وأفاد المجلس العلمي الأعلى، وهو المؤسسة المختصة بإصدار الفتاوى في المملكة، أن الأحداث التي وقعت في فرنسا، والتي أودت بحياة عدد من الأبرياء، ليست جهاداً في سبيل الله"، وإنما هو إرهاب وعدوان وترويع للآمنين، وإزهاق لأرواحهم البريئة، وهو محرم تحريماً قطعياً في الإسلام".
وذكر المجلس الأعلى أن "الجهاد الشرعي أنواع، أهمها جهاد النفس بتكوينها وتهذيبها، ويليه الجهاد بالفكر، ويكون بترويض العقل وصقله واستخدامه في ما يفيد البشرية، والجهاد بالقلم بتأليف الكتب النافعة، ورد الشبه والتهم الملصقة زوراً بالإسلام والمسلمين، ثم الجهاد بالمال ويكون بالإسهام في التنمية الاجتماعية والاقتصادية".
اقرأ أيضاً: جدل حول اتهام لاجئين بتفجيرات باريس
وتوقفت فتوى علماء المجلس العلمي الأعلى في المغرب عند "الجهاد بالسلاح"، وقال في هذا الصدد إن "الجهاد بالسلاح لا يلتجئ إليه المسلمون إلا في حالة الضرورة القصوى عندما يعتدي عليهم أعداؤهم، وتفشل كل الوسائل السلمية، فالجهاد في هذه الحالة شبيه بالكي الذي هو آخر الدواء".
ورهنت المؤسسة الدينية الرسمية في المملكة إعلان الجهاد في هذه الحالة، بأمر الإمام الأعظم، باعتبار أنه من اختصاصه وحده"، مبرزة أن "الإسلام أعطى للإمام الأعظم وحده الحق في إعلان الجهاد، والدعوة إليه وتنظيمه، ولم يبح لأي فرد ولا جماعة أن تقتحمه من تلقاء نفسها".
وفي هذا السياق، أصدرت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب توجيهات إلى أئمة المساجد، والخطباء، والوعاظ الدينيين، أن يشرحوا حقيقة "الجهاد" للمغاربة، ومواصلة التعبئة والإرشاد، عقب الأفعال الإجرامية التي ارتكبتها أياد أثيمة في باريس وتسببت في عدد من القتلى والجرحى".
ودعت الوزارة الخطباء إلى "استعمال الحجج الشرعية والعقلية لتذكير الناس وتبصيرهم بمجموعة من التوجيهات"، مشيرة إلى أن "مرتكبي هذه الاعتداءات الشنيعة يدعون الانتساب إلى دين الإسلام، ويبررون جرائمهم بالاستناد إليه، ويبالغون في الباطل إلى حد زعمهم نصرة الدين".
وقالت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إن "النموذج الديني القائم بالمملكة المغربية، فكراً وممارسة، وفي توافق مع العمل من أجل نهضة شاملة، هو النموذج الذي يمكن أن يصحح صورة الدين ويقنع الآخرين، الأمر الذي يقتضي صيانة هذا النموذج من كل الشوائب".
اقرأ أيضاً: المدعي العام الفرنسي:ارتفاع عدد قتلى اعتداءات باريس الى 129