الطائرات الغربية المقاتلة.. مطلب أوكراني تصعب تلبيته

09 فبراير 2023
يُظهر الغربيون حتى الآن تردداً في اتخاذ هذه الخطوة (Getty)
+ الخط -

من لندن إلى بروكسل، مروراً بباريس، حضّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاء بلاده على منحها طائرات مقاتلة حديثة لصدّ الغزو الروسي، فيما تبدو تلبية هذا الطلب المعقّد صعبة في وقت قياسي.

وقال زيلينسكي من قصر الإليزيه، أمس الأربعاء: "كلما حصلت أوكرانيا على أسلحة ثقيلة بعيدة المدى في وقت أسرع، حصل الطيارون على طائرات في وقت أسرع، واقترب موعد انتهاء هذا العدوان الروسي، وأمكنت لنا العودة إلى السلام في أوروبا".

وقدم الطلب نفسه قبيل ذلك في بريطانيا، وكرّره أمام البرلمان الأوروبي، أمس الخميس.

يظهر الغربيون حتى الآن تردداً في اتخاذ هذه الخطوة الإضافية خوفاً من التصعيد مع موسكو. لكن المحظورات تتساقط واحداً تلو آخر منذ عام، لا سيما بعد أن وافق حلفاء كييف في يناير/كانون الثاني على إمدادها بدبابات ثقيلة.

تستبعد واشنطن حتى الآن تزويد أوكرانيا بطائرات إف-16 من تصنيع شركة لوكهيد مارتن، وهي واحدة من أكثر المقاتلات انتشاراً في العالم، وتمتلكها العديد من الدول الأوروبية.

لكن هولندا لا تستبعد منح كييف بعض طائراتها من طراز إف-16، على أن تعوّضها بمقاتلات إف-35.

ويبدو أن شركاء آخرين بصدد تغيير موقفهم، فبعد استبعاد تسليم طائرات يوروفايتر تايفون وإف-35 في يناير/كانون الثاني، وعد رئيس الحكومة البريطاني بتدريب طيارين أوكرانيين "وفقاً لمعايير الناتو"، وطلب ريشي سوناك من الجيش دراسة إمكانية تسليم طائرات، لكنّه نبّه إلى أن ذلك لا يمكن أن يحصل إلا "على المدى الطويل".

قواعد جوية بدائية

بدوره، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لنظيره الأوكراني أنه "لا يوجد شيء مستبعد".

يُذكر أن فرنسا لديها 13 طائرة "ميراج 2000 سي" خرجت من الخدمة قبل بضعة أشهر و"لا تزال لديها بعض الإمكانات"، كما أن أشخاصاً من محيط رئيس أركان القوات الجوية الفرنسية أكدوا في الآن نفسه أن إعادتها إلى الحالة الطبيعية ستتطلب وقتاً، فضلاً عن عدة أشهر سيتطلبها تدريب الطيارين الأوكرانيين المعتادين على قيادة الطائرات سوفييتية الصنع من طرازي ميغ وسوخوي.

في ما يخص الطائرات المقاتلة الحديثة، تمتد مدة التدريب النموذجية ستة أشهر للطيار المتمرس، وهي فترة يمكن اختصارها إلى ثلاثة أشهر.

ووفق خبراء، ستتيح الطائرات المقاتلة الغربية ضرب القوات الروسية على مسافات بعيدة، وردع القاذفات الروسية من قصف الأراضي الأوكرانية. لكن الطائرات وحدها لن تكون حلاً سحرياً، فضلاً عن أن بعض نماذجها ليست مناسبة للمسرح الأوكراني.

في هذا الإطار، يقول الخبير العسكري في مركز الأبحاث البريطاني "رويال يونايتد سرفيسز أنستيتوت"، جاستن برونك، إن "طائرات تايفون وإف-16 ليست مناسبة للقواعد الجوية البدائية التي يستخدمها الأوكرانيون لتجنب الضربات الصاروخية الروسية".

وأضاف على "تويتر" أن منح طائرات تايفون لكييف سيكون "شبه رمزي، ولن يخدم مصالح القوات الجوية الأوكرانية".

وتابع الخبير: "لكن قد يستحق الأمر العناء إذا سمحت السويد سياسياً بتزويد طائرات غريبنز، أو إذا وفرت دول أخرى طائرات إف-18"، فهاتان الطائرتان قادرتان على الانطلاق من قواعد ترابية، ومتطلباتهما اللوجستية قليلة.

في السياق، تعهّدت روسيا بالرد في حال زودت بريطانيا أوكرانيا بطائرات مقاتلة، محذرة من تصعيد محتمل.

وقالت سفارة موسكو في لندن، في بيان نقلته وكالات أنباء روسية، إنّ "روسيا ستجد رداً على أي خطوات غير ودية يتخذها الجانب البريطاني".

(فرانس برس)

المساهمون