أكدت السلطات الأمنية العراقية، اليوم السبت، أن أمن العاصمة بغداد تحت السيطرة، وأنه لا يوجد تهديد لها، ووسط محاولات حكومية لتجنب أي صدام قد يقع بين القوات الأمنية والفصائل المسلحة الموالية لإيران، عبّر الأهالي عن مخاوفهم من ذلك، محمّلين الحكومة مسؤولية فرض هيبة الدولة.
يأتي ذلك في ظل توتر أمني بالعاصمة، بعد تحذيرات أطلقتها قيادات في مليشيا "عصائب أهل الحق" المدعومة من إيران من احتمال حدوث فتنة وتصعيد في الخطاب، على خلفية الأحداث التي شهدتها بغداد، ليل الجمعة – السبت، بعد اعتقال قوة أمنية قيادياً في المليشيا يدعى حسام الأزيرجاوي وعدداً من مساعديه شرقي بغداد، بتهمة التورط في قصف المنطقة الخضراء بصواريخ الكاتيوشا، ما دفع الحكومة إلى تعزيز أمن العاصمة بقوات إضافية انتشرت في أغلب المناطق.
ووفقاً للمتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، فإن "الوضع الأمني في العاصمة مستقر، وهناك إمكانات وقدرات على إيقاف أي حالة تدهور للوضع الأمني"، وأكد في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، أن "العاصمة بغداد تتمتع بأمن من خلال قيادة عمليات بغداد والقطعات المنتشرة من وزارة الدفاع والداخلية، وهي تعمل بجهد كبير، وأيضاً قطعات الحشد الشعبي، والقطعات التابعة إلى وزارة الأمن الوطني، وكذلك المخابرات والأجهزة الأمنية الأخرى، التي تعمل بكفاءة وإمكانات عالية جداً".
وشدد على أن "بغداد آمنة، ولا يوجد تهديد لها"، مضيفاً أن "قيادة العمليات المشتركة كثفت الجهد الاستخباري بملاحقة مطلقي الصواريخ، ومتابعة التنظيمات التي تحاول أن تسيء إلى الوحدات والأهداف الحيوية".
الحكومة تحاول تجنب الصدام مع المليشيات
وأكد عضو في لجنة الأمن البرلمانية أن الوضع غير مطمئن في العاصمة، وأن الحكومة تطبق خططاً طارئة للسيطرة عليها، وقال لـ"العربي الجديد"، إن "هناك معلومات متواترة عن عمليات استهداف محتملة لمواقع أميركية من قبل بعض الفصائل الموالية لإيران، وأن الحكومة تحاول السيطرة من خلال الانتشار العسكري، والحوار مع بعض الفصائل".
معلومات متواترة عن عمليات استهداف محتملة لمواقع أميركية من قبل بعض الفصائل الموالية لإيران
وأشار إلى أن "هناك مخاوف حقيقية من أن تقع مواجهات بين الفصائل المسلحة والقوات الأمنية خلال محاولة منعها تنفيذ هجماتها، الأمر الذي قد تكون له تداعيات خطيرة على الوضع الأمني"، مشدداً على أن "الحكومة استعانت بقيادات سياسية تؤثر بتلك الفصائل، لأجل الضغط على الفصائل، والتهدئة معها، وتجنب أي قصف على المواقع الأميركية، أو مواجهات مع الأمن العراقي".
أهالي العاصمة يطالبون بحمايتهم
إلى ذلك، انعكس الوضع الأمني المرتبك على الأهالي، الذين أطلقوا مخاوف من وقوع صدامات، قد تؤثر بأمن العاصمة. وقال المواطن أسعد البياتي، وهو من أهالي بغداد، إن "الوضع مقلق للغاية، والانتشار العسكري، والحديث عن فتنة وصدامات متوقعة يثير مخاوف الأهالي"، مبيناً، لـ"العربي الجديد"، أن "المشكلة في هذا التوتر أن الحكومة لا تمتلك زمام الأمور، بل تحاول تجنب الصدامات، في وقت لا يمكن فيه ضبط الفصائل المتفلتة".
وأشار إلى أن "هذا الوضع ستكون له تداعيات خطيرة، إذا لم تستطع الحكومة فرض هيبة الدولة على العاصمة، وإنهاء المظاهر المسلحة"، محمّلاً الحكومة "مسؤولية توفير الحماية للأهالي".
وكان رئيس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، قد أجرى في ساعة متأخرة من ليل أمس جولة في العاصمة بغداد، وسط انتشار أمني مشدد، محاولاً طمأنة المواطنين.
يأتي ذلك، مع اقتراب ذكرى اغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وزعيم "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، اللذين قُتلا بغارة جوية أميركية، قرب مطار بغداد الدولي، مطلع العام الماضي، وسط توعد من قبل الفصائل الموالية لأيران بالثأر لهما.