كشفت السلطات العراقية، اليوم الأربعاء، عن إنشاء مخيمين لإيواء الجماعات الكردية الإيرانية المعارضة، بعد نزع سلاحها وإقصائها عن الحدود العراقية مع إيران، في إجراء يأتي ضمن الاتفاقية التي أبرمت أخيراً بين بغداد وطهران، مؤكدة أنّ القوات العراقية وقوات البشمركة شغلت المناطق الحدودية بعدما أبعدت عنها تلك الجماعات.
ووفقاً لمستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، فإنّ "الحكومة العراقية عازمة على حل الإشكالات والخلافات عبر الحوار والدبلوماسية، وهذا ما قامت به بعد تشكيل لجنة عليا بين العراق وإيران لحل مشكلة المسلحين الإيرانيين الموجودين على الأراضي العراقية منذ أكثر من 40 عاماً".
وبيّن الأعرجي، في تصريح لصحيفة الصباح الرسمية، اليوم الأربعاء، أنه "بعد عقد أكثر من 14 اجتماعاً في بغداد وأربيل والسليمانية وطهران وبإشراف من رئيس الوزراء، توصلنا لنقل كل المسلحين الموجودين على طول الحدود في محافظتي أربيل والسليمانية إلى مناطق بعيدة مع بدء نزع السلاح".
وأضاف أنه يتم "العمل حالياً على وضعهم في مخيمات رسمية تشرف عليها الحكومة العراقية"، مشيراً إلى أنّ "العراق بدأ بإنشاء أول مخيم في أربيل والثاني سيكون في السليمانية".
وأكد أنّ "قوات الحدود العراقية والبشمركة شغلت المواقع التي كانت تشغلها تلك الجماعات، وأن مستشارية الأمن القومي قامت بتوزيع ساحات العمل الاستخباري، لتجنب التداخل في المهام والصلاحيات، وقد بدأنا مراحل جديدة بالعمل الأمني والاستخباري المهني، بعد مصادقة رئيس الوزراء (محمد شياع السوداني) على توزيع ساحات العمل الاستخباري".
وفد إيراني للكشف الميداني
من جهته، قال ضابط في قوات حرس الحدود العراقي إنه "تم رفع العلم العراقي في المناطق التي أجليت عنها تلك الجماعات، وأن الانتشار العسكري مستمر لتأمينها"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أنه "من المنتظر أن يصل وفد إيراني قريباً للاطلاع على تلك المناطق وإجراء كشف ميداني فيها، وفقاً لما تم الاتفاق عليه مع الحكومة العراقية".
وأشار الضابط، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، إلى أنّ "وجود قوات حرس الحدود والبشمركة في تلك المناطق سيجعلها آمنة"، مؤكداً أنه "تم نزع سلاح تلك الجماعات بشكل كامل ووضعت تحت الرقابة الأمنية المشددة".
وفي نهاية أغسطس/ آب الماضي، أعلنت كل من بغداد وطهران توقيع اتفاقية أمنية بين البلدين تقضي بتفكيك معسكرات المعارضة الكردية الإيرانية الموجودة في إقليم كردستان - العراق على الحدود مع إيران، شمالي العراق.
وتقضي الاتفاقية بإيقاف طهران عملياتها العسكرية داخل البلدات الحدودية العراقية مقابل قيام بغداد بتفكيك تجمعات تلك المعارضة وإبعادها عن الحدود مع إيران، وتسليمها المطلوبين منهم. وبموجب الاتفاق، تطالب طهران حكومة بغداد بنزع سلاح التنظيمات المعارضة والنشطة شمالي العراق حتى 19 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وفي وقت سابق استهدفت هجمات إيرانية متكررة بلدات ومناطق حدودية عراقية في إقليم كردستان، تقول طهران إنها تؤوي مجموعات كردية تصنفها "إرهابية"، أبرزها حزب "حدكا"، وحزب "كوملة"، وحزب "بيجاك"، إضافة إلى منظمة "خبات". ونشطت هذه القوى والأحزاب في مناطق وبلدات الشريط العراقي الإيراني الحدودي، وهي مناطق ذات تضاريس صعبة، أبرزها مناطق جبال وقرى جومان، سيدكان، سوران، سيد صادق، خليفان، بالكايتي وقنديل وكويسنجق وحلبجة ورانيا، ضمن إقليم كردستان العراق، شمالي أربيل وشرقي السليمانية.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول الماضيين، نفّذ الحرس الثوري الإيراني هجمات جوية وصاروخية ومدفعية واسعة، استهدفت مقرات ومواقع مختلفة لجماعات إيرانية كردية معارضة، شرقي السليمانية وشمال غربي أربيل، أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من أعضاء تلك الجماعات بالإضافة إلى مواطنين عراقيين، عدا عن وقوع خسائر مادية بممتلكات عامة في تلك المناطق.