استمع إلى الملخص
- الطائرة "وو زد 7" تتميز بتصميم غير عادي وتستخدم في مهمات الاستطلاع الحدودي والدوريات البحرية، وظهرت في مناطق استراتيجية مثل مضيق تايوان وجنوب غرب الصين.
- الصين تطور ترسانتها من الطائرات دون طيار، معتبرة أنها ستلعب دوراً محورياً في أي خطة عسكرية تجاه تايوان، وتحتل المرتبة الثانية عالمياً بعد الولايات المتحدة في هذا المجال.
كشف الجيش الصيني عن طائرات دون طيار من طراز "وو زد 7"، خلال تدريباته الجوية الأخيرة. وقالت وسائل إعلام في الصين أمس الثلاثاء، إن جيش التحرير الشعبي الصيني بث لأول مرة لقطات رسمية لطائرات دون طيار من طراز "WZ-7" وقاذفات قنابل تشارك في هجوم جوي مشترك خلال تدريبات في موقع غير معلن. وأضافت أن العرض سلط الضوء على قدرة الاستطلاع الجوي المتنامية في البلاد.
وشوهدت عبر لقطات بثها تلفزيون الصين المركزي أول من أمس الاثنين، الطائرة وهي تنفذ مهمات استطلاع للمحيطات، ثم أطلقت قاذفة نفاثة من طراز "Xian H-6" صواريخ مضادة للسفن. كذلك شوهد في لقطات التدريب أسطول بحري كبير يضم العديد من السفن وبعض الطائرات المقاتلة، بما في ذلك طائرات الحرب الإلكترونية ومقاتلة شنيانغ جيه-16 متعددة الأدوار، من دون تحديد الموقع والوقت المحدد للتدريبات.
يوان تشو: الصين دأبت على تطوير ترسانتها من المسيّرات
ونقلت صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست عن الضابط في القوات الجوية الصينية لي تشنغ وي، قوله إن مثل هذا التنسيق من شأنه أن يحسن القدرة على ضرب الأهداف سريعة الحركة، وإن القوات الجوية الصينية، بدعم من طائرات "وو زد 7"، قادرة على "اقتحام دائرة نيران العدو". وأضاف أن طائرة الاستطلاع دون طيار قادرة على القيام بما لا تستطيع الطائرات المأهولة القيام به من حيث قدرتها على البقاء في الجو، ونسبة الخسارة في المعركة، والفعالية من حيث التكلفة. ولفت إلى أنه بفضل المعدات المتطورة والخوارزميات وقدرات الحصول على المعلومات الاستخباراتية، يمكن للقوات الجوية استخدام الطائرات دون طيار للعثور على الأعداء ورؤيتهم على بعد مئات الكيلومترات والحصول على المعلومات في وقت قياسي.
نوع متطور من الطائرات دون طيار
تتمتع الطائرة "وو زد 7"، التي يطلق عليها اسم "شياو لونغ" أو التنين المحلق، بتصميم غير عادي بجناحين متصلين، ويمكن استخدامها في مهمات الاستطلاع الحدودي والدوريات البحرية. وقد ظهرت لأول مرة في معرض جوهاي الجوي عام 2021، وهي واحدة من أكبر الطائرات من هذا النوع في الصين، حيث يبلغ طول جناحيها 24 متراً (78 قدماً) وطولها 14 متراً. كذلك يُنظر إليها على أنها رد الصين على طائرة الاستطلاع دون طيار "غلوبال هوك" التابعة للجيش الأميركي. ورُصدَت طائرات تجسس دون طيار من طراز "وو زد 7" من قبل الولايات المتحدة في مضيق تايوان عام 2019، ومن قبل اليابان فوق المياه الواقعة بين جزر أوكيناوا ومياكو في جنوب غرب الصين في يناير/كانون الثاني من العام الماضي. ولم يؤكد الجيش الصيني هوية الطائرتين.
كذلك رُصدَت طائرات "وو زد 7" في منطقة التبت ذاتية الحكم في الصين على الحدود مع الهند، ومقاطعة جيلين على الحدود مع كوريا الشمالية وروسيا، وكذلك مقاطعة هاينان التي تطل على بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه. وكانت وسائل إعلام صينية قد ذكرت في وقت سابق، أن الجمع بين طائرات الاستطلاع دون طيار والطائرات المقاتلة يسمح بشنّ هجمات أفضل على أهداف مرنة في زمن الحرب، من خلال تقليص الفارق الزمني بين جمع المعلومات وشنّ الهجوم.
ولفتت إلى أن أساليب جمع المعلومات عبر الأقمار الاصطناعية لا تتمتع بالقدرة على إعطاء الوقت الحقيقي، بينما من خلال التعاون بين "وو زد 7" والطائرات المأهولة، سيكون من الممكن ضرب الأهداف المكتشفة على الفور من دون إعطاء العدو الوقت للرد. وأشارت أيضاً إلى أن الجيش الصيني ربما تعلم من الصعوبة التي واجهتها روسيا في تدمير أنظمة صواريخ باتريوت أرض-جو عالية القدرة على المناورة من طراز "MIM-104" وقاذفات الصواريخ الخفيفة من طراز "M142" في ساحة المعركة الأوكرانية، وأن ذلك ربما حفز الجيش الصيني على السعي لدمج طائرة "وو زد 7" بشكل وثيق في أسطوله المقاتل.
عين الصين على تايوان
وقال الباحث في الشؤون العسكرية في معهد نان جينغ للبحوث والدراسات الاستراتيجية، يوان تشو، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الصين دأبت خلال السنوات الأخيرة على تطوير ترسانتها العسكرية من الطائرات غير المأهولة، لاعتقادها أن أي خطة عسكرية باتجاه استعادة تايوان ستلعب فيها الطائرات دون طيار دوراً محورياً، نظراً لقدرتها على المناورة وإصابة الأهداف بدقة عالية. ولفت إلى أن الصين تحتل المرتبة الثانية عالمياً، بعد الولايات المتحدة، من حيث عدد الطائرات دون طيار المستخدمة للأغراض العسكرية، من دون أن يعطي رقماً محدداً. وأشار إلى أن طائرات الاستطلاع دون طيار تتمتع بخصائص القوات الخاصة، حيث يمكنها الضرب بشكل أكثر دقة في عمق صفوف العدو.
لياو ليانغ: الطائرات بدون طيار أصبحت عاملاً مهماً يؤثر على وضع الحرب وموازين القوى
وكانت مجلة عسكرية صينية (تكنولوجيا العلوم العسكرية) قد سلطت الضوء في مقالة نشرتها العام الماضي على الدور الحيوي الذي ستلعبه الطائرات دون طيار في حالة نشوب حرب عبر مضيق تايوان. وذكرت أن الطائرات دون طيار يمكن استخدامها "لاغتيال زعماء العدو"، وأن استخدامها يمكن أن يقلل من الخسائر من خلال تقصير أمد الصراع. وأضافت أن الطائرات دون طيار يمكن استخدامها أيضاً لاستهداف منصات إطلاق الصواريخ المتنقلة والأسلحة الثقيلة في تايوان.
من جهته، أوضح محرر الشؤون العسكرية في صحيفة كانتون الصينية، لياو ليانغ، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن تطوير الطائرات دون طيار للأغراض العسكرية في الصين بدأ في ثمانينيات القرن الماضي. ومع بداية الألفية الثانية، أصبحت شركة شيآن المختصة في تكنولوجيا الطائرات دون طيار رائدة في هذا المجال، وخلال عقد من الزمن تمكنت الصين من تحقيق قفزة كبيرة للحاق بركب الدول المتطورة في هذه الصناعة العسكرية. ولفت إلى أنه خلال السنوات الأخيرة، كان أداء الطائرات دون طيار جيداً في العديد من الصراعات الإقليمية والدولية، وأصبحت عاملاً مهماً يؤثر بوضع الحرب وموازين القوى. يشار إلى أن وزارة الدفاع الأميركية كشفت العام الماضي عن خطط لنشر آلاف الطائرات دون طيار بحلول عام 2025، وهو البرنامج الذي وصفه محللون صينيون بأنه خطوة تأتي لمواجهة الصراعات المحتملة في مضيق تايوان، حيث يمكن أن يفرض ذلك ضغوطاً على بكين.