شهد العراق، أمس الأربعاء، عودة لعمليات استهداف أرتال التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، بالتزامن مع تصعيد سياسي وتوتر أمني تشهده البلاد بسبب اعتراض قوى سياسية وفصائل مسلحة مدعومة من إيران على نتائج الانتخابات التي جرت في العاشر من الشهر الحالي وأظهرت خسارة كبيرة لحلفاء طهران.
واستهدفت عبوة ناسفة، مساء أمس الأربعاء، رتلاً تابعاً للتحالف الدولي في محافظة البصرة جنوبي البلاد يحمل معدات غير عسكرية ولم يتسبب التفجير بحدوث خسائر بشرية، وفقاً لمسؤولين في الشرطة العراقية.
يذكر أن عمليات استهداف أرتال التحالف الدولي والقوات والمصالح الأجنبية في العراق كانت قد توقفت بشكل كامل خلال الأسابيع التي سبقت الانتخابات.
وأكد عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي المنتهية ولايته، بدر الزيادي، وجود علاقة بين عودة عمليات الاستهداف والاعتراضات على نتائج الانتخابات، قائلاً، لـ"العربي الجديد"، "يمكن ربط هذه الأحداث بنتائج الانتخابات".
وأشار إلى أن خسارة بعض الأطراف في الانتخابات أثّرت على الأوضاع السياسية، مضيفاً "في هذا الظرف، ووجود حكومة تصريف الأعمال، وانتهاء دورة البرلمان، يكون هناك فراغ يؤثر على الاستقرار الأمني".
ولفت إلى أن "القوات الأميركية القتالية ستغادر العراق نهاية العام الحالي، وإذا لم تنسحب فمن حق أي طرف مقاومتها"، مشددا على ضرورة الانتظار حتى نهاية العام.
وتابع "هناك من يفكر بأن البلاد قد تدخل في فوضى بسبب نتائج الانتخابات، لكن نتمنى أن يكون هناك ضبط، والقبول بنتائج الانتخابات بعد أن تنتهي المفوضية من إعادة فرز بعض الصناديق التي تأخرت"، مؤكداً أن الحكومة العراقية الجديدة ملزمة بإخراج القوات الأميركية من البلاد.
وتساءل مسؤول حكومي في حديث لـ"العربي الجديد" عن سبب عودة الهجمات على الأرتال في هذا الوقت بالذات، أي بعد الانتخابات، وبالتزامن مع اعتراضات قوى وفصائل مسلحة على نتائج الاقتراع، لافتاً إلى أن "أي فعل أو تهديد لا يمكن أن يؤثر في نتائج الانتخابات، لأن هذا الأمر منوط بالمفوضية العليا المستقلة للانتخابات وحدها".
كما أشار عضو البرلمان السابق وليد السهلاني إلى وجود بعض الإشكاليات التي رافقت الإعلان عن نتائج الانتخابات، مؤكداً في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن الأجواء الحالية المتشنجة يمكن أن تؤدي إلى انسداد سياسي.
وشدد على ضرورة الاهتمام بالجانب الأمني، موضحاً أن ذلك من مهام قيادة العمليات العراقية المشتركة.
وبيّن أن الأرتال الأميركية ما زالت تتحرك داخل العراق، مضيفاً "لن نقبل بأي قوات برية اميركية على الأراضي العراقية".
وتابع "يفترض خروج القوات الأميركية"، مضيفاً أن "القوات الأميركية ما تزال تستهدف الحشد الشعبي قرب الحدود العراقية السورية".
وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قد اتفق مع الأميركيين، خلال زيارته إلى واشنطن في يوليو/ تموز الماضي، على انسحاب القوات القتالية الأميركية من البلاد في الحادي والثلاثين من ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، قال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، إن القوات الأميركية القتالية باشرت عملية الانسحاب الفعلي من العراق، ضمن خطة أعدت بالتنسيق بين بلاده والتحالف الدولي، مضيفا أن "هناك جهدا مستمرا من أجل استكمال عملية الانسحاب إلى تاريخ 31 ديسمبر/كانون الأول 2021".