العراق: مليشيا "ربع الله" تهدد باستهداف البنوك الحكومية

08 مايو 2021
اعتراضات من عناصر لم يتم تسجيلهم رسمياً ضمن صفوف "الحشد الشعبي" (Getty)
+ الخط -

هددت مليشيا عراقية مسلحة تطلق على نفسها اسم "ربع الله"، وهي من الجماعات الحديثة التي تصدرت الواجهة خلال العام الماضي، باستهداف البنوك العراقية إذا لم تستجب الحكومة العراقية، برئاسة مصطفى الكاظمي، لمطالبها المتمثلة بإعادة عناصر "الحشد الشعبي" المفسوخة عقودهم.

ومنذ أيام يتظاهر المئات من أفراد المليشيات المسلحة، المعروفين محلياً بـ"المفسوخة عقودهم"، وهم الذين لم يتم تسجيلهم رسمياً ضمن صفوف "الحشد الشعبي" لأسباب مختلفة، إما لتغيبهم أو لانضمامهم بعد انتهاء المعارك مع تنظيم "داعش" نهاية عام 2017، ويطالبون بمنحهم رواتب أسوة بباقي أفراد الحشد، البالغ تعدادهم نحو 117 ألف عنصر موزعين على نحو 80 مليشيا مسلحة، يتلقى واحدهم شهرياً مليونا و200 ألف دينار، ما يعادل نحو 900 دولار أميركي.

وقالت المليشيا في بيان لها، نقلته وسائل إعلام محلية عراقية، إنه "بعد أن توحدت أهداف الفاسدين ضد المجاهدين أبناء الحشد الشعبي المفسوخة عقودهم، دون أي استجابة لمطالبهم، نعلن نحن حركة ربع الله درع الحشد الجهادي عن تحذيرنا الأخير لمن تنكر لنا، ولحكومة الكاظمي المتغافلة عن حقوقنا". 

وخاطبت المليشيا السلطات العراقية بالقول "إننا نمهلكم 48 ساعة من تاريخ نشر هذا البيان (السبت) للاستجابة لمطالبنا دون تأخير أو تدليس، وإلا سيكون لنا تصرف ضد البنوك والمصارف التي تخزنون فيها أموالنا". 

ولم يصدر من الحكومة العراقية أي موقف رسمي تجاه التهديدات الجديدة لمليشيا "ربع الله"، إلا أنّ مسؤولاً حكومياً رفيع المستوى وصف التهديد، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، بأنه "فارغ ولا يمكنهم فعل شيء"، مضيفاً أن "البنوك مؤمنة والمليشيات الخارجة عن القانون سيتم التعامل معها بحزم".

وأكد المسؤول، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أنّ رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي سبق أن كلف هيئة "الحشد الشعبي" بالتعامل مع هذه الحركات ووضع حد لها، "كون أنشطتها باتت تدخل ضمن جرائم الإرهاب".

وشن سياسيون وبرلمانيون بتحالف "الفتح"، الجناح السياسي للحشد الشعبي، أخيراً، هجوماً على الحكومة التي طالبوها بإعادة المفصولين من عناصر "الحشد الشعبي" للخدمة.

وقال المتحدث باسم تحالف "الفتح" أحمد الأسدي، السبت، إنّ تحالفه لن يتخلى عن المفسوخة عقودهم من أبناء "الحشد الشعبي"، وسيعيد إليهم حقوقهم، موضحاً أن الأموال المخصصة لعودة المفسوخة عقودهم وضعت في موازنة "الحشد". 

ونقلت وسائل إعلام محلية عن الأسدي قوله "من لم تعلمه السنوات الماضية من هم أبناء الحشد، فليراجع أخبارهم، وإنا وإياكم على موعد مع المعاندين قريب"، مضيفاً "إلى شباب الحشد المفسوخة عقودهم: إن الأموال المخصصة لعودتكم وضعت في موازنة الحشد، ولدينا الجداول والأرقام، وأعلنت هيئة الحشد ذلك بشكل رسمي". 

تقارير عربية
التحديثات الحية

ودعا عضو البرلمان عن حركة "صادقون"، الجناح السياسي لمليشيا "عصائب أهل الحق"، حسن سالم، في وقت سابق، الحكومة إلى الإسراع بإعادة المفسوخة عقودهم من عناصر "الحشد"، محذراً بالقول "وإلا ستحدث أشياء لا تحمد عقباها"، وسبق أن نظم مفصولون من الخدمة في "الحشد الشعبي" وقفات احتجاجية في بغداد للمطالبة بإعادتهم، إلا أن الحكومة لم تتخذ قراراً بعودتهم. 

المساهمون