السودان: 3 قتلى وعشرات الجرحى بمواجهات مع الشرطة خلال مليونية 6 يناير رفضاً للانقلاب

06 يناير 2022
هذه التظاهرة الثالثة خلال الأسبوع الحالي (محمود حجاج/الأناضول)
+ الخط -

قُتل ثلاثة أشخاص، يوم الخميس، وأصيب العشرات من المتظاهرين المشاركين في مليونية 6 يناير في السودان، رفضاً للانقلاب العسكري.

وذكرت لجنة أطباء السودان المركزية على صفحتها الرسمية في "فيسبوك"، أن شخصاً لم يتم التعرف على بياناته بعد، ارتقى، إثر إصابته برصاص حي في الرأس من قبل قوات السلطة الانقلابية، خلال مشاركته في مليونية 6 يناير في مواكب محلية أم درمان، قبل أن تعلن عن مقتل متظاهر ثان (لم يتم التعرف عليه) في أم درمان، بعد إصابته برصاص حي في الحوض والفخذ، فيما أكدت لاحقًا مقتل متظاهر ثالث لم يتم التعرف عليه أيضا متأثرًا بإصابته برصاص حي في الصدر.

وأشارت اللجنة إلى أن عدد القتلى بعد الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر/تشرين الأول ارتفع إلى 60، حصدتهم آلة الانقلاب.

قوى الحرية والتغيير تطالب بإجراء تحقيق دولي في قتل المتظاهرين

من جهة أخرى، اتهم تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير في السودان ما أسماها الطغمة العسكرية، بمواصلة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، الأمر الذي أدى إلى "ازدياد أعداد المصابين والشهداء".

وقال التحالف في بيان إن "السلطة الانقلابية استمرت في اقتحام ومحاصرة المستشفيات ومنع المصابين من الوصول إليها، وقصف القنابل المسيلة للدموع على المرضى والنزلاء. كما تطلق أجهزة النظام الرصاص الحي بتصويب مميت في الرأس والصدر، ما يشكل جريمة ضد الإنسانية في القانون الدولي والإنساني".

وطالبت بإجراء تحقيق دولي يتولاه مجلس الأمن الدولي، عن طريق تشكيل لجنة تحقيق مستقلة في الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها سلطات الانقلاب في مواجهة المدنيين والمؤسسات الصحية.

ورحبت قوى الحرية والتغيير بالاهتمام المتصاعد من المجتمع الإقليمي والدولي، ولا سيما بيان سفراء الاتحاد الأوروبي والترويكا والأمم المتحدة وتصريحات وزير الخارجية الأميركي وغيرهم، وناشدت السودانيين في المهجر، مواصلة حملاتهم في جذب التضامن الإقليمي والدولي مع الشعب السوداني حتى ينتصر.

الشرطة السودانية: المظاهرات جنحت عن السلمية وشهدت أعمال عنف


ادعت الشرطة السودانية، أن تظاهرات يوم الخميس جنحت عن السلمية، مشيرة إلى أنها شهدت حالات تعدٍ وعنف من بعض المتظاهرين تجاه القوات المتواجدة في نطاق حركة سير المسيرات، وذلك من خلال رمي القوات بالعبوات الحارقة والحجارة والأجسام الصلبة، إضافة إلى استخدام مسامير وحديد لإتلاف إطارات مركبات القوات وإعاقة تقدمها.
وأوضحت الشرطة في بيان، أن قوتها تعرضت لإطلاق نار من مبنى قيد الإنشاء في أم درمان، ما أسفر عن إصابة شخصين أحدهما وُصفت جراحه بالخطيرة، إضافة إلى طاقم عربة الشرطة، مبينة أن الشرطة طوّقت المبنى وتمكنت من إلقاء القبض على 3 من الجناة، مشيرة إلى أنها فتحت تحقيقا في الحادثة.

وأكد البيان الاعتداء على فرد من القوات المسلحة أمام مستشفى الخرطوم، وحرق دراجته النارية، مشيرة إلى أن الاعتداء تسبب في كسر ساقه، وإصابة شرطي آخر. أما في محلية بحري فأصيب 3 ضباط شرطة و18 عنصرا، و23 من القوات المسلحة، بحسب البيان.
وبين البيان، أن الشرطة ألقت القبض على 60 متهما، وشرعت في اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
 
وتحوّلت منطقة وسط الخرطوم، وبالقرب من القصر الجمهوري، يوم الخميس، إلى ساحة معركة بين الشرطة والمشاركين في مواكب مليونية 6 يناير رفضاً للانقلاب في السودان.

واستخدمت الشرطة مختلف وسائل قمع التظاهرات، من بينها عبوات الغاز المسيل للدموع، التي غطّت سماء المنطقة وأدّت إلى تصاعد ألسنة اللهب، بينما لجأ المتظاهرون إلى استخدام الحجارة وإغلاق الطرق بالمتاريس، وتمكنوا بعد 3 ساعات من الكرّ والفرّ من التقدم والاقتراب من محيط القصر، قبل أن تصدّهم قوات الشرطة من جديد، وتسحبهم إلى منطقة موقف شورني، جنوباً.

وشاهد مراسل "العربي الجديد" نقل العشرات من المتظاهرين الذين أصيبوا إلى عيادات ميدانية وإلى المشافي القريبة. وأغلقت السلطات الأمنية، منذ الصباح الباكر، منطقة وسط الخرطوم وكلّ الجسور المؤدية إليها وقطعت كلّ خدمات الاتصالات، من إنترنت واتصالات هاتفية ومحطات أرضية، وأفرغت مواقف المواصلات من الحافلات، ونفّذت عمليات تفتيش واسعة للطرقات، كما منعت المواطنين من الوصول إلى وسط الخرطوم.

وخرج آلاف السودانيين إلى الشوارع مجدداً، اليوم الخميس، للاحتجاج على هيمنة العسكريين على السلطة منذ انقلاب قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان على شركائه المدنيين قبل أكثر من شهرين، بحسب ما قال شهود.

ودعت لجان المقاومة السودانية، ويدعمها تجمع المهنيين السودانيين وتحالف "قوى إعلان الحرية والتغيير"، في وقت سابق، إلى مليونية 6 يناير/كانون الثاني، الخميس، والتي حظيت بترويج كثيف على وسائل التواصل الاجتماعي ووسط الأحياء. كما تأتي هذه المليونية وسط ضغوط دولية تقودها الولايات المتحدة على أطراف الأزمة السودانية للجلوس إلى طاولة الحوار تحت رعاية دولية لإيجاد مخرج عاجل.

وتُعدّ هذه التظاهرات الثالثة من نوعها خلال الأسبوع الحالي بعد مواكب 2 و4 يناير/كانون الثاني الحالي، والرابعة عشرة منذ الانقلاب الذي نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأطلق تحالف "قوى إعلان الحرية والتغيير" على حراك اليوم اسم "مواكب مليونية الجبهة الموحدة لمقاومة الانقلاب"، مشيراً إلى أنها تأتي "استمراراً للتصعيد الثوريّ السلميّ من أجل هزيمة انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر".

وفي الساعات الأولى من صباح الخميس، وحسب شهود عيان، بدأت السلطات في نشر وحدات من الجيش والشرطة والدعم السريع في عدد من النقاط في وسط العاصمة الخرطوم، وأغلقت الطرق المؤدية إلى محيط القيادة العامة للجيش.

كما سيّرت دوريات شرطة جابت عدداً من الأحياء. ولم يصدر بيان على الفور بإغلاق الطرق والجسور المؤدية إلى منطقة وسط الخرطوم، كما حدث خلال احتجاجات سابقة. وقال مرصد "نتبلوكس" لمراقبة انقطاعات الإنترنت على موقع "تويتر"، الخميس، إنّ خدمات الاتصال والإنترنت في السودان تعطلت في ما يبدو قبيل الاحتجاجات.

وقُتل ما لا يقل عن 57 شخصاً خلال الاحتجاجات الشعبية ضد الانقلاب العسكري في السودان، منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كما جرح المئات، واستطاعت المواكب الوصول إلى محيط القصر الرئاسي مرتين، كسرت فيهما كل الحواجز الأمنية.

المساهمون