هاجم تنظيم "داعش" الإرهابي مجدداً، خلال الأيام الماضية، المناطق العراقية المتنازع على إدارتها بين بغداد وأربيل، موقعاً قتلى وجرحى من قوات "البشمركة" الموجودة في بعض من هذه المناطق.
وقالت وزارة "البشمركة"، في بيان اليوم الثلاثاء، إن "إرهابيي "داعش" هاجموا قوة تابعة للبشمركة ضمن حدود مدينة كفري، شمال شرقي البلاد، والتي تتبع إدارياً إلى محافظة ديالى". وأوضح البيان أنّ قوات "البشمركة" تصدت للهجوم، مشيراً إلى مقتل عنصر في البشمركة وإصابة 3 آخرين.
ويعد هذا الهجوم هو الثاني خلال أقل من أسبوع، إذ هاجم "داعش"، السبت الماضي، قوات "البشمركة" المتمركزة في بلدة كولجو التابعة لمدينة كفري، وتسبب الهجوم بمقتل 5 من عناصر القوات الكردية وإصابة 5 آخرين.
من جهته، قال الأمين العام لوزارة البشمركة جبار الياور إنّ تنظيم "داعش" ينطلق من المناطق التي يسيطر عليها الجيش العراقي لمهاجمة قوات البشمركة، موضحاً، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام كردية، أنّ "عناصر التنظيم يعودون إلى المناطق التي يأتون منها بعد تنفيذ هجماتهم".
وقال إنّ "الجيش العراقي لا يحمي غير المواقع التي يوجد فيها"، لافتاً إلى أن "هذه المناطق (المتنازع عليها) كانت تحت سيطرة البشمركة قبل دخول الجيش إليها بقرار من رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، ولم يكن أي إرهابي يستطيع الوصول إليها"، على حد قوله.
وبحسب الياور، فإنه "وبعد خروج البشمركة من هذه المناطق ووقوعها تحت سيطرة الجيش العراقي، حدث فراغ كبير يبلغ عرضه في بعض المناطق 40 كيلومتراً، يستطيع المسلحون استغلاله لإخفاء أسلحتهم وعتادهم، بل وحتى التدريب فيه".
وأكد أنّ "قوات الجيش العراقي لم تتمكّن من السيطرة بصورة كاملة على المناطق التي يوجدون فيها".
وبشأن إعلان بغداد وأربيل، في وقت سابق، عن تشكيل ألوية مشتركة من الجيش و"البشمركة" لضبط الأمن في الفراغات التي يستغلها تنظيم "داعش"، قال الياور إنه "بسبب عدم صدور قرار تشكيلها من جانب الحكومة الاتحادية وعدم تأمين احتياجاتها من رواتب وميزانيات وأسلحة ومعدات، تأخر تشكيل الألوية إلى تشرين الثاني (نوفمبر)، وعندما صدر القرار، تم نقل لواء البشمركة المشمول إلى ملاك وزارة الدفاع العراقية، ويتلقون التدريب في مراكز البشمركة حالياً".
وتابع "من المقرر مزجهم مع لواء من الجيش العراقي في كانون الأول (ديسمبر) ليتلقوا التدريب من جديد، ثم يتم بعد كانون الثاني (يناير 2022) توزيعهم على المناطق التي تم الاتفاق عليها".
وفي السياق، أكد مسؤول حكومي كردي، لـ"العربي الجديد"، أنّ الأمر بات مقلقاً بعد تكرار هجمات "داعش" في مناطق متنازع عليها، مبيّناً أنّ سقوط قتلى وجرحى "زاد من خطورة هذه الهجمات التي لا بد من وجود تنسيق فعلي بين بغداد وأربيل للسيطرة عليها".
وأشار إلى أنّ التنظيم الإرهابي يركز في وجوده على المناطق النائية والتي تضعف سيطرة قوات الأمن فيها، موضحاً أنّ بقايا التنظيم تتطلب عمليات عسكرية دقيقة لملاحقتها، خصوصاً من خلال الضربات الجوية.
وقالت وزارة "البشمركة"، في أغسطس/آب الماضي، إنّ التعاون بين الجيش العراقي وقوات "البشمركة" أسهم في تأمين 550 كيلومتراً من الفراغات الأمنية في المناطق المتنازع على إدارتها بين حكومتي بغداد وأربيل، مشيرةً إلى وجود اجتماعات وتبادل معلومات وتنسيق لمرور الأرتال العسكرية، فضلاً عن عمليات مشتركة بين الأمن العراقي و"البشمركة" في تلك المناطق.