قال عضو بارز في فصيل عراقي مسلّح مدعوم من طهران، اليوم الاثنين، لـ"العربي الجديد"، إن اجتماعاً ضمّ عدداً ممن وصفها بـ "فصائل المقاومة الإسلامية"، في العراق، انتهى قبل قليل، وتقرّر فيه "الرد على الغارات الأميركية التي استهدفت مواقع تابعة لكتائب "سيد الشهداء" في منطقة الحدود العراقية السورية".
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، ليل الأحد-الاثنين، أنها شنّت غارات جوية استهدفت منشآت تستخدمها مليشيات مدعومة من إيران على الحدود السورية العراقية، مشيرة إلى أن هذه الضربات أذن بها الرئيس جو بايدن في أعقاب الهجمات المستمرّة على المصالح الأميركية، فيما أقرّت مليشيا "كتائب سيد الشهداء"، ببيان لها، مقتل عدد من عناصرها بالهجوم الذي استهدف ثلاثة مواقع للمليشيا داخل الأراضي السورية الحدودية للعراق.
وأبلغ عضو بارز في مليشيا "عصائب أهل الحق"، في العاصمة العراقية بغداد، مراسل "العربي الجديد"، بأن الاجتماع "عُقد في التاسعة من صباح اليوم الاثنين، وضمّ عدداً من قادة وممثلي فصائل المقاومة الإسلامية لبحث الردّ على الهجمات الأميركية، انتهى بالاتفاق على ضرورة الرد على الهجوم".
وبّين أن "أطرافاً عدة في بغداد تحاول ثني الفصائل عن أي ردّ مسلّح، تحاشياً لتصعيد عسكري مع الولايات المتحدة، وهذه الأطراف أغلبها حكومي، لكن رفضت، لكون الأميركيين نكثوا بالتهدئة من دون دليل لديهم على أن الهجمات الأخيرة نفذتها فصائل عراقية"، وفقاً لقوله.
وحول نوع الرد، قال إنه "سيكون ضد قواعد الاحتلال"، وتستخدم المليشيات الحليفة لإيران عبارة "الاحتلال"، في إشارة إلى الوجود الأميركي في العراق ضمن غطاء التحالف الدولي للحرب على الإرهاب، كاشفاً عن أن الحصيلة الحالية للخسائر كانت 4 قتلى من كتائب "سيد الشهداء"، إضافة إلى 5 جرحى بواقع ثلاث ضربات، اثنتان داخل الأرضي السورية وواحدة داخل الأراضي العراقية.
من جهته، قال نائب زعيم مليشيا "حركة الأبدال" كمال الحسناوي لـ "العربي الجديد": "ثمة ردّ قريب ومناسب على الهجوم، في ضوء اجتماع اليوم"، مستدركاً القول إن "قرار الردّ لن يتأخر على مواقع الاحتلال".
ووفقاً للحسناوي الذي تحدث عبر الهاتف من بغداد، فإن "الهجمات استهدفت مواقع تابعة للحشد الشعبي، والقتلى أفراد منه"، مضيفاً: "نستغرب صمت حكومة مصطفى الكاظمي حتى اللحظة على العدوان الأميركي، على الرغم من أن الضربات استهدفت قوة عراقية رسمية، فالذين استشهدوا مقاتلون رسميون ضمن هيئة "الحشد الشعبي"، التي تعمل تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة"، وفقاً لقوله.
وتابع: "الولايات المتحدة تريد جرّ الفصائل العراقية إلى المواجهة من أجل إدخال العراق في التوتر الأمني، على الرغم من أن الفصائل تعمل على تعزيز الاستقرار الأمني، لكن في الوقت نفسه هي جاهزة بقوة لأي مواجهة مع القوات الأميركية المحتلة".
في المقابل، قال النائب عن تحالف "الفتح" كريم عليوي لـ"العربي الجديد"، إن "القوى السياسية تحركت لاستضافة رئيس الوزراء والقيادات الأمنية لمناقشة الهجوم، وصمت الحكومة المتكرر عن القصف الأميركي ضد الحشد الشعبي، وعدم اتخاذ أي موقف رسمي ضد هذا العدوان".
وبيّن أن الهجوم سيعيد فتح ملف الإسراع بإخراج القوات الأجنبية من العراق، وبسرعة، وعلى رأسها القوات الأميركية، ومعرفة أسباب التأخير في حسم هذا الملف، على الرغم من وجود قرار برلماني ملزم لإنهاء هذا الوجود الذي يعمل على زعزعة أمن العراق واستقراره".
يُذكر أن قوات التحالف الدولي، والمصالح الأجنبية، وخصوصاً الأميركية في العراق، تعرضت خلال الفترة الماضية لهجمات متكررة بصواريخ الكاتيوشا والطائرات المسيَّرة.
وعلى الرغم من عدم إعلان السلطات العراقية هوية الجهات التي تنفذ الهجمات، إلا أن واشنطن تتهم مليشيات مقربة من إيران بالوقوف وراء استهداف قواتها في العراق.