السودان: مستشار البرهان يحذر من "استفزاز القيادة العسكرية"

15 ديسمبر 2020
تصاعد التوتر بين الحكومة وقيادات الجيش (Getty)
+ الخط -

حذر العميد الطاهر أبوهاجة، المستشارالإعلامي لرئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، من مغبة ما عده استفزازاً للقيادة العسكرية والتشكيك في الجيش السوداني.

وجاءت التحذيرات عبر مقال وزعه أبوهاجة على وسائط التواصل الاجتماعي، رداً في ما يبدو على الانتقادات الموجهة للمكون العسكري في الحكومة الانتقالية، ورداً كذلك على قانون أميركي أجيز أخيراً، خاص بدعم الانتقال الديمقراطي في السودان، ويلزم المكون العسكري بإخضاع الشركات الاقتصادية الأمنية لإشراف الحكومة المدنية .

وهاجم أبوهاجة إخفاء مسؤولين في الحكومة خلال لقاءاتهم الصحافية أخيراً، لدور المكون العسكري، وعلى رأسه الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، معدداً الخطوات التي قام بها البرهان منذ لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مروراً بلقاءاته مع مسؤولين أميركيين في أبوظبي قبل أشهر.

وتوترت العلاقة خلال الأسابيع الماضية بين المكونين العسكري والمدني في السلطة الانتقالية لأكثر من سبب، أهمها إصدار رئيس مجلس السيادة الانتقالية عبد الفتاح البرهان مرسوما دستوريا بتشكيل مجلس شركاء الفترة الانتقالية، وهو المرسوم الذي تحفظ عليه مجلس الوزراء، لجهة تغوله على صلاحيات الحكومة التنفيذية، أما السبب الثاني فهو الضغوط على المكون العسكري لتسليم شركات اقتصادية تابعة للجيش والأمن والشرطة لوزارة المالية.

وقال أبوهاجة إن الحكومة التنفيذية تلقت، عبر وزاراتها المختصة، موافقة على تحويل كثير من الشركات والمصانع غير العسكرية إلى شركات مساهمة عامة، ودعت وزارات أخرى لاستلام تلك الشركات المعنية لتساهم في دعم الاقتصاد الوطني، مؤكداً أن منظومة الدفاعات العسكرية تعمل وفق المنظومة الاقتصادية للدولة، ولم تخرج من الأطر والقوانين التي تنظم اقتصاد الدولة، بعدما وفرت الكثير من السلع الضرورية في زمان العسرة والندرة، كما أكد أن وزارة المالية تعرف على وجه الدقة الوارد والمنصرف لتلك المنظومة، التي قال إنها تعمل برقابة كاملة من أجهزة الدولة، وتلتزم بالرسوم الجمركية والضرائبية والمنافسة الشريفة.

وأشار إلى حملة قال إنها موجهة ضد القوات المسلحة وشركاتها، وأن الهدف منها ضرب الحوار الوطني البناء الذي ينظم مقدرات البلاد الاقتصادية والعسكرية والمدنية لمصلحة الشعب السوداني، مضيفاً "ينبغي ألا تدار الأمور بهذا الأسلوب المستفز للقيادة العسكرية ولمنسوبيها، هذه الحملة مقصود منها حرب نفسية ممنهجة لتشكيك المواطن في جيشه وقياداته لأجل أهداف شريرة يستحيل تنفيذها في هذه الأرض الطيبة".

 وأضاف أن من يظن أن التحول الديمقراطي وحماية الحكم المدني والحرية والسلام والعدالة يمكن أن تتحقق بتلك الأساليب الاستفزازية هو واهم، مشيراً إلى أن التحول الديمقراطي الحق يحتاج إلى جيش رادع، والجيش الرادع يحتاج إلى تلاحم مع الشعب لبناء الثقة وسد الذرائع وإزالة الشكوك والبعد عن الشيطنة، كما حذر من  الزج بالصراعات الإيديولوجية داخل مؤسسات الجيش، قبل أن يختم مقاله بمقوله سابقة لرئيس مجلس السيادة "شعب لا يحترم جيشه عليه أن يستعد للعق أحذية الأعداء".