العراق: احتجاجات في كركوك رفضاً لعودة "الديمقراطي الكردستاني"

28 اغسطس 2023
من الاحتجاجات في كركوك ضد عودة الديمقراطي الكردستاني (تويتر)
+ الخط -

قطع محتجون عراقيون طرقاً رئيسة وسط مدينة كركوك مع بدء تنظيم احتجاجات ضد قرار الحكومة العراقية بإخلاء مقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني في المدينة لإعادتها للحزب، تمهيداً لعودته إلى ممارسة أنشطته السياسية بعد نحو خمس سنوات من تركه كركوك.

وكان "الديمقراطي الكردستاني" خرج من كركوك إثر حملة عسكرية للقوات العراقية، عام 2017، رداً على تنظيم حكومة إقليم كردستان وقتها استفتاءً شعبياً للانفصال عن العراق وقيامها بإشراك مدينة كركوك في الاستفتاء.

وقالت مصادر أمنية ومحلية في مدينة كركوك الغنية بالنفط، 250 كم شمالي بغداد، لـ"العربي الجديد" إن المحتجين قطعوا عدة طرق رئيسية وأضرموا النار في إطارات السيارات احتجاجاً على ما أسموه اتفاق الحكومة بإعادة الحزب الديمقراطي لمقراته القديمة بالمدينة، حيث يتهمون الحزب بالقيام بعمليات تغيير ديموغرافي خلال سيطرته على المحافظة، المتنازع على إدارتها بين بغداد وأربيل، تستهدف المكونين العربي والتركماني.

وقال مسؤول محلي في المدينة إن المتظاهرين ينتمون إلى الحشد الشعبي ومليشيا "عصائب أهل الحق"، إلى جانب أعضاء من حزب الجبهة التركمانية في مدينة كركوك، ويهددون بتصعيد احتجاجهم.

وجرى قطع الطريق الرئيسي بين إربيل (عاصمة إقليم كردستان) وكركوك، رفضاً لافتتاح الحزب الديمقراطي الكردستاني مقراته في المحافظة، كما تم قطع طريق آخر باتجاه بغداد، وفقاً للمسؤول المحلي الذي أشار لـ"العربي الجديد"، إلى أن قوات الأمن لم تحتك بالمحتجين حتى الآن وما زالوا في الشارع ملوحين باعتصام رفضاً للقرار.

وقال مصدر بجهاز الشرطة المحلية في كركوك لـ "العربي الجديد" إن "قراراً حكومياً صدر مؤخراً عن رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني سمح بعودة النشاط السياسي والحزبي للحزب الديمقراطي الذي يتزعمه مسعود البارزاني، لكن الحشد الشعبي يسعى لمنع تنفيذ هذا القرار"، مبيناً أن "الحزب الكردستاني يمتلك أكثر من 30 مقراً في أحياء متفرقة من كركوك سيطرت عليها قوات الحشد الشعبي وأعضاء في الجبهة التركمانية منذ أكتوبر 2017".

وأضاف المصدر أن "أحزاباً متحالفة ضمن (التحالف العربي)، الذي ينشط سياسياً في كركوك، دخل على خط رفض عودة الحزب الديمقراطي الكردستاني، لأنها تجد أن عودة الحزب الكردي ستؤدي إلى تقليل فرصها في الفوز في الانتخابات المحلية (مجالس المحافظات) المقرر إجراؤها في 18 كانون الأول المقبل".

من جهته، قال النائب السابق عن محافظة كركوك، ياسين العبيدي، في تصريح صحافي إن "هناك توجهاً نحو إخلاء مقر قيادة عمليات كركوك (العسكرية) تمهيداً لتسليمه للحزب الديمقراطي الكردستاني، وهذا أمر مستغرب، ولا يمكن التفريط به مطلقاً لصالح الأحزاب الكردية". مضيفاً أنه "من المحتمل أن يأخذ إجراء إخلاء المقر المتقدم في كركوك إلى منحنيات لا نستطيع ضبط الشارع في كون هذا الإجراء سيعقد المشاكل بالمحافظة".

وبحسب أعضاء في الحزب الديمقراطي الكردستاني فإن استعادة الحزب لمقراته في كركوك ومناطق المادة 140، التي تضع آليات حل الخلافات بين بغداد وإربيل بشأن كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها، وإعادة افتتاحها هو جزءٌ من اتفاق ائتلاف "إدارة الدولة"، الذي بموجبه تشكلت حكومة محمد شياع السوداني، فضلاً عن أن الاتفاق يضمن إخراج الجيش والحشد الشعبي والشرطة الاتحادية من كركوك وتسليم إدارتها إلى شرطة محلية.

من جهته، رأى وكيل قائمة الحزب الديمقراطي الكردستاني لانتخابات مجلس كركوك، سامان خورشيد، في حديث لـ"العربي الجديد" أن "الاحتجاج والتظاهر هو حق مشروع لأي عراقي، أو جهة غاضبة من إجراء معين، لكن في الحقيقة إن الاحتجاجات الحالية في كركوك والتي تنظمها جهات سياسية لا ترغب بعودة الحزب الديمقراطي الكردستاني تخالف قراراً حكومياً صدر قبل حوالي 20 يوماً، قضى بإخلاء مقرات الحزب التي أخليت عام 2017".

وأضاف خورشيد أن "الحزب الديمقراطي سيدخل الانتخابات باسمه الصريح في محافظة كركوك، تلبية لمطالب شعبية داخل المدينة، وتمثيل الشعب العراقي بكل مكوناته في المرحلة المقبلة بمجالس المحافظات"، معتبراً أن "الاحتجاجات الحالية، سياسية بامتياز ومدفوعة من قبل أحزاب واضحة".

ومنذ استعادة بغداد السيطرة على كركوك، نهاية 2017، يتولى إدارة المحافظة محافظ عربي هو راكان الجبوري إلى جانب قيادة أمنية مشتركة من مختلف القوميات بالمحافظة، وتحت إشراف الجيش العراقي.

تقارير عربية
التحديثات الحية

ولأول مرة منذ العام 2005 سيتم إجراء انتخابات مجالس المحافظات في كركوك، حيث عرف العراق منذ عام 2003 ثلاثة انتخابات محلية، كانت الأولى عام 2005، تلتها انتخابات عام 2009، ثم انتخابات عام 2013، غير أن محافظة كركوك لم تشهد إلا دورة انتخابية واحدة.

المساهمون