الصحف الإيرانية مشغولة بمفاوضات لوزان

18 مارس 2015
الصحف الإيرانية ترصد المفاوضات الأميركية (فرانس برس)
+ الخط -

تربع موضوع المفاوضات النووية التي تستقبلها مدينة لوزان السويسرية على الصفحات الأولى للصحف الإيرانية. كل ما كُتب ينقل ترقب الإيرانيين لمسار المحادثات المكثّفة مع الوفد الأميركي هناك، فربما سمع الإيرانيون أخباراً سارة مع نهاية العام، وقبل وصول عيد "النوروز" واحتفالهم برأس السنة الإيرانية الجديدة يوم السبت المقبل.

وبين جرعات متفائلة تتوقع التوصل لاتفاق في المستقبل القريب، برز قلق بعض الصحف من الفريق الأميركي المفاوض على وجه الخصوص، حيث اعتبر هؤلاء وهم من المحسوبين على الخط المحافظ، أنه لا يمكن الوثوق بالطرف الأميركي ولا يمكن الحصول على ضمانات منه بإلغاء كل العقوبات المفروضة على إيران؛ وهو المطلب الأساسي في الداخل حالياً.

صحيفة "جوان" المحسوبة على التيار المحافظ، كتبت في صفحتها الأولى أن الولايات المتحدة غير حاضرة لتوقيع اتفاق مكتوب ومفصل، وذكّرت قراءها برسالة الجمهوريين في الكونغرس الأميركي والتي وجهوها لقادة إيران قبل مدّة، حيث ذكر هؤلاء أن أيّ اتفاق نووي سيعتبر لاغياً مع تغيّر الحكومة الأميركية الحالية. فكتبت الصحيفة أن الجدية التي يتم التسويق لها في التصريحات الأميركية الحالية في التعاطي مع المفاوضات؛ ما هي إلا للتغطية على تلك الرسالة.

بالنسبة لهذه الصحيفة فإن تصريحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، قد تنقل صعوبة الحوار، وتعقد بعض قضاياه حيث قال إن المفاوضات مع دول 5+1 تحرز تقدماً، لكنها بذات الوقت تتعرض لخلافات عالقة بين المتفاوضين.



[اقرأ أيضاً: الملك السعودي خطّ أحمر في إيران.. محاكمة صحيفة إيرانيّة

أما صحيفة "اعتماد" الإصلاحية فكتبت أيضاً على صفحتها الأولى تحت عنوان "بحثاً عن حل نووي" أن بعض التصريحات تنبئ بتوقيع اتفاق قريب، فنقلت عن منسقة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي فيدريكا مرجريني؛ والتي التقت ظريف الإثنين في بروكسل قولها إن الكل يسعون لتأسيس أرضية جديّة خلال أسبوعين لتوقيع اتفاق.

صحيفة "أسرار" تفاءلت كذلك بما يجري في لوزان، فذكرت أن لقاء ظريف ونظيره الأميركي جون كيري لخمس ساعات في لوزان، وتشكيل جلسات حوار عدة بين رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي ووزير الطاقة الأميركي ارنست مونيز، يعني أن المحادثات تقطع شوطاً في النقاش حول التفاصيل التقنية والفنية للبرنامج النووي الإيراني.

ونقلت الصحيفة عن ظريف قوله إن الاتفاق بدأ يأخذ ملامحه في لوزان، قائلاً إن الكل يتجهون نحو توقيع اتفاق.

ومثلما ركزت "أسرار" على تصريحات الوفد الإيراني أفردت مساحة لتصريحات الوزراء الأوروبيين الذين التقوا ظريف في بروكسل الإثنين الماضي، ونقلت عن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند على سبيل المثال، قوله إن التوصل لاتفاق بات وشيكاً.

وفي خطوة غير مسبوقة، أجرت صحيفة "خراسان" استطلاع رأي في مدينة مشهد شمال شرقي البلاد، جاء في نتيجته أن 81 في المائة من الإيرانيين هناك يؤيدون الوقوف بوجه الضغوطات الغربية، 67 في المائة يؤيدون التوصل لاتفاق نووي نهائي لحل كل المشكلات مع إيران، و85 في المائة منهم يؤكدون ضرورة امتلاك إيران لبرنامج نووي والاحتفاظ بالحقوق النووية حتى مع توقيع اتفاق. ومع هذا لم يتفاءل البعض بموافقة أميركا على إلغاء العقوبات حتى وإن تمّ التوصل لاتفاق وقدرت نسبتهم بـ 59 في المائة.