الصحراء وإسرائيل تتصدران الحوار الاستراتيجي بين الرباط وواشنطن

08 مارس 2022
وزير الخارجية المغربي في مؤتمر صحفي مع نائبة وزير الخارجية الأميركي (Getty)
+ الخط -

تصدرت العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية خاصة الصحراء، والعلاقة مع إسرائيل، والأزمة الأوكرانية قائمة الملفات التي تناولتها الجولة الجديدة من الحوار الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة الأميركية، الذي عقد بالعاصمة المغربية، الرباط، اليوم الثلاثاء.

وكشف وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، خلال مؤتمر صحافي عقد اليوم، أن المباحثات التي جمعته بنائبة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان، كانت مناسبة للحديث عن العلاقات الثنائية، التي اعتبرها علاقة قديمة لها أكثر من 240 سنة، ومتعددة الأبعاد تشمل السياسي والأمني والعسكري والاجتماعي.

وقال الوزير المغربي إن هناك اتفاقا على أن هذه العلاقة لها الأدوات والإطار المؤسساتي والقانوني الضروري، وأنه يتعين العمل اليوم لمنح العلاقة الثنائية بين البلدين مضمونا أقوى وطموحا للدخول في مرحلة جديدة، تتناسب مع طموح البلدين والتحديات الموجودة والتغيرات التي يفرضها المحيط الإقليمي والدولي.

وكشف بوريطة عن وجود مجموعة من المواعيد المهمة لتأكيد تلك العلاقة، حيث ينتظر أن يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني  بلينكن في مايو/ أيار المقبل المغرب لترؤس اجتماع التحالف الدولي ضد "داعش"، كما ستشهد مدينة مراكش في يوليو/ تموز المقبل، اجتماع المنتدى الاقتصادي الأفريقي الأميركي، مشيرا إلى أن الحوار بين البلدين دائم في القضايا الاقتصادية وحقوق الإنسان والشراكة في كل المجالات.

إلى ذلك، شملت المباحثات بين بوريطة وشيرمان، القضايا الإقليمية، حيث كان لافتا بهذا الصدد الإشادة المغربية بالموقف الواضح للولايات المتحدة الأميركية بخصوص دعم مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، وكذا بدور الرباط وواشنطن في تثبيت الأمن والسلم الإقليميين.

وأوضح بوريطة أنه في ظل عالم يعرف "مجموعة من التحديات الأمنية التي تهدد أمننا، فإننا كحلفاء وشركاء نشتغل وفق قيم ومصالح مشتركة. والأساسي، هو كيف العلاقة الثانية تفيد في استتباب الأمن في منطقة الساحل وشمال أفريقيا.

من جهة أخرى، اعتبر رئيس الدبلوماسية المغربية أن دور الولايات المتحدة في تعزيز العلاقة بين الرباط وتل أبيب أساسي، وقال: "اليوم، تفتح لنا مجالات للتعاون الثلاثي في كل المجالات، بين المغرب وأميركا وإسرائيل، في إطار رؤية واضحة حول السلام في الشرق الأوسط قائم على حل الدولتين في إطار حدود 1967، وبالقدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية، التي تعيش جنبا إلى جنب في أمن واستقرار بجانب دولة إسرائيل".

وأضاف: "نعمل وفق مصالح مشتركة، والأساسي هو كيف يمكن لعلاقاتنا الثنائية أن تفيد لاستتباب الأمن والاستقرار في محيطنا وفي منطقة الساحل وأفريقيا وفي ليبيا وفي غيرها من الدول".

وبخصوص الأزمة الأوكرانية، كشف بوريطة أن محادثاته مع شيرمان  شملت أيضا الأجندة الحالية، بما في ذلك الوضع بين روسيا وأوكرانيا”، مضيفا: "مواقفنا واضحة عبرنا عنها في بلاغين، قبل وبعد جلسة التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة".

بالمقابل، جددت نائبة بلينكن التأكيد على أهمية احترام سلامة الأراضي والسيادة والوحدة الوطنية لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة"، معتبرة أن "الأمر يتعلق بعدوان روسي ضد بلد سيادي".

وبخصوص قضية الصحراء، وصفت شيرمان مقترح الحكم الذاتي، الذي يقدمه المغرب كخيار لتسوية نزاع الصحراء، بـ"الحقيقي وذي المصداقية"، مشيدة بدور المغرب في رعاية الحوار الأممي حول الملف".

وبينما شددت على الدور الحاسم الذي تلعبه المملكة المغربية في الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين، فضلا عن مساهمتها في السلام والازدهار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كشفت المسؤولة الأميركية أنها ناقشت مع نظيرها المغربي سبل ووسائل تعزيز التعاون بين المغرب والولايات المتحدة وإسرائيل.

من جهة أخرى، جددت نائبة الوزير الأميركي التزامهما القوي بسيادة ليبيا واستقلالها وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية وأولوية تنظيم انتخابات وطنية في المدى القريب.

في غضون ذلك، قالت السفارة الأميركية بالرباط إن الحوار الاستراتيجي بين واشنطن والرباط ركز على تعزيز الشراكة الثنائية الطويلة الأمد بين البلدين. كما سلط الضوء على أهمية دور المغرب في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.

ويستند الحوار الاستراتيجي بين واشنطن والرباط، الذي تم إطلاقه في سبتمبر/ أيلول عام 2012، إلى أربعة محاور سياسي واقتصادي وأمني وتعليمي ثقافي.

وكانت آخر جلسات الحوار الاستراتيجي الأميركي المغربي هي تلك التي احتضنتها واشنطن في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، وخلالها التقى بوريطة بوزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو، وبعدها بشهر ونصف فقط وقع الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، مرسوما رئاسيا يعترف بمغربية الصحراء وأعلن أيضا عودة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل.