جدد الطيران الحربي الروسي، ظهر اليوم الاثنين، قصفه محاور في ريفي حماة واللاذقية، شمال غربي سورية، وقصف مواقع في خطوط التماس بريفي حلب وإدلب، بعد ساعات من وقف للتصعيد على إدلب منذ قبيل منتصف الليلة الماضية، في ظل حديث عن هدنة غير معلنة بشكل رسمي بين الفصائل والنظام.
وقال الناشط مصطفى المحمد، لـ"العربي الجديد"، إن طائرات حربية روسية "أقلعت من حميميم، اليوم، قصفت مناطق قرب خطوط التماس في تلة الكبينة بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، وفي محور السرمانية ودوير الأكراد في ريف حماة الشمالي الغربي"، موضحاً أنه "لم يتبين حجم الأضرار هناك".
وأضاف الناشط أن القصف "توقف بشكل شبه تام منذ منتصف الليلة الماضية وحتى ظهر اليوم على المناطق التي شهدت خلال الأيام الأربعة الماضية تصعيداً، وهي إدلب وريفها وريف حلب، موضحاً أن بعض القذائف المدفعية من قوات النظام طاولت محاور كفرعمة والأبزمو وكفرتعال في ريف حلب الغربي، ومحاور بلدة آفس شرق إدلب ومحاور بلدة الفطيرة في جبل الزاوية جنوبي إدلب".
وأفاد الناشط أن المراصد المحلية "رصدت تحليق مجموعة من طائرات الاستطلاع فوق جبل الزاوية وريف إدلب الشرقي منذ فجر اليوم، وإقلاع طائرات حربية باتجاه عمق البادية دون تنفيذ ضربات. في ظل حديث بين السكان وإشاعات عن هدنة بين النظام وغرفة عمليات الفتح المبين، التي تضم فصائل من المعارضة المسلحة وهيئة تحرير الشام".
ترقّب حذر
وفي الشأن، قال مصدر من غرفة عمليات "الفتح المبين"، لـ"العربي الجديد" إن "موجة التصعيد الأخيرة على المنطقة توقفت بشكل شبه كامل بفعل الرد على النظام واستهداف مواقعه، بينما لا تزال هناك عمليات قصف ورد في خطوط التماس، مضيفا أنه "إلى الآن لم يصدر شيء رسمي عن وجود هدنة بين الفصائل وقوات النظام السوري".
وأضاف قائد عسكري في الغرفة، لـ"العربي الجديد"، فضل عدم ذكر اسمه، أن "الرد العسكري والقصف المكثف من قبل الغرفة على مواقع أمنية وعسكرية في عمق مناطق سيطرة النظام، وعلى معظم المحاور وخاصة محور الساحل، دفع النظام إلى طلب التهدئة، وكان الرد من قبل العمليات المركزية "أن توقف التصعيد على المحرر والمناطق المدنية بشكل فوري هو شرط للتهدئة التدريجية من قبلنا، وحتى الآن هناك هدوء حذر وترقب والخيارات مفتوحة في حال حدوث أي تصعيد تجاه المناطق المحررة".
قتلى وجرحى
وفي حديثه مع "العربي الجديد"، قال منير المصطفى نائب مدير الدفاع المدني السوري، إن "التصعيد من قوات النظام السوري أدى حتى مساء أمس إلى مقتل 41 مدنياً وإصابة نحو 185 شخصاً، بينهم أطفال ونساء، فضلاً عن دمار واسع في المنازل والبنى التحتية والمدارس والمساجد".
من جانبه قال فريق "منسقو استجابة سورية"، في بيان له عن التصعيد الأخير، إنه وثق أكثر من 198 استهدافاً، و35 غارة جوية، لأكثر من 61 مدينة وقرية، فضلاً عن استخدام الأسلحة المحرمة دولياً من أنواع مختلفة، أكثر من ست مرات في أرياف إدلب وحلب".
وبحسب الفريق، تسبب التصعيد في مقتل أكثر من 42 مدنياً، بينهم تسع نساء و 12 طفلاً، وأصيب أكثر من 214 مدنياً بينهم 66 طفلاً و37 امرأة، ومن بين الضحايا قتيلان من كوادر العمل الإنساني و 4 جرحى آخرين.
وأضاف الفريق أن موجة التصعيد الأخيرة استهدفت أكثر من 51 منشأة بشكل مباشر أو ضمن محيط المنشأة، من بينها أكثر من 11 مدرسة و7 مخيمات و15 منشأة طبية، إضافة إلى مراكز خدمية أخرى.
وتسبب التصعيد في حركة نزوح من كافة المناطق المستهدفة هي الأكبر من نوعها منذ عدة سنوات في المنطقة، حيث تجاوز العدد الأولي لإحصاء النازحين من قبل الفرق الميدانية 78.709 نازحين من مختلف المناطق.
ومنذ الخميس الماضي تتعرض إدلب إلى موجة قصف مدفعي وجوي عنيف، أدت إلى مقتل وجرح المئات من المدنيين، وجاء التصعيد عقب هجوم مجهول على حفل تخريج دفعة ضباط لدى النظام السوري في الكلية الحربية في مدينة حمص وسط البلاد، أدى إلى مقتل وجرح المئات من عسكريين ومدنيين.