لم تتمكن قوى كردية اجتمعت في محافظة كركوك، شمالي البلاد، المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، أمس الأحد، بغياب "الحزب الديمقراطي الكردستاني" الذي يتزعمه مسعود البارزاني، من الاتفاق على تشكيل قائمة واحدة لخوض الانتخابات البرلمانية المبكرة، المقرر أن تجرى في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، إلا أنها اتفقت على عقد اجتماع جديد غدا الثلاثاء لمواصلة الحوارات.
ونقلت وسائل إعلام كردية عن مصادر مطلعة في كركوك قولها إن الأحزاب الكردية التي اجتمعت في مقر "الاتحاد الوطني الكردستاني" لم توجه الدعوة لحزب بارزاني، مبينة أنها أخفقت في التوصل إلى اتفاق خلال الاجتماع، لذا قررت عقد اجتماع ثان غدا الثلاثاء في مقر "الجماعة الإسلامية الكردستانية" بكركوك بهدف التوصل إلى اتفاق، يهدف بالمحصلة إلى دخول الأحزاب الكردية في تحالف واحد ضمن دائرة كركوك، في وقت تتحرك قوى عربية وأخرى تركمانية في نفس الاتجاه لتشكيل كتل موحدة ذات إطار قومي أيضا.
في مقابل ذلك، اعتبر القيادي في الحزب "الديمقراطي" الكردستاني ماجد شنكالي أن استثناء أي حزب من التحالف، الذي يراد تشكيله لخوض الانتخابات في كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها، لا يصب في مصلحة الكرد، مشددا في حديث لـ"العربي الجديد" على ضرورة توحيد البيت الكردي في هذه المناطق.
استثناء أي حزب من التحالف الذي يراد تشكيله لخوض الانتخابات في كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها لا يصب في مصلحة الكرد
وتابع شنكالي أن "الأحزاب الكردية في هذه المناطق يجب أن تدخل الانتخابات بقائمة واحدة"، مبينا أن اجتماع القوى الكردية في تحالف واحد يبدأ من كركوك، ليشمل مناطق أخرى متنازع عليها، يعد الحل الأمثل لحصول الكرد على المقاعد التي يستحقونها، خصوصا بعد أحداث 2017".
وكانت محافظة كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة إقليم كردستان في أربيل خاضعة لسيطرة القوى الكردية، منذ احتلال العراق من قبل الأميركيين عام 2003 حتى عام 2017، حين أمر رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي الجيش العراقي بالدخول إلى هذه المناطق على خلفية استفتاء انفصال إقليم كردستان، الذي شملت به كركوك ومناطق أخرى متنازع عليها.
وأوضح شنكالي أن استبعاد "الديمقراطي الكردستاني" يضر بالكرد، مؤكدا أن القوى الكردية كانت قد حصلت على 8 مقاعد عن محافظة كركوك في انتخابات برلمان 2014، إلا أن هذا العدد انخفض إلى 6 مقاعد فقط في انتخابات 2018 بسبب عدم مشاركة حزب بارزاني.
وأضاف "هذه المرة، إذا كان هناك انعزال للكتل الكردية عن بعضها فلن يحصل الكرد على المقاعد الحقيقية التي تناسبهم"، مشيرا إلى وجود اتصالات بين القوى الكردية، وخصوصا بين الحزبين الرئيسيين في إقليم كردستان "الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني"، كونهما يمثلان الثقل السياسي الحقيقي في الإقليم.
وبين أن القوى الكردية ستدخل الانتخابات بشكل منفرد في ما يتعلق بمحافظات الإقليم، موضحا أن التحالفات تكون ضرورية في المناطق المتنازع عليها بما فيها كركوك.
وأقر عضو البرلمان السابق عبد الباري زيباري بوجود خلافات بين قوى إقليم كردستان في ما يتعلق بإدارة الإقليم والعلاقة مع بغداد، إلا أنه استبعد تشكيل تحالف في كركوك يقوم باستبعاد أي من الأطراف السياسية.
وقال زيباري في حديث لـ "العربي الجديد" إن تشكيل التحالفات لا يزال في بدايته، مشددا على ضرورة تحالف القوى الكردية في كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها، لأن الانتخابات تمثل قضية مصيرية للجميع.