شهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، ما يُعرَف بـ"إجراءات تفتيش حرب الفرقة الرابعة المدرعة بالجيش الثالث الميداني" في محافظة السويس، فضلاً عن عرض للقوات الجوية وهي تحمل علم مصر والقوات المسلحة، وآخر لقوات الدفاع الجوي والمشاة والمدرعات، وغيرها من القوات التي شاركت في حرب السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 1973.
وقال السيسي إن "عدم التوسع في احتفالات مرور 50 عاماً على نصر أكتوبر جاء مراعاة للظروف الحالية، حيث كان من المقرر إقامة أنشطة تدريبية كثيرة جداً، في إطار الاحتفال بذكرى الحرب، ولكن حال دون ذلك التصعيد الحاصل في قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري".
وأضاف السيسي، في كلمة له، أنه "يوجه كل التحية والتقدير والاعتزاز للقوات المسلحة المصرية، ولدورها في أوقات الحرب والسلم معاً"، متابعاً: "نصر أكتوبر له معنى كبير وقوي، لأنه عبور من حالة اليأس إلى الأمل، ومن الإحباط إلى الفخر، ومن الهزيمة إلى النصر".
واستطرد السيسي: "في كل عام نتذكر حجم الجهد والتضحية الذي قدمته مصر والقوات المسلحة من أجل تحقيق السلام. وحماية الأمن القومي للبلاد هو دور أصيل ورئيسي للجيش، ممثلاً في حماية الحدود المصرية، وتأمين مصالح الدولة".
وأكمل: "مصر لم تتجاوز حدودها أبداً عبر تاريخها القديم والحديث، وكل أهدافها تتمثل في الحفاظ على أرضها وترابها من دون مساس. والجيش المصري بقوته ومكانته وقدرته وكفاءته هدفه أمر واحد فقط هو حماية مصر، وأمنها القومي، من دون أي تجاوز".
وزاد السيسي: "الدولة المصرية تتعامل مع كل الأزمات بالعقل والصبر، بلا تجاوز في استخدام القوة أو القدرات. وتواصل جهودها من أجل التهدئة في قطاع غزة، وذلك بالسعي جاهدة -بالتعاون مع الأشقاء والأصدقاء والشركاء- لاحتواء التصعيد، ومساندة المدنيين في القطاع بإدخال المساعدات التي هم في أحوج الحاجة إليها".
وواصل بقوله: "منذ 14 أو 15 يوماً وقطاع غزة من دون مياه أو كهرباء أو وقود، ونحن نبذل جهوداً كبيرة للتخفيف عن أهلنا في القطاع. ومن المهم أن تمتلك القوة، والقدرة في استخدامها، في ظل الظروف الراهنة في المنطقة، ولكن بتعقل ورشد وحكمة، بلا طغيان أو أوهام حول هذه القوة".
وقال السيسي: "نحن نمتلك القوة للدفاع عن أنفسنا، وحماية بلدنا، من دون غضب أو حماسة أو تجاوز. وأحذر دائماً من أن تدفعك أوهام القوى إلى اتخاذ قرار أو إجراء غير مدروس بشكل جيد، أو أن يكون مدفوعاً بغضب أو حماسة زائدة على اللزوم"، على حد تعبيره.
وأضاف: "مصر حاضرة بقوة وبشكل إيجابي في كل جولات الصراع بفلسطين. وخلال العشرين عاماً الماضية وقعت 5 جولات للصراع بين إسرائيل وحماس أو الجهاد الإسلامي أو باقي الجماعات، وكان لمصر دور إيجابي في احتواء التصعيد، وتهدئة الموقف، وتخفيف آثار هذا الصراع".
وذكر السيسي أن "حلّ القضية الفلسطينية لن يكون إلا بحل الدولتين، ومصر تدعم الحل الدبلوماسي وصولاً إلى هذا الحل، وإعطاء الأمل للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية؛ وفي الوقت نفسه مراعاة عنصر الأمن لكل من الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي على حد سواء".
وكان المتحدث العسكري المصري قد أصدر بياناً، مساء الأحد الماضي، قال فيه إنه "خلال الاشتباكات القائمة في قطاع غزة، أصيب أحد أبراج المراقبة الحدودية المصرية بشظايا قذيفة من دبابة إسرائيلية من طريق الخطأ، ما نجم عنه إصابات طفيفة لبعض عناصر المراقبة الحدودية. وقد أبدى الجانب الإسرائيلي أسفه على الحادث غير المتعمد فور وقوعه، وجارٍ التحقيق في ملابساته".
وشدد السيسي، ضمن كلمته، على أن "الجيش المصري يبني ويصون ويحمي، ولا يعتدي، لأنه مهما بلغت قوتك، يجب أن تكون قوة رشيدة؛ وهي سمة من سمات الجيش"، مضيفاً: "نحن بحاجة إلى التسلح بالعلم والمعرفة، حتى نكون قادرين دائماً على استيعاب التقدم في كل المجالات، والتفوق والتطور في المعدات والأسلحة الحديثة".
وختم قائلاً: "يوجد شيء آخر مهم للغاية، هو التسلح بالإيمان؛ الإيمان بمعنى الخلق والنزاهة والشرف وعدم الخيانة أو التآمر، لأن هذا هو السبيل الحقيقي لامتلاك القدرة التي لا تقهر، لكونها مدعومة بأسباب الدنيا والسماء معاً. فالله سيكون داعماً لك حين تتعامل مع الأمور بشرف، ومن دون غدر أو خيانة".
وقاد السيسي انقلاباً عسكرياً مدبراً على الرئيس المنتخب الراحل محمد مرسي، في 3 يوليو/ تموز 2013، الذي أقسم أمامه يمين الولاء وزيراً للدفاع، ثم تآمر مع قوى في الداخل والخارج (أهمها دولة الإمارات) لإطاحته، حتى يصل إلى منصب الرئاسة في العام التالي، في انتخابات وصفها الجميع آنذاك بـ"المسرحية الهزلية".