السودان: عودة الهدوء إلى مدينة الفاشر والجيش ينفي مسؤوليته عن الهجوم

12 مايو 2024
جنود من الجيش السوداني بجوار مبنى في الخرطوم، 25 مايو 2023 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الجيش السوداني ينفي هجومه على قوات الدعم السريع في الفاشر، متهمًا إياها بشن هجوم غادر وتخريب محطة الكهرباء، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين.
- معارك عنيفة تشهدها مدينة الفاشر بين الجيش وقوات الدعم السريع، مع حصار يفرضه الأخير سعيًا للسيطرة على المدينة كموقع استراتيجي، وسط تحذيرات دولية من تصعيد القتال.
- الجيش يؤكد صد الهجوم وكبد قوات الدعم خسائر، متهمًا إياها بمحاولة حشد المرتزقة والكذب لاستعطاف المجتمع الدولي، مع التأكيد على الدفاع عن البلاد والتزام بقوانين الحرب.

نفى الجيش السوداني، يوم السبت، هجومه على قوات الدعم السريع المتمركزة حول مدينة الفاشر غربيّ البلاد، التي عاد إليها هدوء نسبي في ساعات الليل. وقال الجيش في بيان له صدر عن الناطق الرسمي باسمه، العميد نبيل عبد الله، إن من أسماها "مليشيا الدعم السريع" هي التي شنّت الهجوم الغادر، يوم الجمعة، على مواقع الجيش شرقيّ المدينة، كما خربت المليشيا محطة الكهرباء، وقصفت الأحياء المتاخمة لمنطقة الهجوم بقذائف المدفعية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين.

وتشهد مدينة الفاشر، منذ الجمعة، معارك عنيفة بين الجيش وحركات مسلحة موقعة على اتفاق سلام مع الحكومة من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، أدت إلى مقتل عدد غير محصور من المدنيين، وإصابة آخرين. وتفرض قوات الدعم حصاراً على المدينة سعياً للسيطرة عليها كموقع استراتيجي يسهل عمليات استيلائها على مدينة الأبيض ومدن أخرى.

وكانت الولايات المتحدة وأطراف دولية أخرى قد حذرت من دخول الدعم السريع إلى مدينة الفاشر وتصعيد المعارك بحجة تأثيرها على مئات الآلاف من النازحين الذين يعيشون في معسكرات حول المدينة. وأوضح الجيش في بيانه أن قواته والقوات المشتركة من أطراف السلام تمكنوا من صدّ الهجوم وكبدوا الدعم السريع خسائر كبيرة، ما اضطرها إلى الانسحاب، وفي الوقت نفسه أصدرت المليشيا، كما يقول الجيش، "بيانها الكذوب في محاولة لطمس الحقائق وإلصاق جرائمهم المعهودة بالغير ولاستعطاف المجتمع الدولي كذباً وتحايلاً".

وكانت قوات الدعم السريع قد أصدرت بياناً ذكرت فيه أن الجيش هو من بادر بالهجوم عليها في الفاشر، وأن الجيش هاجمها بالمدفعية الثقيلة، ما أدى إلى وقوع إصابات وسط المدنيين في الأحياء السكنية، مشيرةً إلى استجابة الدعم السريع لنداءات وزعماء القبائل والمنظمات المحلية والدولية بعدم إطلاق النار حفاظاً على أرواح المدنيين، وأنها مارست أقصى درجات ضبط النفس بعد تعدد الهجمات عليها، لكنها ستدافع عن نفسها، وتتصدى لأي هجوم جديد. 

وأبان الجيش أنه يتابع "محاولات الدعم المتكررة لحشد المرتزقة والمجرمين من مختلف المناطق وإغرائهم بالمال والمنهوبات لشنّ هذا الهجوم الفاشل على مدينة الفاشر، بل ظلوا يهددون بذلك طوال الوقت من خلال فيديوهات نشروها بأنفسم". وأضاف البيان أن "ذلك هو السلوك المعتاد من قبل مليشيا آل دقلو وأعوانهم في الكذب والتلفيق وأصبح سمة ملازمة لها منذ إشعالها لهذه الحرب ضد الدولة والمواطن السوداني الذي أصبح على قناعة تامة بزيف وبطلان إدعاءاتهم"، على حد ما جاء في البيان. 

وأكد الجيش أن القوات المسلحة وقوات أطراف السلام ماضون بقوة في الدفاع عن كل شبر ومرفق ومواطن بهذا البلد من منطلق مسؤوليتها الدستورية والوطنية في حماية الأرض والعرض والمواطن "حتى تخليص البلاد من هذه المليشيا المجرمة وأعوانها قريباً مع تقيدها التام بقوانين وأعراف الحرب وقواعد الاشتباك كقوات محترفة ومحترمة".

من جهة أخرى، أفادت مصادر "العربي الجديد" من الفاشر بسقوط قتيل وعشرات الجرحى، جراء معارك، يوم السبت، أحدثت توتراً وقلقاً بين المدنيين، وأغلقت المحال التجارية أبوابها، وتضرر عدد من المنازل بالقصف المدفعي، وشهدت المدينة هدوءاً نسبياً في ساعات الليل.

المساهمون