أعلنت هيئة النزاهة العراقية، اليوم الجمعة، القبض على ضابط كبير متقاعد متلبساً برشوة حصل عليها مقابل إنجازه معاملة لأحد المنتسبين في وزارة الدفاع، وأكدت إحالة الضابط على التحقيق.
وملف الفساد من أبرز الملفات في العراق، إذ إنه مستعصٍ في الغالب على سلطة الدولة والقانون، لا سيما أنه يكون أحياناً مرتبطاً بأحزاب مهيمنة على المشهد السياسي، ولها أذرع مسلحة تهدّد حتى مؤسسات الدولة.
ووفقاً لبيان لدائرة التحقيقات في الهيئة، فإنّ "فريقاً تحقيقياً من الدائرة تمكّن، بكمين محكم، من القبض على ضابط متقاعد برتبة فريق ركن متلبساً بالرشوة"، مبينة أن "الضابط حصل على مبلغ 4 آلاف دولار كجزء من مبلغ 15 ألف دولار يحصل عليها مقابل إنجازه معاملة طبية لمنتسب بوزارة الدفاع"، مبيّناً أنّ "المنتسب كان قد قدّم شكوى ضد الضابط الذي وعده بتحديد عجز لديه بنسبة 100 بالمائة وإحالته على التقاعد".
ولم تعلّق وزارة الدفاع العراقية على الملف، إلا أنّ مسؤولاً رفيعاً فيها أكد أنّ الوزارة ستتابع الملف من خلال تشكيل لجنة تحقيقية خاصة، وقال المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الوزارة حريصة على منع أي حالة فساد وتطويقها، حرصاً على مهنية عمل المؤسسة العسكرية"، مبيناً أنه "لا توجد أية مخاطبات أو معلومات وافية لدينا حتى الآن بشأن الملف، وسيكون لنا تحقيق خاص لكشف ملابساته".
وأشار إلى أنّ "الوزارة ستتابع التحقيق مع الضابط لمعرفة المتعاونين معه، ومن ثم التحقيق معهم لإحالتهم على المحاكم العسكرية الخاصة لينالوا جزاءهم العادل"، مشدداً على أنّ "الوزارة لا تتساهل بملفات الفساد".
وكان وزير الدفاع العراقي قد أقام، في إبريل/ نيسان الماضي، دعوى قضائية بحق مقدم برنامج تلفزيوني وممثل كوميدي استضافه في حلقة تلفزيونية، تحدّث خلالها بطريقة ساخرة نحو عشر دقائق عن فسادٍ وبيع وشراء مناصب رفيعة في الوزارة، وحصول ضباط على أموال مخصصة لجنود وهميين يطلق عليهم تسمية "فضائيين".
وتنتشر اتهامات بالفساد ضدّ مسؤولين في العراق. فهذا البلد النفطي مصنّف في المرتبة 160 من أصل 180 بلداً من بين الأكثر فساداً في العالم، وفق "منظمة الشفافية الدولية".