أغلق محتجون في شرق السودان، اليوم الأربعاء، الميناء الجنوبي في مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، احتجاجاً على عدم إشراكهم في التسوية السياسية الجارية بين العسكر والمدنيين.
وتجمع العشرات من المحتجين، بناء على دعوة من تكتل سياسي حديث باسم "تحالف أحزاب وقوات شرق السودان"، أمام الميناء الجنوبي الخاص بالحاويات، وأغلقوا بوابته الرئيسة ومنعوا العمل فيه، وهدد شيبة ضرار، رئيس التحالف، في كلمة له أمام المحتجين، بإغلاق بقية الموانئ والشارع البري الرئيسي الرابط بين الميناء وبقية مناطق السودان.
وتعيد عمليات الإغلاق للأذهان عمليات مشابهة نفذها المجلس الأعلى لنظارات البجا والعمودية المستقلة، أثناء حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وهى العملية التي استمرت نحو 40 يوماً قبل أن تنتهي بانقلاب 25 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، والتي عدها البعض في حينها جزءا من سيناريوهات إسقاط الحكومة والتمهيد للانقلاب العسكري.
والإثنين، وقع المكون العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير وأحزاب سياسية أخرى على اتفاق إطاري يُعبد الطريق لتشكيل حكومة مدنية كاملة بعيداً عن العسكر وينص على تشكيل وطني واحد تُدمج فيه قوات الدعم السريع وبقية القوات غير النظامية، ويعقُب الاتفاق الإطاري اتفاق آخر نهائي، من المقرر أن يبدأ التفاوض حوله في غضون أيام.
وأجّل الاتفاق الإطاري أي حلول لأزمة شرق السودان لحين الاتفاق النهائي، ويطالب المحتجون بإلغاء اتفاق خاص بشرق السودان ضمن اتفاقية السلام الشامل 2020، لعدم اعترافهم بالموقعين عليه.
وأوضح ضرار في كلمته أن حكومة حمدوك سقطت نتيجة الإغلاق السابق، وأن أي حكومة جديدة ستسقط أيضاً من الموانئ، متعهداً بإغلاق كل الموانئ، وبأن أنصاره سيباشرون قريباً في إغلاق الميناء الشمالي وميناء سواكن، وأيضاً إغلاق الطرق.
وينشط شيبة ضرار منذ فترة في تأسيس قوات عسكرية باسم شرق السودان، ويمنح نفسه رتبة "الفريق". وقبل أيام كرم ضرار آخر رئيس وزراء في حكومة الرئيس المعزول عمر البشير، ودعا خلال حفل التكريم إلى منح شرق السودان حق تقرير المصير.
شيبة ضرار رئيس مؤتمر البجا المسلح
— اللمين (@ohajior) December 7, 2022
اغلقنا الميناء وخط السكة حديد وسنغلق العقية وسواكن pic.twitter.com/Cmre9UzfAA
ولم تصدر السلطات الحكومية أي بيان أو تعليق على خطوة إغلاق الموانئ، فيما علم "العربي الجديد" من مصادر بولاية البحر الأحمر بتحركات من أجسام أخرى ونقابات العاملين في الموانئ للوقوف ضد الإغلاق، لما له من تأثير سلبي على الموانئ وعلى العاملين الذين يعتمدون عليه بشكل أساسي في حياتهم اليومية.
يقول شيبة ضرار، رئيس تحالف أحزاب وقوات شرق السودان، لـ"العربي الجديد"، إن خطة الإغلاق مستمرة ولا تراجع عنها إلا بعد حصول شرق السودان على كافة حقوقه وتمثيله العادل في مؤسسات السلطة، بما في ذلك القصر الرئاسي، موجهاً انتقادات حادة لتوقيع الاتفاق الإطاري، وذكر أن الموقعين عليه لا يمثلون الشرق، المهضومة ثرواته منذ الاستقلال قبل أكثر من 60 عاماً.
وأكد ضرار أن ما يقوم به التحالف ليس لصالح أي جهة بما في ذلك المكون العسكري أو قوى إعلان الحرية والتغيير، كما نفى وجود أي صلة بينهم وبين النظام السابق، مبيناً أن ترحيبهم برئيس الوزراء الأسبق محمد طاهر إيلا حصل لكونه واحدا من رجال شرق السودان، وشدد على أنهم دعاة حقوق، وهدد بالرد على أي طريقة لتفريقهم أو الاعتداء عليهم بالوسائل والأدوات ذاتها.
وجدد شيبة ضرار تأكيده على أن مطالبهم تتمثل في المشاركة في السلطة، وتقسيم الثروة، وتوظيف أبناء الشرق في الخدمة المدنية والسلك الدبلوماسي، وإنهاء كل مظاهر التهميش.