العراق: وساطة يقودها الأعرجي لإنهاء الحظر التركي على مطار السليمانية

العراق: وساطة يقودها الأعرجي لإنهاء الحظر التركي على مطار السليمانية

25 ابريل 2023
من المتوقع أن يرفع الحظر التركي عن المطار حتى منتصف الشهر المقبل بعد تقديم ضمانات (Getty)
+ الخط -

كشف القيادي في حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني"، غياث سورجي، عن وجود وساطة جديدة تهدف إلى إقناع أنقرة برفع حظر الطيران المفروض على مطار السليمانية الدولي في إقليم كردستان من قبل السلطات التركية، والمتواصل منذ عدة أسابيع، ردا على أنشطة "حزب العمال الكردستاني" المعارض في مدينة السليمانية.

وفي الثالث من إبريل/ نيسان الحالي، أوقفت تركيا جميع الرحلات الجوية مع مطار السليمانية الدولي، وأكدت خارجيتها أن القرار جاء بسبب تكثيف أنشطة "حزب العمال الكردستاني" في مدينة السليمانية، وتغلغل الحزب في مطارها، مما يؤدي إلى تهديد أمن الطيران، وفق قولها.

وأعقب القرار التركي، هجوم على مطار السليمانية بطائرة مسيرة استهدفت قائد قوات "قسد"، مظلوم عبدي، وعددًا من مساعديه، فيما قالت مصادر أمنية في الإقليم حينها، إنه نجا من الهجوم.

وقال غياث سورجي لـ"العربي الجديد" إن الحكومة العراقية تقود وساطة تهدف لطمأنة تركيا بعدم وجود تأثير أو نفوذ لـ"حزب العمال الكردستاني" في السليمانية، وعدم وجود تعاون بين "الاتحاد الوطني الكردستاني" و"المنظمات الإرهابية".

وأضاف: "نجدد التأكيد على أن (الاتحاد الوطني الكردستاني)، لديه تعاون وتنسيق مع (قوات سورية الديمقراطية) باعتبارها جزء من التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، و(قسد) تختلف عن (حزب العمال الكردستاني) وهي ليست محظورة على لائحة الإرهاب"، وفقا لقوله.

مؤكداً أن "وجود (حزب العمال) في السليمانية يقتصر على جبل قنديل، وهي منطقة نائية معقدة جغرافياً، يمتد بين 3 دول هي إيران وتركيا والعراق، ويصعب على أي جيش السيطرة عليه".

وبحسب قول القيادي في "الاتحاد الوطني الكردستاني"، فإن الوساطة التي تقودها الحكومة العراقية، والاجتماعات التي عقدها نائب رئيس حكومة إقليم كردستان قوباد طالباني ستنهي قضية حظر الطيران المفروض على السليمانية، مؤكدا أن "الأمور تتجه لإصلاح الخلاف بين تركيا و(الاتحاد الوطني)".

وتخضع مدينة السليمانية لسلطة "حزب الاتحاد الوطني الكردستاني" برئاسة بافل طالباني، وهو ثاني أكبر الأحزاب الكردية في إقليم كردستان العراق، وتُوجه اتهامات للسليمانية بأنها تؤوي مقار تابعة لـ"حزب العمال الكردستاني" تمارس نشاطاً "عدائياً" في مدن الشمال العراقي، وضد تركيا أيضاً.

تعهدات بإغلاق مقار ومؤسسات "العمال الكردستاني" في السليمانية

من جهته، أكد نائب في برلمان إقليم كردستان رفض الكشف عن اسمه، أن رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني كلف مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي في قيادة ملف الوساطة بقضية فرض حظر الطيران التركي على مطار السليمانية.

وبحسب ما قال النائب خلال حديث مع "العربي الجديد"، فإن نائب رئيس حكومة إقليم كردستان قوباد طالباني وافق على تقديم ضمانات للأعرجي بهدف إيصالها إلى الجانب التركي تتضمن غلق جميع مقرات "حزب العمال الكردستاني" في السليمانية سواءً كانت العلنية، أو منظمات المجتمع المدني والشركات ومؤسسات الإعلام التابعة له.

وتابع: "الاتحاد وافق على تقديم تعهدات بشأن منع أي نشاط مسلح لـ(حزب العمال) أو (قوات سورية الديمقراطية) داخل الحدود الإدارية لمحافظة السليمانية وعدم التعاون معهم بهذا المجال".

وأشار إلى أن "تركيا طلبت من الوسيط العراقي ضمانات يقدمها (الاتحاد الوطني الكردستاني)، لرفع حظر الطيران المفروض على السليمانية منتصف الشهر المقبل كحدٍ أعلى".

وكان نائب رئيس جهاز المخابرات التركي، موتلو توكا، قد زار العاصمة العراقية بغداد مؤخراً وبحث مع مسؤولين عراقيين، أنشطة مسلحي "حزب العمال الكردستاني" شمالي العراق، وذلك بعد قصف استهدف مطار السليمانية الدولي، خلال وجود قائد "قوات سوريا الديمقراطية"، مظلوم عبدي، واتهام تركيا بالوقوف خلفه.

"قضية سيادية"

بدوره، قال عضو الحزب "الديمقراطي الكردستاني" الحاكم في إقليم كردستان، ريبين سلام، إن "هناك جهات في السليمانية تعمل على خلق المشاكل وإحراج حكومة الإقليم أمام المجتمع الدولي".

وأوضح في حديثه لـ"العربي الجديد" أن "قضية حظر الطيران على مطار السليمانية، هي قضية سيادية تخص الحكومة العراقية، وهي تعهدت بحل هذا الملف بعد زيارة لجان من البرلمان العراقي والحكومة مدينة السليمانية وأطلعت على مجريات الأوضاع".

واستكمل حديثه بالقول: "الجميع يعلم بحجم نفوذ (حزب العمال الكردستاني) وسيطرته المطلقة على مناطق كاملة في السليمانية، وهناك تعاون مطلق يقدم له من (الاتحاد الوطني الكردستاني)، وهذا الأمر يجب أن يتوقف، منعاً لتكرار الهجمات التركية على مناطق إقليم كردستان".

وشهدت محافظة السليمانية شمالي العراق، منتصف الشهر الفائت، تحطم مروحية تقل عناصر من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، والتي كانت في طريقها إلى الحسكة قادمة من السليمانية.