استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، حليفيه الرئيسيين في ليبيا، رئيس مجلس نواب برلمان طبرق عقيلة صالح، وقائد قوات شرق ليبيا خليفة حفتر، في اجتماع تنسيقي للخطوات التي ستتخذها القوى الموالية لمصر والإمارات ميدانياً وسياسياً، في ظل انخراط الفصائل الليبية في مفاوضات السلام برعاية الأمم المتحدة.
وحضر اللقاء عباس كامل مدير المخابرات المصرية، الذي أشرف أيضاً على اجتماعات منفصلة مع صالح وحفتر في الساعات السابقة، وستتواصل لقاءات قيادات المخابرات المصرية معهما على مدار اليوم.
وقال بيان للرئاسة المصرية إن السيسي اطلع خلال اللقاء على التطورات في ليبيا وجهود الأطراف كافة لتنفيذ وقف إطلاق النار الميداني من جهة، وعلى الجهود الليبية لدفع عملية السلام برعاية الأمم المتحدة من جهة أخرى.
وكانت مصادر خاصة قد قالت أمس لـ"العربي الجديد"، إن الزيارة تهدف إلى "بحث سيناريوهات المرحلة القادمة، في ضوء التصورات الدولية والأممية لحل الأزمة الليبية سياسياً، بعيداً عن التصعيد العسكري".
وتأتي زيارة حفتر وصالح للقاهرة في وقت تتسارع فيه وتيرة الحوار بين الأطراف الليبية في الشرق والغرب برعاية أممية في جنيف، وعربية في بوزنيقة بالمغرب، حيث تدور النقاشات بشأن تشكيل مجلس رئاسي جديد، وحكومة جديدة موحدة، كخطوة مهمة على طريق الحل السياسي للأزمة.
وأكدت المصادر أن الترتيبات الخاصة بتمرير التصور الذي عكفت عليه البعثة الأممية أخيراً، ووافقت عليه القاهرة بعد إبداء ملاحظاتها، ماضية بشكل جيد.
وقالت المصادر التي تحدثت لـ"العربي الجديد" إن هناك مساعي مصرية لترتيب لقاء يجمع بين عقيلة صالح ونائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد معيتيق، بهدف تقريب وجهات النظر بين الجانبين وتسهيل مهمة القائمين على الحوار الرامي إلى الوصول إلى حل سياسي للأزمة.
وكشفت المصادر عن أن القاهرة كانت قد وجهت الدعوة إلى عقيلة صالح للتباحث مع المسؤولين المصريين بشأن المبادرات السياسية، قبل أن تُدخل تعديلاً عاجلاً، بتوجيه الدعوة إلى حفتر، بعد ما كشف عنه وزير الدفاع في حكومة الوفاق الوطني صلاح النمروش أمس بشأن بدء برامج لتطوير بناء الجيش الليبي، قائلة: "إن اللقاء يهدف إلى تصفية الخلافات كافة بين صالح وحفتر، وسرعة التجاوب مع الجهود الدولية الرامية إلى تشكيل سلطة موحدة على كامل التراب الليبي، قبل تدخُّل تركيا في تشكيل الجيش هناك".