على الرغم من تمكّن الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي من إنهاء الاعتصامات في جميع المحافظات، ما تسبب في تراجع كبير في زخم الاحتجاجات الشعبية، إلا أن عمليات الاعتداء على الناشطين المدنيين جنوبي البلاد ما تزال مستمرة.
وأكدت مصادر محلية في محافظة ذي قار جنوبي العراق، قيام مسلحين مجهولين، ليل الجمعة -السبت، بتفجير عبوة ناسفة أمام منزل أحد الناشطين بتظاهرات ساحة الحبوبي الواقع في منطقة الشامية بمدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار)، موضحة، لـ"العربي الجديد"، أنّ الاستهداف لم يتسبب في حدوث إصابات، لكن في أضرار مادية فقط.
وأشارت المصادر إلى قيام مجهولين باختطاف شخص من المشاركين في الاعتصامات والتظاهرات في محافظة ذي قار من دون معرفة الأسباب، مؤكدة أن حالات الاستهداف والتهديد والخطف مستمرة في المحافظة منذ أن بدأت التظاهرات قبل أكثر من عام.
وقالت قيادة شرطة ذي قار، في بيان، إنّ حالة الاختطاف وقعت في مدينة الجبايش، مشيرة إلى العثور على جثة رجل ثلاثيني مجهولة الهوية على الطريق الذي يربط بلدتي العكيكة وبني سعيد في المحافظة.
وأكد علي الناصري، وهو أحد الناشطين الذين شاركوا في احتجاجات ذي قار منذ انطلاقها في أكتوبر/ تشرين الأول 2019 حتى قيام الحكومة برفع خيام اعتصام ساحة الحبوبي بالناصرية الشهر الماضي، أنّ المشاركين في التظاهرات لم يتخلّصوا من التضييق والمراقبة، موضحاً، لـ"العربي الجديد"، أنّ الأمر لم يعد مقتصراً على التظاهر، بل إن التضييق يصل إلى حد منع الكتابة أو الانتقاد على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبيّن الناصري أنّ بعض النشطاء تعرّضوا لعمليات استهداف وتهديد، بعد فترة قليلة من قيامهم بتوجيه انتقادات للحكومة أو إطلاقهم دعوات للاحتجاج من خلال موقعي "تويتر" و"فيسبوك"، مشيراً إلى قيام السلطات باستدعاء الناشطين البارزين وتوقيعهم على تعهدات بعدم التظاهر مستقبلاً.
وفي محافظة واسط جنوباً أيضاً، اعتقلت قوات الأمن عدداً من الأشخاص الذين احتجوا على نشر صور قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في المحافظة، تزامناً مع الذكرى الأولى لمقتله في ضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد الدولي مطلع عام 2020.
وقال قائممقام مدينة الصويرة في واسط، عادل الزركاني، إنّ قوات الأمن اعتقلت عدداً من الأشخاص الذين قاموا بـ"الإساءة إلى صور الرموز الدينية والشهداء في المدينة"، مضيفاً، في بيان نقلته وسائل إعلام محلية، أنّ هذه المجموعة قامت بكتابة عبارات تسيء إلى تشكيلات "الحشد الشعبي".
وأمس الجمعة، أكدت مفوضية حقوق الإنسان في العراق، تسجيل 378 محاولة اغتيال ضد الناشطين والمدنيين والصحافيين خلال عام 2020، موضحة أنّ العام الماضي "مرّ بشكل مأساوي على العراقيين؛ بسبب الأرقام المخيفة للانتهاكات التي طاولت حقوق الإنسان".
ولفتت إلى تسجيل 333 محاولة انتحار أغلبها في العاصمة بغداد، ثم البصرة جنوبي البلاد، مشيرة إلى وجود 64002 سجين في العراق بينهم 8777 بتهم تتعلق بتجارة وتعاطي المخدرات.