دعا محافظ كركوك، راكان الجبوري، الأحد، إلى إرسال تعزيزات عسكرية الى المحافظة الواقعة في شمالي العراق، التي تشهد تراجعاً أمنياً وهجمات متعاقبة لتنظيم "داعش" الإرهابي، مؤكداً ضرورة وضع خطط جديدة تتناسب وحجم الإرهاب المتصاعد فيها.
ويأتي ذلك في ظل ارتباك بالمشهد الأمني في المحافظة، المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وأربيل، والتي شهدت، ليل أمس السبت، هجوماً للتنظيم في بلدة الرشاد، جنوب كركوك، أوقع 12 قتيلاً من عناصر الشرطة الاتحادية و3 جرحى.
المحافظ، الذي عقد اجتماعات أمنية أجراها لمراجعة الملف الأمني وتحديد أسباب تصاعد الهجمات، أكد في مؤتمر صحافي، عقده مساء الأحد، أن "الوضع الأمني في المحافظة مشخص من قبل اللجنة الأمنية العليا من فترات طويلة، فهناك مساحات واسعة من المحافظة غير مؤمنة"، مبيناً أنه "سبق أن طالبنا بكتب رسمية الجهات العليا بتأمينها، وحددنا المناطق التي تعاني الخلل، لكن لم يتم ذلك".
وأكد أن "هنالك مناطق في قرة جوخ ووادي النفط وأبو خناجر والشاي وزغيتون وامتداد جبال حمرين، يستغلها الإرهاب لحركته، وهي تحتاج إلى تدخل مباشر من قبل رئيس الوزراء ووقفة جادة لإيقاف الاستنزاف والاستهداف فيها"، موضحاً أن "الإرهاب في هذه المناطق ما زال يتحرك ويخطف وينفذ هجمات".
وشدد على أن "خطط المواجهة المتبعة مع الإرهاب خاطئة، لأن الجميع يعلم أن هذه المناطق هي مخابئ ومناطق إيواء واستقرار ووجود الإرهابيين، ونحتاج إلى خطط جديدة وتعزيزات عسكرية"، معبراً عن دعمه لمطالب القوات الأمنية بـ"تأمين كاميرات حرارية وتطهير للطرق والمبازل".
من جهته، دعا رئيس الجبهة التركمانية في كركوك، النائب أرشد الصالحي، إلى "معاودة التحالف الدولي وطيران القوة الجوية العراقية تنفيذ ضربات تستهدف مواقع الإرهاب"، مشدداً خلال المؤتمر "لن نقبل بإشراك أي قوة أخرى لتأمين محافظة كركوك عدا القوات الأمنية (في إشارة إلى البشمركة)".
ميدانياً، أقدمت القوات الأمنية في المحافظة على توسيع انتشار عناصرها بشكل مكثف، في المناطق التي تسجل فيها هجمات، وقال ضابط في قيادة عمليات كركوك لـ"العربي الجديد"، إن "الانتشار العسكري بدأ مع حلول الظلام، خشية من هجمات ليلية قد يقدم عليها التنظيم"، مبيناً أن "دوريات متحركة تتنقل في عدد من المناطق، كما تم وضع كمائن لإحباط أي هجمات".
وأشار إلى أن "الوضع في المحافظة خلال فترة النهار مستقر نسبياً، إلا أن عناصر داعش يستغلون بعض الفراغات لتنفيذ هجماتهم الليلية"، مؤكداً أنه "سيتم تنفيذ خطط جديدة، ستكون كفيلة بسد الفراغات وتأمين المحافظة بشكل كامل".
ويعد الملف الأمني لمحافظة كركوك من أعقد الملفات في البلاد، والذي يدار من قبل القوات العراقية و"الحشد الشعبي"، وتسجل المحافظة أعمال عنف يومية من هجمات وقتل وتفجير وغيرها، تصاعدت أخيراً بشكل لافت، بينما تسعى القوات الأمنية إلى وضع خطط تستطيع من خلالها ضبط الملف.