أعلنت الخارجية العراقية، اليوم السبت، أنها ستسلم القائم بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة الأميركية في بغداد مذكرة احتجاج رسمية بشأن الضربات الأميركية في منطقتي عكاشات والقائم، غربي العراق، مساء يوم أمس الجمعة.
وقالت الوزارة في بيان إن الخارجية "ستقوم باستدعاء القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأميركية في بغداد ديفيد بيركر لعدم وجود السفيرة الأميركية، لتسليمه مذكرة احتجاج رسمية بشأن الاعتداء الأميركي الذي طاول مواقع عسكرية ومدنية في منطقتي عكاشات والقائم".
من جهتها، علقت الرئاسة العراقية على الضربات الأميركية بالقول إن "العدوان الذي تعرضت له مدينة القائم في محافظة الأنبار ومناطق حدودية عراقية أخرى غربي البلاد من قبل الولايات المتحدة، وأسفر عن استشهاد وإصابة عدد من المواطنين، يُمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة العراقية رغم إعلان الحكومة العراقية غير مرة رفضها مثل هذه الأعمال".
وأضافت الرئاسة، حسب ما نقلت وكالة الأنباء العراقية، أن "هذه الهجمات تعمل على تصعيد التوتر وتهدد أمن واستقرار المنطقة ككل"، مشددة: "نؤكد أهمية عقد اجتماع طارئ للرئاسات والكتل السياسية لبحث هذه التطورات والتداعيات واتخاذ مواقف واضحة وموحدة تحفظ كرامة البلد وسيادته وأمن المواطنين".
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت الحكومة العراقية مقتل وإصابة 41 شخصا بالضربات الأميركية التي استهدفت مواقع للفصائل المسلحة في مدينة القائم، غربي محافظة الأنبار، نافية وجود أي تنسيق مسبق بين بغداد وواشنطن بشأن الضربات، معتبرة أن التحالف الدولي صار سبباً لتهديد الأمن والاستقرار في العراق.
وأعلن الجيش الأميركي شن ضربات جوية على أهداف في سورية والعراق رداً على مقتل ثلاثة من جنوده في هجوم على قاعدة في الأردن، مشيراً إلى أن الضربات استهدفت "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني و"جماعات مسلحة متحالفة معه". وفي حين قال إن المنشآت المستهدفة هي مراكز قيادة وتحكم وتجسس ومواقع تخزين صواريخ ومسيّرات، أكد أن الضربات الجوية استخدمت فيها أكثر من 125 قذيفة دقيقة التوجيه، وشملت أكثر من 85 هدفاً.
وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي قد أكد، في وقت سابق، أن بلاده أبلغت الحكومة العراقية قبل شن ضربات جوية على ثلاثة مواقع تخص فصائل داخل البلاد.
وكانت الفصائل العراقية، إثر الهجوم الذي تعرضت له قوات أميركية متمركزة في شمال شرق الأردن قرب حدود سورية، الأحد الماضي، والذي سبّب مقتل ثلاثة عسكريين أميركيين وإصابة آخرين، قد وضعت عناصرها بحالة استنفار، وأخلت معظم مقارّها من العناصر الأمنية تحسباً لضربات أميركية متوقعة.
وقد أعلنت جماعة كتائب "حزب الله العراقي"، عقب هجوم الأردن والتوعد الأميركي بالرد، وقف هجماتها على الولايات المتحدة الأميركية، مبررة ذلك بـ"دفع الحرج عن الحكومة العراقية".