستاني" شرعية للوجود في أراضي الإقليم، موضحاً لـ"العربي الجديد" أن حزب العمال يبقى هو المسؤول الأول عن عمليات القتال والإرباك، ودفع عدد كبير من سكان القرى الحدودية مع تركيا إلى مغادرة منازلهم.

وأكدت كتلة "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، أمس الإثنين، أن الصراع بين تركيا وحزب العمال ألحق الضرر بالبيئة والطبيعة في إقليم كردستان، مطالبة بـ"حل هذه الصراعات على الأراضي التركية".

وتابعت الكتلة: "مثلما نطالب الحكومة التركية بألّا يتم استهداف المدنيين وطبيعة كردستان وقراها؛ فإننا نقول في الوقت نفسه إن حزب العمال الكردستاني يمنح الذريعة دائماً لتركيا، ولا يتعامل بمسؤولية مع أوضاع إقليم كردستان الحساسة، بل على العكس يريد أن يدفع الإقليم وشعبه وطبيعته ضريبة تلك الذرائع التي يمنحها للحكومة التركية"، داعية الحكومة الاتحادية في بغداد إلى اتخاذ موقف واضح، من خلال مخاطبة تركيا، وتوجيه رسالة لحزب "العمال الكردستاني".

المساهمون