السوريون بين خطر وآخر

01 يناير 2023
سكان المخيمات يعيشون على أمل استبدال خيمهم المهترئة (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

يستقبل السوريون العام الجديد بآمال تختلف من منطقة إلى أخرى، ومن فئة عمرية إلى أخرى. فعلى المستوى المعيشي تكاد تنحصر الأماني في كل المناطق بتأمين الحد الأدنى من الدخل الذي يمكّنهم من تأمين قوت يومهم، وإن كان السوريون في المناطق التي يسيطر عليها النظام هم الأشد فقراً، والذي وصل ببعض المناطق إلى حدود المجاعة. 

إلا أن هذا الأمر لا يعني أن هناك اختلافاً كبيراً في الوضع المعيشي بين مناطق الصراع المختلفة، التي يمكن أن تتفاوت أحلام سكانها بين تأمين وجبة غداء كاملة في دمشق، وتأمين وقود للتدفئة في الشمال السوري. أما سكان المخيمات، فما زالوا يعيشون منذ نحو عشر سنوات على أمل استبدال خيمهم المهترئة ببيوت طوب توفر لهم الحد الأدنى من مقومات الحياة.

على مستوى الحل السياسي الذي لا يزال بعيد المنال حتى اللحظة، ينظر كل سوري للواقع المستعصي وفق ما يتمنّى، فسكان الشمال يراقبون اتجاه تركيا، حليفهم ومتنفسهم الوحيد على العالم الخارجي، إلى التوافق مع عدوهم النظام، لتتحوّل أولويات أنقرة من الوقوف إلى جانب شعب مضطهد في مواجهة نظام مستبد، إلى حماية أمنها القومي ضد إرهاب "داعش" وحزب العمال الكردستاني.

وفي حال تفاهم أنقرة مع النظام، قد يصبح مصير كل سكان الشمالي السوري رهناً بتلك التفاهمات، التي لا يزال الكثير من السوريين ينظرون إليها على أنها مجرد تحركات تكتيكية من قبل تركيا تتعلق بأسباب انتخابية، وأن الأخيرة من المستحيل أن تسلم مناطقهم إلى قوات النظام تحت أي ذريعة. 

كما أن السوريين الذين يعيشون في الأراضي التركية تحت بند الحماية المؤقتة، والذين يزيد عددهم عن أربعة ملايين لاجئ، لا يزال مصيرهم معلقاً بين تهديدات المعارضة التركية بطردهم من البلاد في حال نجاحهم بالانتخابات، مقابل وعود الحكومة التركية لجمهورها بإعادة أكثر من نصف السوريين إلى مناطقهم في سورية. هذا الوضع يجعل مصير هؤلاء اللاجئين ووجودهم في تركيا مرتبطاً بما ستؤول إليه الانتخابات الرئاسية.

أما سكان مناطق شرق سورية فلا تزال أمانيهم تنحصر بعدم قيام عملية برية جديدة من الجانب التركي تتسبب بمزيد من التهجير والمعاناة. أمام هذه الوقائع، يبقى السوريون بكل أطيافهم بانتظار بارقة أمل تتمثل بتوافر إرادة دولية لفرض حل سياسي وفق القرارات الدولية.