العراق: تصعيد جديد في ملف إخراج القوات الأميركية قبيل أسابيع من جولة الحوار الرابعة بين بغداد وواشنطن

04 يوليو 2021
اتهامات للحكومة بعدم رغبتها في إخراج القوات الأميركية (Getty)
+ الخط -

بالتوازي مع حملة التهديدات التي أطلقتها فصائل عراقية مسلحة تُعرّف على أنها حليفة لإيران، باستهداف القوات الأميركية في العراق، بدأت قوى سياسية في البرلمان، أبرزها تحالفا "الفتح"، و"دولة القانون"، بالتحرك مجدداً نحو الحكومة حيال حسم ملف الوجود الأميركي قبيل الجولة الرابعة المرتقبة من الحوار الاستراتيجي بين البلدين، والمتوقع أن تجري خلال الأسابيع المقبلة.

وتتهم تلك الجهات الكاظمي بإخفاء تفاهمات مع الجانب الأميركي، ساعياً لبقاء قواتها ضمن اتفاقات غير معلنة، معتبرة أن الحكومة لا تريد إخراج تلك القوات.

وبدأت تلك القوى حراكاً جديداً لإثارة الملف داخل قبة البرلمان، من خلال المطالبة بمناقشته في الجلسات المقبلة، وتحديد أسباب عدم تنفيذه.

وقال النائب عن تحالف "الفتح" عباس الزاملي، لـ"العربي الجديد": "سيكون لنا ضغط كبير داخل البرلمان في قابل الأيام، وسنضغط أيضاً على الحكومة لتنفيذ قرار إخراج القوات الأميركية، فلا يمكن استمرار المماطلة بهذا الملف"، مضيفاً أن "قرار البرلمان بإخراج القوات الأميركية من البلاد واضح ولا لبس فيه، وأن تسمية الكاظمي لرئاسة الحكومة كان مشروطاً بتنفيذ القرار. وبالفعل، اتفق الكاظمي في حينها مع الجانب الأميركي على أن يحصل الانسحاب، لكن اليوم يبدو أن الحكومة غير جادة بتنفيذ القرار، كذلك فإن الجانب الأميركي غير جاد أيضاً".

وأشار إلى أن "موقف الحكومة العراقية غير واضح في هذا الجانب، وأن عدم الوضوح سبب رئيس بعدم تنفيذ القرار وعدم خروج القوات"، داعياً الكاظمي لأن "يكون له موقف معلن رسمياً وبشكل واضح لإخراج القوات الأميركية"، محذراً الحكومة من "إبرام اتفاقيات غير معلنة مع الجانب الأميركي تعطل إخراج قواتها".

وأشار إلى أن "ضعف المحاور العراقي سبّب عدم حسم الملف، وأن الحكومة تعتقد أن إخراج القوات سيسبب لها الحرج، وهذا السبب الرئيس الذي يجعل من موقف الحكومة ضعيفاً أمام الجانب الأميركي".

وفي السياق ذاته، توقع مسؤول حكومي في بغداد أن تعقد جولة الحوار الرابعة مطلع أغسطس/ آب المقبل، في واشنطن، كاشفاً عن إجراء اتصالات بين العراق وواشنطن بشأن تحضيرات الجولة الرابعة من الحوار الاستراتيجي وتحديد موعد معلن لها"، مرجحاً في حديث لـ"العربي الجديد"، أن تشهد الجولة الرابعة قرارات تتعلق بخفض جديد للقوات الأميركية القتالية دون المساس بالقوات الأخرى ذات المهام الاستشارية التدريبية.

في المقابل، دعا النائب عن تحالف القوى العراقية، يحيى المحمدي، لأن يكون قرار إخراج القوات قراراً مبنياً على المعطيات الميدانية التي تحدد حاجة البلاد لتلك القوات من عدمها، وأن يكون القرار بعيداً عن أي ضغوط سياسية.

وقال المحمدي لـ"العربي الجديد"، إن "هناك من يثير مسألة إخراج القوات الأميركية من العراق بين الحين والآخر، كلما حصلت توترات معينة بين الجانب الأميركي والفصائل المسلحة، يتم تأجيج هذا الملف وإثارته مجدداً".

وأكد، قائلاً: "نحن في تحالف القوى متمسكون برأينا في أن يكون قرار إخراج القوات من عدمه من مسؤولية الحكومة والوزارات الأمنية، وأن تكون هي الجهة المسؤولة عن تحديد ذلك وفقاً للمعطيات الميدانية، إذ لا يمكن اتخاذ أي قرار بهذا الشأن من دون أن يكون هناك رأي عسكري مهني مبني على المعطيات الحقيقية، لا أن يكون القرار ناتجاً من ضغوط سياسية ومصالح لجهات معينة".

وتابع: "القرار قرار يخص السلطة التنفيذية، والضغوطات التي تحصل لإثارة الملف تأتي بسبب التوترات التي تحصل بين الجانب الأميركي وبعض الفصائل أو التوتر بين أميركا وإيران، وهذا يكون له تأثير سلبي في القرار العراقي"، معبراً عن أسفه لأن "القرار بهذا الشأن لن يكون قراراً عراقياً بحتاً، بل بالتأكيد هناك تأثيرات خارجية في بعض الأطراف لتضغط بهذا الاتجاه، ولا سيما أن العراق ما زال مسرحاً للتدخلات الإقليمية، وبالتالي إن الأطراف الإقليمية لها تأثير مباشر في الملف".

يذكر أن عدداً من المليشيات العراقية أطلق خلال اليومين الماضيين سلسلة تهديدات للقوات الأميركية في العراق، على خلفية الهجوم الذي تعرضت له مقرات الفصائل المسلّحة على الحدود مع سورية، وتواصل قوى سياسية مرتبطة بالفصائل حراكها للخروج بموقف موحد تجاه ما اعتبرته تصعيداً أميركياً.

وقدّمت الولايات المتحدة الأميركية، الثلاثاء، إيضاحاً إلى مجلس الأمن بشأن الضربات الجوية التي استهدفت مقرات المليشيات على الحدود العراقية السورية.

وقالت ممثلة أميركا في الأمم المتحدة، ليندا توماس، إن الضربات الجوية أصابت منشآت تستخدمها فصائل مسلحة مسؤولة عن سلسلة من الهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على قوات ومواقع أميركية في العراق، موضحة أن "الرد العسكري جاء بعدما تبين أن الخيارات غير العسكرية غير ملائمة في التصدي للتهديدات".

وبعث الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلاثاء الماضي، رسالة إلى الكونغرس، أكد فيها استعداد الولايات المتحدة للقيام بأي تحرك آخر عند الضرورة، وبالطريقة الملائمة، لمواجهة أي تهديدات أو هجمات أخرى.

المساهمون