العراق: عودة التراشق بالتصريحات بين الصدر والمالكي

05 فبراير 2021
الخلافات ليست وليدة اليوم (قاسم زين/ فرانس برس)
+ الخط -

عاد التراشق بالتصريحات بين رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وزعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر، إلى الواجهة في العراق بعد فترة من الهدوء رافقها حديث عن محاولات للصلح بينهما. 

وبدأ التراشق بتصريحات أدلى بها المالكي لمحطة فضائية عراقية، مساء الخميس، قال فيها إنه لن يسمح لـ "البطة أن ترعب الناس مجددا كما لم أسمح لها في السابق"، مؤكدا أنه يريد "شعبا آمنا وأمة تعيش بسلام". وأشار إلى أنه سيتصدى للخارجين عن القانون، وسيقف ضد أي قوة سياسية تتبنى منهج القوة في إدارة البلاد. 

و"البطة" هي تسمية شعبية في العراق لنوع من السيارات كان يستخدمها عناصر مليشيا "جيش المهدي"، التابع لـ "التيار الصدري" في جرائم الخطف والقتل خلال فترة الفتنة الطائفية في العراق عامي 2006 و2007. 

وجاء الرد سريعا على المالكي من قبل المقرب من الصدر، صالح محمد العراقي، الذي كتب في تغريدة على موقع "تويتر": "من الممكن القول إن البطة هي الحل الوحيد للفاسدين، ولمن باعوا ثلث العراق لداعش"، في إشارة إلى الاتهامات التي وجهت للمالكي بالتسبب في سقوط الموصل ومدن عراقية أخرى بيد تنظيم "داعش" الإرهابي منتصف عام 2014.

وتابع العراقي "إلا أن أخلاقنا، نحن الصدريين القح (الخالصين)، لا تسمح لنا بذلك، فهي سيرة المنشقين والمليشيات الوقحة، وهم أجمع ليسوا أسوة لنا".

يشار إلى أن "التيار الصدري" بدأ يتحدث أخيرا بشكل صريح عن رغبته في تولي رئاسة الحكومة المقبلة، بينما يحاول المالكي أيضا طرح نفسه لتولي المنصب مجددا. 

عضو في البرلمان العراقي أكد لـ "العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أن ما يجري من سجال بين المالكي والصدريين ليس جديدا، موضحا أنه يعبر عن دعاية انتخابية مبكرة.

ولفت إلى أن العراقيين اعتادوا مثل هذه الأساليب التي غالبا ما تسبق كل انتخابات، مبينا أن الصراع الانتخابي بدأ مبكرا هذه المرة، ما يشير إلى أن المنافسة على قيادة العراق بعد انتخابات أكتوبر/ تشرين الأول 2021 ستكون محتدمة، وستشهد كثيرا من المفاجآت. 

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي التراشق بالتصريحات بين الصدر والمالكي. 

وقال الناشط علي فاضل في تغريدة عبر موقع "تويتر": "المالكي: لن أسمح للبطة وغير البطة أن ترعب الناس، لكن المشكلة هي أن (أبو البطة) لن يسمح لك بأن ترجع لرئاسة الوزراء أبداً إلا إذا تحالفت معه". 

كما أن ولايتي المالكي في رئاسة الحكومة (2006 – 2014) لم تسلما من الانتقاد، بسبب اتهامات بشن حملات اعتقال على أسس طائفية وزج آلاف الأبرياء في السجون بناءً على وشايات كاذبة من "المخبر السري".

وأشار الناشط علي قاسم إلى أن المالكي هاجم الصدر حين تحدث عن عدم سماحه بعودة "البطة". 

وكان عضو البرلمان السابق مشعان الجبوري قد تحدث في لقاء متلفز سابق عن أيهما أفضل في الصراع بين المالكي والصدريين قائلا "لو خيرنا بين سائق البطة والمالكي سنختار المالكي".

ووجهت في السابق اتهامات لمليشيا "جيش المهدي" بقتل واختطاف وتغييب وتهديد آلاف العراقيين عامي 2006 و2007، قام على إثرها المالكي بشن حملة سميت "صولة الفرسان" ضد أنصار الصدر عام 2008 وحدثت مواجهات مسلحة بين القوات العراقية والصدريين تسببت بسقوط قتلى في الجانبين. 

المساهمون