تشهد مدينة جروي، عاصمة إقليم بونتلاند الفيدرالي (أرض البنط)، منذ صباح اليوم الثلاثاء، اشتباكات عنيفة بين القوات الأمنية وعناصر مسلحة تابعة لشخصيات معارضة في الولاية التي ترفض إجراء تعديلات في الدستور المحلي، بعد أن شارفت على النهاية فترة رئيسها الحالي سعيد عبد الله دني، الذي انتُخب رئيساً لبونتلاند عام 2019.
وقال الصحافي عمر عبد القادر، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن رقعة المواجهات توسعت إلى أحياء مختلفة في العاصمة الإدارية (جروي)، كما دارت اشتباكات بين مسلحين معارضين والقوات الأمنية، بالقرب من البرلمان المحلي الذي عقد جلسة اليوم لبحث مشروع تعديل الدستور، خاصة في ما يتعلق بفترة الرئيس الحالي وتمديدها عامين إضافيين، بعد انتهاء مدته في يناير/كانون الثاني من العام المقبل.
ويشير عمر إلى أن الاشتباكات أدّت إلى مقتل 9 أشخاص على الأقل، ونزوح العشرات من الأسر من المناطق القريبة من ساحات المواجهات في مدينة جروي.
ووفق الدستور المحلي، فإن فترة الرئيس هي خمس سنوات، تبدأ بعد انتخابه رئيساً للولاية، ويهدف مشروع تعديل الدستور المحلي إلى تمديد فترة الرئيس لفترة إضافية أخرى.
وصادق البرلمان المحلي المكون من 66 عضواً، اليوم، على مشروع مناقشة تعديل الدستور لتمديد فترة الرئيس الحالي، وحضر جلسة التصويت 35 نائباً، ووافق 34 عضواً على إجراء تعديلات في الدستور، بينما رفض عضو واحد، وغاب عن الجلسة 31 نائباً.
ويهدف المشروع، الذي وافق عليه البرلمان، إلى إشراك أحزاب جديدة في الانتخابات المقبلة، بدلاً من ثلاثة أحزاب، وتعديل الفقرة 46 من الدستور التي تتيح لثلاثة أحزاب فقط حق المشاركة في الانتخابات.
وتأتي هذه الخطوة التي أقرّها البرلمان المحلي في مدينة جروي، في وقت شهدت فيه مناطق بونتلاند انتخابات محلية شارك فيها الآلاف لانتخاب أعضاء البلديات في مايو/ أيار الماضي، تمهيداً لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية عام 2024.
وبحسب مراقبين، فإن الرئيس الحالي لولاية بونتلاند سعيد عبد الله دني يسعى إلى تمديد فترته عامين إضافيين، من المقرر أن تنتهي عام 2026، وهو ما ترفضه المعارضة السياسية في بونتلاند، مما أدّى إلى تفجر نزاع عسكري في مدينة جروي، رفضاً للتعديلات الدستورية الجديدة.
مقتل 13 من "حركة الشباب" بعملية عسكرية
في الأثناء، نقلت وكالة "الأناضول" خبر مقتل 13 من عناصر "حركة الشباب" الموالية لتنظيم "القاعدة" الإرهابي، اليوم الثلاثاء، في عملية عسكرية بولاية جوبا لاند جنوبي الصومال.
وبحسب التلفزيون الحكومي، فإن "وحدات من الجيش الصومالي نفذت عملية عسكرية في معقل لمقاتلي الشباب ببلدة ياق دبيل، التابعة لولاية جوبا لاند، بإقليم جوبا السفلى، المحلية".
وبحسب المصدر ذاته "أدت العملية إلى مقتل 13 من عناصر الشباب، فيما جرت مصادرة أسلحة وذخائر كانت بحوزتهم".
"أتميس" تعلن بدء سحب 2000 جندي
من جهة أخرى، أعلنت بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية "أتميس"، بدء إجراءات سحب 2000 جندي من قواتها في الصومال.
ووفق بيان مقتضب نشرته "أتميس" على "فيسبوك"، فإن "إجراءات سحب 2000 جندي من قوات أتميس بدأت اليوم، حيث جرى تسليم أولى قواعدها العسكرية في ولاية هيرشبيلي المحلية إلى القوات الصومالية".
وأضافت البعثة في بيانها، أنه "خلال مناسبة أقيمت في القاعدة العسكرية، قام قائد القاعدة العسكرية العقيد رتشارد بنيماني، بتسليم القاعدة العسكرية التي كانت تخضع لإدارة القوات البروندية العاملة تحت مظلة قوات أتميس، إلى العقيد في الجيش الصومالي بشير أبوبكر".