نفذت القوات العراقية سلسلة من العمليات العسكرية والضربات الجوية المكثفة، خلال اليومين الماضيين، أسفرت عن قتل عدد من عناصر تنظيم "داعش" في مناطق عدة من البلاد، في استراتيجية تأتي بالتوازي مع قرب موعد إجراء الانتخابات المحلية المقرّرة بعد أقل من أسبوعين، وسط مخاوف من محاولات التأثير عليها.
وأثيرت مخاوف من محاولات إرباك الملف الأمني للتأثير على الانتخابات، منذ التفجير الذي سجلته محافظة ديالى شمال شرقي بغداد، الخميس الماضي، والذي أوقع 11 قتيلاً ونحو 14 جريحاً، وحصل بعبوة ناسفة وقناص في قرية العمرانية ببلدة الوجيهية بالمحافظة، استهدف سيارة تقل أشخاصاً كانوا عائدين من تجمع انتخابي لأحد المرشحين للانتخابات المحلية.
وعلى الرغم من عدم تحديد الجهة المنفذة للهجوم، واتهامات لفصائل مسلّحة متنفذة بالمحافظة بصلتها في الهجوم، إلا أن قيادة الجيش قررت تكثيف عملياتها ضد عناصر التنظيم، ووفقاً لضابط برتبة مقدم في قيادة العمليات المشتركة للجيش العراقي، فإن "قيادة العمليات راجعت خططها العسكرية، وحدثتها بحسب المعطيات الميدانية"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أن "المعطيات أشارت إلى محاولات إرباك المشهد الأمني للتأثير على الانتخابات، وهو ما اقتضى وضع خطط جديدة".
وأكد أن "الخطة تضمنت تكثيف الضربات الجوية في مناطق تواجد عناصر "داعش"، لإرباك تحركاته وخططه، بالاعتماد على المعلومات الاستخبارية، فضلاً عن تنفيذ عمليات عسكرية وعمليات تمشيط فيها"، مبيناً أن "الخطة ستستمر حتى إجراء الانتخابات".
وأشار الى أن "نتائج الخطة بدأت بالفعل، وهي واضحة عبر إيقاع قتلى وجرحى في عناصر التنظيم بعدة مناطق من البلاد".
وأطلقت قوات الجيش، أمس الثلاثاء، عملية أمنية في مناطق حوض الوقف شمال شرقي محافظة ديالى، ونقلت صحيفة "الصباح" الرسمية اليوم الأربعاء، عن مصدر أمني قوله إن "قوات أمنية مشتركة انطلقت من 3 محاور لتنفيذ عملية مباغتة في عمق حوض الوقف من جهة بساتين قرى الكبة، وجلبي، ومحيطهما، وصولاً إلى ضفاف نهر ديالى"، مبيناً أن "العملية تهدف الى تعقب أوكار "داعش"، وتأمين أكثر من 10 طرق زراعية، وتمشيط قرابة 400 دونم من البساتين الزراعية بعمق 7 كيلومترات باتجاهين".
وسبق العملية بيوم واحد، قتل عدد من عناصر "داعش" بضربة جوية في محافظة كركوك. وذكرت قيادة الجيش في بيان، أن الضربة "باغتت العناصر الإرهابية في وادي الشاي /قاطع عمليات كركوك، استهدفت تحركات لـ"داعش" ووكراً لها، وأسفرت عن وقوع قتلى في صفوف التنظيم".
كما نفذت "قوة مشتركة من قيادة عمليات كركوك وشرق دجلة بالحشد الشعبي، بالاشتراك مع قوة من الجيش العراقي، عملية أمنية من محورين، الشمالي والشرقي في محافظة كركوك، يوم الأحد الماضي"، وذكر بيان لـ"الحشد الشعبي"، أن "العملية تهدف ‘لى ملاحقة فلول داعش، والقضاء على تحركاتهم، وتأمين المنطقة بشكل كامل".
وليل الخميس الماضي، نفذ الطيران العراقي ضربات على أوكار لـ"داعش" في سلسلة جبال بلكانة ببلدة طوزخورماتو بمحافظة صلاح الدين، وأكد بيان حكومي أن "العملية أوقعت عدداً من القتلى، وأدّت إلى تدمير وكر يحتوي على أسلحة ومعدات لوجستية للتنظيم".
وتراجعت في الأشهر الأخيرة حدة الهجمات وأعمال العنف في البلاد، حتى في المحافظات المحررة (كركوك، وديالى، وصلاح الدين، والأنبار، ونينوى) التي توصف على أنها من أكثر المحافظات التي تسجل تحركات لعناصر "داعش".