الأزمة السياسية العراقية: دفع باتجاه استبدال السوداني بمرشح آخر لرئاسة الحكومة

13 سبتمبر 2022
تداول أسماء بديلة عن السوداني لترؤس الحكومة العراقية (Getty)
+ الخط -

كشفت مصادر سياسية مطلعة في بغداد، اليوم الثلاثاء، عن بدء تحالف الإطار التنسيقي مناقشات داخلية لاستبدال مرشحه الحالي لتشكيل الحكومة الجديدة محمد شياع السوداني، تماشيا مع الأجواء الإيجابية التي سادت في الساعات الأخيرة. 

وثمّن تحالف الإطار التنسيقي الموقف الأخير لتحالف "السيادة"، أكبر التكتلات السياسية للعرب السنة في العراق، والحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في إقليم كردستان، شمالي البلاد، حيال موقفهما الجديد بشأن ضرورة تشكيل حكومة بصلاحيات كاملة، وتحديد موعد لإجراء انتخابات جديدة، والذي صدر عقب اجتماع الطرفين في أربيل الأول من أمس الأحد.  

وأصدر تحالف الإطار التنسيقي، ليلة أمس، بيانا عقب اجتماع له، أعلن فيه عن "تقديره" لما وصفه بـ"الموقف الوطني والدستوري لتحالف السيادة والحزب الديمقراطي الكردستاني، والذي أعلن فيه الطرفان تمسكهما بالخيار الدستوري في إجراء الانتخابات المبكرة بعد خلق المناخات المناسبة لها، وتحت إشراف حكومة كاملة الصلاحيات، وعودة المؤسسات الدستورية لممارسة عملها".

وأكد البيان "استمراره في الحوار مع جميع الأطراف لتنفيذ الاستحقاقات الدستورية وعودة المؤسسات إلى أداء مهامها وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، حرصا منه على تجنيب البلاد مزيدا من الأزمات"، مؤكدا أنه "سيبذل كل ما يستطيع من أجل الإسراع في تهيئة الظروف المناسبة وضمان مشاركة الجميع".

وكشف عن "التوصل إلى تفاهمات متقدمة مع القوى الوطنية"، مؤكداً "تمسكه الكامل بمرشحه لرئاسة الوزراء محمد شياع السوداني". 

وكان رئيس تحالف "السيادة"، خميس الخنجر، أصدر الإثنين تعليقا جديدا حيال الأزمة، أعرب فيه عن دعمه لإجراء "انتخابات مبكرة حرة ونزيهة، في ظل حكومة قوية مقبولة من جميع الأطراف". 

 وأضاف الخنجر، في منشور على حسابه في فيسبوك، أن "إنقاذ الوطن وحماية السلم الأهلي أولويتنا في هذه المرحلة الحساسة"، وأضاف أيضا أن هدف تحالف السيادة هو "صياغة حوار وطني شامل ورؤية يتفق عليها الجميع من دون غلبة طرف على آخر، أو كسر إرادات". 

وفي هذا السياق، قال مصدران سياسيان في بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن تحالف "الإطار التنسيقي" بدأ فعليا بمناقشة استبدال مرشحه الحالي محمد شياع السوداني في تشكيل الحكومة الجديدة، على اعتبار كونه مرفوضا من مقتدى الصدر، وإمكانية أن يفهم الإصرار عليه محاولة كسر إرادات موجهة للتيار الصدري، الذي أعلن صراحة عن رفضه له في وقت سابق. 

وقال أحد المصدرين، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن استئناف عمل البرلمان "سيكون قريبا بعد الانتهاء من مراسم الزيارة الدينية.. الأسبوع المقبل سيتضح ذلك، لكن هذا الشهر ستكون هناك جلسات للبرلمان". 

وأكد أن "التحفظ على محمد شياع السوداني ليس من التيار الصدري فقط، لكن هناك أطراف سياسية سنية وكردية، وأيضا من داخل تحالف الإطار التنسيقي، لا ترغب بوجوده على رأس الحكومة المقبلة، كونه محسوبا على رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي".

كما كشف المصدر الآخر، لـ"العربي الجديد"، عن "تداول أسماء بديلة عن السوداني، من بينها حيدر العبادي، وعدنان الزرفي محافظ النجف السابق، وأسعد العيداني محافظ البصرة الحالي، وهناك أسماء أخرى، بعضها مطروح بصفتهم خيارا وسط وغير محسوبين على أي من أطراف الأزمة، وكذلك هناك طرف يرحب بمصطفى الكاظمي لبقائه في الحكومة عاما آخر، وهذا كله سيحسم خلال اجتماعات لقوى الإطار التنسيقي مقررة هذا الأسبوع". 

وعن موقف التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، أوضح المصدر ذاته أنه "يواصل رفض فتح أي حوار مع أي طرف، وهو ما يعزز مخاوف إمكانية عدم استقرار أي اتفاق يجري التوصل إليه"، وفقا لقوله. 

في السياق ذاته، كشف عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني صبحي المندلاوي عن عزم عدد من قادة القوى السياسية تشكيل وفد لزيارة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في النجف في الأيام المقبلة. 

وأوضح المندلاوي، في تصريحات للصحافيين اليوم الثلاثاء، أن "الإطار يجب أن يكون متساهلا في ملف اختيار رئيس الحكومة، وأن وفدا قياديا كبيرا سيتوجه إلى الحنانة للقاء الصدر وإيجاد تفاهم مشترك، من ضمنهم رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، ورئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، وزعيم كتلة الفتح هادي العامري"، معتبرا أن الحكومة العراقية هي "حكومة تصريف أعمال لا يمكنها الإشراف على الانتخابات، لذلك يجب أن يتم تشكيل حكومة بصلاحيات واسعة".

المساهمون