ضغوط من إيران وحزب الله اللبناني على الصدر لإعادته إلى سباق الانتخابات العراقية

15 اغسطس 2021
الصدر لم يعلن عن موقفه من العودة للسباق الانتخابي (احمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

كشف عضو بارز في "التيار الصدري"، الذي يتزعمه رجل الدين العراقي، مقتدى الصدر، اليوم الأحد، أن ضغوطاً ووساطات من أطراف إيرانية وقيادات في "حزب الله" اللبناني تهدف لثني الصدر عن قرار الانسحاب من الانتخابات المقبلة المقرر إجراؤها في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وذلك بالتزامن مع جهود تبذلها أطراف سياسية عراقية إلى جانب رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي للغرض نفسه.
وأعلنت عدة قوى سياسية عراقية، أبرزها قوى التيار الصدري والحزب الشيوعي العراقي، الشهر الماضي، الانسحاب من الانتخابات لأسباب من بينها استمرار سيطرة السلاح المنفلت على المشهد الأمني وتأثيره على الانتخابات والمال السياسي فضلاً عن عدم توفر ضمانات بإجراء انتخابات نزيهة، بحسب بيانات الانسحاب.
 وأكد عضو بارز في التيار الصدري، خلال اتصال هاتفي من مدينة النجف جنوبي العراق، مع "العربي الجديد"، دخول شخصيات وصفها بـ"القيادية" في "حزب الله" اللبناني منذ أسبوعين على خط الضغوطات الحالية لإعادة الصدريين إلى السباق الانتخابي.

وكشف المصدر، الذي تحفظ عن ذكر اسمه، أن "هذه الضغوطات دفعت الصدر إلى العودة سريعاً إلى العراق (النجف)، دون تقديم جواب واضح بشأن عودته أو عدمها"، مبيناً أن أطرافاً إيرانية تمارس الأمر ذاته على الصدر لثنيه عن قرار المقاطعة.
وأشار أيضاً إلى أن "أطرافاً سياسية داخلية، تسعى بدورها لإقناع الصدر بالعودة إلى الانتخابات المبكرة، من بينها رئيس الحكومة، لكن بشكل عام السؤال ليس في عودة الصدريين، بل في إمكانية إجراء الانتخابات ذاتها في موعدها المقرر"، وفقاً لقوله.
في السياق، قال القيادي في تحالف "الفتح"، معين الكاظمي، لـ"العربي الجديد"، إن "خطوط اتصال مستمرة مع التيار الصدري بهدف التراجع عن قرار المقاطعة".
وبين معين الكاظمي أن "الحوارات مع التيار الصدري تجري عبر طريقين الأول عن طريق القوى السياسية والثاني عبر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الذي تبنى قضية إقناع عودة بعض الأطراف السياسية للمشاركة في الانتخابات المبكرة، بعد الانسحاب منها".
وأكد القيادي في "الفتح"، أبرز الداعمين لإجراء الانتخابات، أن "استمرار إصرار بعض القوى على مقاطعة هذه الانتخابات، لن يدفع إلى تأجيلها إطلاقاً، فالأغلبية مع هذه الانتخابات، وهناك دعم دولي كبير لهذا الأمر".

إلى ذلك، شدد المتحدث باسم "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، في أربيل محمود محمد، على أهمية إجراء الانتخابات في موعدها، دون تأجيل، مبيناً في بيان للحزب، أنها السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية.
وأضاف: "ندعو التيار الصدري والأطراف الأخرى التي أعلنت عدم مشاركتها في الانتخابات العراقية إلى مراجعة قرارها وعودتها إلى المشاركة في الانتخابات كمطلب جماهيري وضرورة ملحة للمرحلة الحالية التي نمر بها، خدمة للعملية السياسية في العراق ولتقديم نموذج ناجح لإدارة الحكم".
وتعليقاً على الضغوط الحالية على الصدر، قال النائب في البرلمان عن تحالف "سائرون"، محمود الزجراوي، لـ"العربي الجديد"، إنه "يرفض هذه الضغوط"، مبيناً أن "قرار انسحاب الصدر من الانتخابات، هو قراره حصراً والعودة عن هذا القرار بيده أيضاً"، على حد تعبيره.
في الشأن، قال المحلل السياسي العراقي علي البيدر، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن "ما قام به زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر هو محاولة لضرب عصفورين بحجر واحد، الأول هو لفت أنظار المجتمع الدولي والإقليمي إلى البيئة الانتخابية في البلاد وجعله يتدخل من أجل معالجة بعض الإشكاليات فيها".
وتابع موضحاً أما "الحجر الثاني فيتمثل بمحاولة الصدر استفزاز جمهوره وتصدره للمشهد السياسي والإعلامي عندما أقدم على الانسحاب وسيعمل مرة أخرى بعودته إلى الانتخابات لتصدر المشهد".
وأثار انسحاب الصدر من الانتخابات المبكرة مخاوف كثيرة من أن تؤدي لتأجيلها، خصوصاً بعد انسحاب أطراف مدنية عديدة خلال الفترة الأخيرة، علماً أن الصدر كان قد أكد في وقت سابق من إبريل/ نيسان الماضي عزمه الحصول على رئاسة الحكومة المقبلة من أجل ما قال إنه "تحقيق الإصلاح وإبعاد المفسدين".
يُذكر أن "التيار الصدري" ظل محافظاً طيلة السنوات الماضية على ما لا يقل عن 30 في المائة من عدد مقاعد القوى السياسية العربية الشيعية في بغداد وجنوب ووسط العراق، داخل البرلمان.

المساهمون