الصفدي: المنطقة لا تحتاج لصراعات جديدة والحوار أساس حل الأزمات

08 ديسمبر 2020
الوزراء يجرون محادثات شاملة (تويتر)
+ الخط -

قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن المنطقة لا تحتاج لصراعات جديدة، مشدداً على أن الحوار والقانون الدولي أساس حل الأزمات، وذلك خلال اجتماع عقده اليوم، الثلاثاء، مع نظيريه القبرصي نيكوس خريستودوليديس، واليوناني نيكوس دندياس.
وجرى خلال الاجتماع الذي يندرج في إطار آلية التعاون الثلاثي، بحث التعاون بين الدول الثلاث، وزيادة التنسيق والتعاون إزاء القضايا الإقليمية بهدف تكريس السلام والاستقرار وتحقيق المزيد من النمو الاقتصادي، تحضيراً للقمة الثلاثية القادمة المزمع عقدها في اليونان العام القادم. 
وخلال تصريحات صحافية مشتركة بعد اللقاء، قال الصفدي "نحن قريبون بعضنا إلى بعض جغرافيا، وجزء من التنسيق الذي نعمل على مأسسته هو التنسيق إزاء حل الصراعات الإقليمية وضمان منطقة مستقرة، منطقة آمنة، تكون فيها العلاقات مبنية على أساس القانون الدولي، على أساس عدم التدخل بشؤون الآخر".
وأشار إلى أن الاجتماع ركز على "القضية الفلسطينية، والجهود المشتركة من أجل إيجاد أفق سياسي يتيح لنا استئناف مفاوضات جادة وفاعلة لحل الصراع على أساس حل الدولتين، الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران (يونيو) 1967، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وفق القانون الدولي ووفق مبادرة السلام العربية".
وقال الصفدي إن الأردن يثمن الموقفين اليوناني والقبرصي الداعمين لحل الدولتين ولجهود العودة إلى المفاوضات، مضيفاً "نحن نعمل وبالتنسيق مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي وفي العالم العربي من أجل كسر الجمود والعودة إلى المفاوضات، لأن الفشل في ذلك سيعمق الصراع، والخطوات الإسرائيلية الأحادية اللاشرعية في الضفة الغربية التي تقوض حل الدولتين شيء نحن نحذر منه بشكل مستمر ونعمل من أجل إيجاد أفق سياسي يوقف هذه الخطوات ويأخذنا باتجاه الحل السياسي المطلوب".


وحول الأزمة السورية، أكد الصفدي أنه ونظيريه القبرصي واليوناني متفقون على ضرورة تفعيل كل الجهود التي تتيح التقدم نحو التوصل لحل سياسي لهذه الأزمة، "يحفظ وحدة سورية واستقلالها، يحول دون التدخلات الخارجية في سورية، يخلص سورية من الخطر الإرهابي، ويتيح أيضا الظروف لعودة اللاجئين الطوعية إلى بلادهم". 
وقال الصفدي إن اللقاء تناول أيضاً الوضع في ليبيا، مؤكداً وجود اتفاق على وجوب تفعيل الجهود لإنهاء الأزمة. وتابع قائلا "يجب أن نحول دون المزيد من التدهور في ليبيا، وندعم الجهود السياسية القائمة حالياً للتوصل إلى اتفاق ليبي يحفظ ليبيا". 
 وبين الصفدي أن الاجتماع بحث الجهود المشتركة لمحاربة الإرهاب الذي يمثل عدواً مشتركاً، "ولا علاقة له بديننا الإسلامي الحنيف، على العكس هو نقيض لقيم السلام والمحبة واحترام الآخر التي يحملها الدين الإسلامي الحنيف"، على حد تعبيره.
بدوره، قال وزير الخارجية القبرصي نيكوس خريستودوليديس إن الاجتماع الثلاثي بحث المستجدات الإقليمية، خاصة تلك المرتبطة بعملية السلام في الشرق الأوسط وجهود حل الأزمة السورية والأزمة الليبية. وأعلن أنه قد تم الاتفاق على قيام الوزراء الثلاثة بزيارة العراق قريباً لبحث سبل ترسيخ الشراكة وتعزيز العلاقات معه.
وأكد التزام بلاده بتوفير الدعم المالي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) خلال العام القادم، بما سيمكنها من القيام بمهامها وفق تكليفها الأممي. وأكد الوزير القبرصي على دعم بلاده لقرار صرف مبلغ 250 مليون يورو كدفعة أولى من برنامج المساعدة المالية الكلية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي إلى المملكة. 
وأشار وزير الخارجية القبرصي إلى أنه تم خلال اللقاء بحث القضية القبرصية والجهود المبذولة لحلها. 

من جانبه، قال وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس "أود أن أكرر ما هو واضح، فإن التعاون بين بلداننا ليس ضد أي أحد ولكنه مفتوح للجميع على أن نتشارك في الفهم ذاته، وهو السلام والاستقرار والقانون الدولي". 
وتطرق دندياس إلى الخلاف مع تركيا والتوتر في شرق المتوسط والجهود المبذولة لحله واحتواء التوتر، وعرض وجهة نظر بلاده حول أسباب الخلاف وسبل حله، مؤكدا التمسك بالقانون الدولي وبالعمل على تحقيق الاستقرار. 
 وأضاف "قمنا بعمل مهم للتحضير لقمة القادة في 2021 وأنه شرف كبير لبلادي أن تستضيف هذه القمة، وأعتقد أنه بهذا الاجتماع يمكننا أن نتقدم للأمام أيضاً، ونحن نثمن خبرتكم الكبيرة في المنطقة والمشاكل الكبيرة التي تواجهونها".

المساهمون