الصفدي: لن ننظف وراء نتنياهو ولن نرسل قوات إلى غزة بديلاً عن الاحتلال

26 يونيو 2024
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أيمن الصفدي يعلن رفض الأردن إرسال قوات إلى غزة، مؤكدًا على ضرورة حل الدولتين وإنهاء الصراع من جذوره لضمان الأمن والسلام العادل والشامل.
- ينتقد الصفدي العدوان الإسرائيلي وعجز الأمم المتحدة عن إيصال المساعدات الإنسانية، محذرًا من خطر توسع الحرب وداعيًا لوقف العدوان واحترام القانون الدولي.
- يشدد على فشل المؤسسات الدولية في وقف جرائم الحرب ويثمن دور مصر وقطر والولايات المتحدة في جهود وقف إطلاق النار، مع التأكيد على الحل الدائم يجب أن يشمل حل الدولتين.

قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، اليوم الأربعاء، رداً على سؤال فيما يتعلق بما يسمى "اليوم التالي" للحرب على غزة: "لن ننظف وراء نتنياهو ولن نرسل قوات إلى القطاع لتكون بديلاً عن قوات الاحتلال الإسرائيلي، ولن نتعامل مع الواقع الكارثي الذي أوجده نتنياهو وحكومته".

وأكد الوزير الأردني، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره وزير الخارجية اليوناني يورجوس يرابيتريتيس: "نريد خطة شاملة ليس فقط لوقف الحرب، ولكن للتوصل للسلام العادل والشامل والدائم على أساس حل الدولتين، وهذا يعني أساساً أنه لا يمكن قبول أي مقاربة تتعامل مع غزة بشكل منفصل عن باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية".

وأضاف أنه "نتيجة العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، هُجر أكثر من ثلثي سكان القطاع، وقتل أكثر من 39 ألف شخص، 70 بالمائة منهم أطفال ونساء، ودمرت المدارس والمستشفيات، والمساجد، وهذا عدوان غاشم لن يحقق أمناً لإسرائيل ولن يحقق سلاماً في المنطقة، لأن إسرائيل لن تحصل على الأمن ما لم يحصل الفلسطينيون أيضاً على الأمن والسلام". وأكد أن "الطريق إلى ذلك هو حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران 1967، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل".

وأشار الصفدي إلى تقارير الأمم المتحدة خلال اليومين الماضيين، وقال إن "الأمم المتحدة غير قادرة على إيصال المساعدات لأنها مستهدفة بسبب عدم توفر ظروف الحماية التي تحتاجها هذه المنظمات من قبل إسرائيل، بل على العكس رأينا عديداً من قوافل المساعدات الأممية تستهدف في غزة، وعدد موظفي وعاملي الإغاثة الإنسانية في غزة الذين قتلتهم إسرائيل تجاوز الـ200، حوالي 193 منهم من وكالة أونروا، فبالتالي حتى تصل المساعدات يجب إزالة المعوقات التي تحول دونها، وهذه تكمن في فتح المعابر وإدخال ما يكفي من المساعدات، وتمكين منظمات الأمم المتحدة من القيام بواجبها بحرية دون خطر القصف أو القتل".

وقال الصفدي إن "خطر توسع الحرب حقيقي ويتزايد، والسبيل الوحيد للحؤول دونه هو وقف العدوان على غزة، ووقف التصعيد ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، والتوصل لوقف دائم لإطلاق النار واحترام القانون الدولي، واحترام ميثاق الأمم المتحدة، وإطلاق خطة عمل ذات هدف محدد، وهو حل الدولتين، وذات تواقيت واضحة لحل الصراع من جذوره".

وأوضح الصفدي أن "إسرائيل لا تمنع وصول الغذاء والدواء والماء والخدمات إلى غزة فقط، لكنها أيضاً تمنع المنظمات الأممية من إيصال هذا القليل من المساعدات إلى محتاجيها في غزة". وشدد على أن "هذه الحرب يجب أن تتوقف، استمرارها يظهر عجزاً معيباً في مؤسسات العمل الدولي المشترك، وفي قدرتنا مجتمعين على وقف جرائم حرب أثبتت كل التقارير التي صدرت من منظمات مستقلة أنها جرائم حرب تخرق القانون الدولي، وإسرائيل الآن أصبحت دولة مارقة وضعت على القائمة السوداء للدول التي تقتل وتنتهك حقوق الأطفال، ومحكمة العدل الدولية تطالبها بوقف حربها، وبوقف الإجراءات التي تخرق من القانون الدولي".

وقال إن "هنالك شريكاً للسلام في العالم العربي، لكن الحقيقة أن لا شريك إسرائيلياً للسلام، والآن نحن نتعامل مع حكومة هي الأكثر تطرفاً، مستمرة في عدوانها على غزة، وفي استخدام التجويع سلاحاً، وفي تدمير البنية التحتية في غزة، وهنالك أيضاً حرب أخرى تشنها إسرائيل في الضفة الغربية، حيث يستمر الاستيطان، ويستمر إرهاب المستوطنين ضد الفلسطينيين، حيث الاعتداءات على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية".

الصفدي ينتقد نتنياهو

وشدد "لا يمكن أن يسمح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ولوزرائه المتطرفين بالمزيد من الإجراءات التي ترهن مستقبل المنطقة كلها للدمار، ويجب فرض السلام، لأن هذه الحكومة الإسرائيلية لا تريد السلام، ونحن نريد أن نعمل معاً، ولا يمكن السماح باستمرار الوضع الكارثي الذي نراه ويتفاقم يومياً في غزة، ولا يمكن السماح باستمرار الإجراءات التي تهدد بتفجر الأوضاع في الضفة الغربية، وتهدد بتفجر الصراع في لبنان، كذلك لا يمكن أن يستمر خرق القانون الدولي، وارتكاب جرائم الحرب دون تحرك دولي فاعل لوقفها، لأن ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة وفي الضفة الغربية ليس فقط الفلسطينيون الذين يشردون ويفقدون أملهم وحياتهم ومدارسهم، لكن صدقية القانون الدولي ومكانة شركائنا في أوروبا وفي الولايات المتحدة وغيرها هي ضحية أخرى لهذا الراهن المعيق، وهذا أمر يجب أن نتحرك بشكل فوري لوقفه".

وفي إجابة عن سؤال حول وقف إطلاق النار والسلام في المنطقة، وخطة الرئيس الأميركي جو بايدن، وحول مشاركة عربية في غزة بعد الحرب أو خلالها، قال الصفدي إن "وقف إطلاق النار هو مطلب دائم لنا ولشركائنا في المجتمع الدولي، وبالتالي ندعم كل جهد يستهدف التوصل إلى اتفاق تبادل للوصول إلى وقف إطلاق النار، ونثمن الجهود التي تقوم بها جمهورية مصر العربية ودولة قطر والولايات المتحدة الأميركية من أجل التوصل لهذه الصفقة، لكن كلنا سمعنا ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو قبل يومين بأنه لا يريد وقفاً لإطلاق النار، ويريد هدنة آنية يواصل الحرب بعدها، وهذا يتناقض مع روح المبادرة التي قدمها الرئيس بايدن".

المساهمون