السوريون في تركيا يتخوفون من تلبية كمال كلجدار أوغلو دعوة الأسد زيارة دمشق

07 أكتوبر 2021
السوريون ينتظرون حلا سياسيا يمكنهم من العودة (مصطفى موراد كايناك/ الأناضول)
+ الخط -

يتخوف سوريون في تركيا من تصعيد حملات الكراهية التي تشن بحقهم في حال لبى رئيس حزب "الشعب الجمهوري"، أكبر الأحزاب المعارضة، كمال كلجدار أوغلو، دعوة رئيس النظام السوري بشار الأسد زيارة دمشق.
وكشفت مصادر إعلامية تركية، اليوم الخميس، أن كلجدار أوغلو "لم يوافق على الدعوة حتى الآن" والتي وجهها إليه الأسد قبل أسبوع لزيارة دمشق للتنسيق بشأن اللاجئين السوريين وزيادة الضغط على حزب "العدالة والتنمية" الحاكم.
وأكد الإعلامي النائب السابق في "الشعب الجمهوري"، باريش ياركاداش، خلال مقابلة مع قناة "كي أر تي" التلفزيونية المحلية وصول الدعوة لكلجدار أوغلو، مؤكداً أنه "لم يرد بعد على رسالة رئيس النظام السوري".
وزعم أن حزب "الشعب الجمهوري" يتبنى موقفاً جريئاً بشأن القضية الكردية والاجتماع مع الأسد في الأيام المقبلة، بهدف حل قضية الأكراد من خلال حزب "الشعوب الديمقراطي" الموالي للأكراد، وإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم برضاهم وبالتنسيق مع دمشق، داعياً قواعد حزب "الشعب الجمهوري" إلى تقديم الدعم الكامل لكلجدار أوغلو بشأن هذه المسألة.
وكان كلجدار أوغلو قد أعلن أمس أنه سيعقد السلام مع مصر وسورية بمجرد وصول حزبه إلى السلطة في تركيا، وسوف "يعطي الأولوية في السياسة الخارجية للسلام وليس الحرب".
ورجح المحلل التركي، جاهد طوز، زيارة رئيس حزب "الشعب الجمهوري" لدمشق "قريباً جداً" لتكتمل برأيه دائرة محاصرة السوريين بتركيا، بعد التضييق وحملات الكراهية والعنصرية التي تشنها الأحزاب المعارضة، بقيادة "الشعب الجمهوري".
ولم يستبعد طوز خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أن تتزايد حملات الدعوة لـ"عودة السوريين إلى بلادهم" تحت عناوين وأعذار وصفها بالواهية، من قبيل أن السلام عاد إلى سورية أو أنهم يزورون المناطق المحررة خلال الأعياد، خاصة أن "المعارضة التركية" تحمّل السوريين وزر تردي الواقع المعيشي للأتراك وزيادة نسبة البطالة والفقر. ولفت إلى أن حزبي "الشعب" و"الجيد" يستخدمان وجود السوريين بتركيا، كورقة سياسية للضغط على الحكومة التركية واستمالة الشارع قبل الانتخابات الرئاسية التركية 2023.
وتتصاعد حملات الكراهية والعنصرية التي تبثها أحزاب تركية معارضة على السوريين، خاصة بعد أحداث أنقرة الشهر الفائت وإزمير قبل يومين، واللتين قضى فيهما شابان تركيان على يد سوريين، لتصل إلى الوعيد بطرد السوريين، بمجرد وصول المعارضة للسلطة عام 2023.

ويرى رئيس تجمع المحامين السوريين بتركيا، غزوان قرنفل، أن هذه دعوة الموجهة لكلجدار أوغلو لزيارة دمشق مؤشر خطير وغير مطمئن للسوريين بتركيا، لأنها تأتي ضمن سياق تصعيد وتضييق متزايدين، معرباً عن خشيته من تبعات الزيارة على اللاجئين في ظل غياب حل سياسي يضمن عودة كريمة وآمنة لهم إلى بلدهم.
وأشار قرنفل في تصريح لـ"العربي الجديد" إلى تصاعد حملات التضييق أخيراً، سواء عبر إقفال باب إصدار بطاقة الحماية المؤقتة "الكيملك" للسوريين بمعظم ولايات تركيا وتقييد تجديد الإقامات السياحية ورفع تكاليفها المالية قريبا، إضافة إلى موضوع التملك العقاري والإجراءات التي تقيد حقوق المالكين السوريين عبر التصرف بأموالهم، وذلك بعد رفع رسوم الطلبة الجامعيين وإنهاء عقود أكثر من 12 ألف معلم سوري.

المساهمون