الصحف في قلب المجزرة: إنها الحرب في باريس

15 نوفمبر 2015
"الرعب" (Getty)
+ الخط -
أجمعت الصحف الفرنسية الصادرة صباح أمس السبت على فرادة الحدث الأمني الذي هزّ العاصمة الفرنسية باريس ليل الجمعة، فالاعتداءات الستة المتفرقة في شوارع باريس والتي ذهب ضحيّتها ما يزيد على 128 قتيلاً وعشرات الجرحى، حال معظمهم خطرة، يعدّ الأكثر مأساوية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية والأكثر دموية في تاريخ فرنسا الحديث.

"الحرب في قلب باريس" هكذا عنونت "لوفيغارو" على صفحتها الأولى، فيما عنونت "لوباريزيان": "هذه المرة إنها الحرب". وقالت "لوفيغارو" في افتتاحيتها "عند الساعة العاشرة أثناء المباراة الودية التي جمعت فرنسا وألمانيا في "ستاد دو فرانس"، بدأت الأخبار تتناقل على أجهزة الهواتف الذكيّة عن انفجار في أحد المقاهي بمحاذاة الاستاد. لاحقًا عرف الجميع أنّ الوضع سيئ للغاية، بعد أن بدأت الشرطة ببثّ رسائل تحذيرية للمواطنين تسمح لهم بالخروج بسلام من الملعب". وأضافت الصحيفة المحافظة "ليس بعيدًا عن مكان الحادث، قرب مشفى "سان- لويس" في مطعم "لو بوتي كامبودج" سمعنا إطلاق رصاص استمر لأكثر من دقيقتين... ما لا يقل عن أحد عشر جسداً ملقى على الأرض، بحسب ما أكّد العاملون في مطعم ماكدونالد المجاور".

جيرار دافيه، الصحافي في "لوموند" الذي كان حاضرا في شارع "شارون" وصف مكان الاعتداء بأنه "مسرح رعب". ونقل دافيه عن أحد القاطنين في الحي قوله: "سمعت إطلاق رصاص فتوجّهت إلى شباك الغرفة.. سيارة سوداء نزل منها شخص مع كلاشينكوف وبدأ بإطلاق النار باتجاه طريق المشاة قرب تقاطع "شارون" و"فيدهيرب" ثم عاد إلى سيارته وفرّ هاربًا، فكانت الحصيلة 18 ضحية". ويتابع دافيه "في الدائرة الحادية عشر كان الهلع سيّد الموقف، رأيت وجه سيّد وقد غطّاه الدم.. وجثث ملقاة على الأرض وطفل ضاع من والديه فوقع مغشيًا عليه بين يدي أحد المسعفين".

عند التقاطع المعروف بين بولفار لونوار، وبولفار فولتير، كانت المجزرة الكبرى في مسرح باتاكلون حيث كانت فرقة الروك الأميركية "نسور معدن الموت" (Eagles of the Death Metal) تحيي حفلاً فنيًا داخل صالة المسرح. نيكولا شابوي، مراسل "لوموند" الموجود في مكان الجريمة منذ الساعة العاشرة والنصف، نقل لنا صورة الخوف التي تملّكت عناصر الشرطة نظرا لقيام المعتدين باحتجاز رهائن وتصفيتهم تباعًا. يقول شابوي "كان كل شيء على ما يرام. فجأة بدأ إطلاق النار على الحضور وتم أخذ رهائن. رأيت المغني وعازف الجيتار جيسي هيوز يهرب من الباب الخلفي للقاعة ولمحت عازف الدرامز جوليان دوريو يمسك بيد أحد أعضاء الفرقة ويركض باتجاه أحد المنافذ الأمامية للباتاكلون". وختم مراسل "لوموند": "لا يمكننا الجزم حول عدد ضحايا المسرح. لكنّه لا يقلّ عن ثمانين قتيلاً وعشرات الجرحى. أكّدت مصادر طبية أنّ 99 منهم في حال الخطر الشديد نتيجة إطلاق الرصاص من مسافة قريبة جدًا. بانتظار المسح الميداني وحضور الرئيس ووزراء حكومته بعد قليل وبانتظار بيانات الشرطة المتلاحقة لتحديد حجم الخسائر البشرية".

اقرأ أيضاً: عار جديد: مؤيدو السيسي في حفلة شماتة بتفجيرات باريس

بدورها صحيفة "ليبراسيون" عرضت وقائع الليل الباريسي الطويل على شكل أحداث ممسرحة بدأت بـ"ستاد دو فرانس" والاعتداء الانتحاري بالحزام الناسف وصولاً إلى الاعتداءات المتفرقة بالأسلحة النارية في الدائرتين العاشرة والحادية عشرة ختاما مع المذبحة الدموية في باتاكلون. وعبّر رئيس تحرير "ليبراسيون" لوران جوفران، عن حزنه العميق لما يحدث في باريس، واصفًا الحوادث بأنها "وحشية إرهابية تخطّت مرحلة تاريخية". وتابع جوفران "من المستحيل عدم ربط أحداث الأمس بما يجري في الشرق الأوسط، فرنسا تلعب دورًا هناك، وعليها أن تكمل دورها من دون أن تتأثر. المعركة طويلة وفرنسا ماضية حتى النهاية".

عدد من الصحف المحلية مثل "شارنت ليبر" و"سود-اويست" و"لاريبوبليكان" دعت إلى التكاتف والوحدة الوطنية والوقوف صفا واحدا، لأنّ الإرهاب بات متجذرا على الأراضي الفرنسية. وعلى مواقعها الإلكترونية قامت الصحف بنشر وسم #PrayForParis للتضامن مع الضحايا وعائلاتهم.

وعنونت charente libre "باريس الدم"، وكتبت la lsace "ليلة الرعب في باريس". وعنونت L'est "الحرب". فيما كتبت l'union "مجزرة في باريس"، وكذلك فعلت l'ardennais . أما la depeche فكتبت "المذبحة"، وعنونت لا فوا دو نورد": "الرعب في باريس"، وعنونت "لوفيغارو" الحرب في باريس"، أما la nouvelle republique، فعنونت "المذبحة".

واهتمت الصحف العالميّة أيضاً بالموضوع. وكتبت "نيويورك تايمز": "اعتداءات باريس الإرهابية تقتل أكثر من 100 وفرنسا تعلن حالة الطوارئ". وعنونت "تلغراف" "الحصار الدموي لباريس". وعنونت "ذا غارديان": "الرعب يعود إلى قلب باريس". وعنونت "ذا صن": "مجزرة في باريس"، وكذلك فعلت "ذا تايمز" و"وول ستريت جورنال". أما "الإندبندنت" فعنونت "مجزرة في باريس".


اقرأ أيضاً: (صور) هنا باريس أم بيروت: مشهد الموت الواحد