اشتباكات السودان: دعوات لهدنة جديدة بين الجيش و"الدعم السريع" بمناسبة عيد الفطر

20 ابريل 2023
أكد غوتيريس أن الهدنة يجب أن تكون خطوة أولى على طريق وقف إطلاق نار دائم (Getty)
+ الخط -

دعا الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريس والخارجية الأميركية، اليوم الخميس، طرفي القتال في السودان إلى الالتزام بهدنة "لمدة 3 أيام على الأقلّ" بمناسبة عيد الفطر.

وجاءت تصريحات الأمين العام بعد انتهاء اجتماع عقده عن بعد مع ممثلين عن الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والهيئة الحكومية الدولية للتنمية (إيغاد)، وممثلين عن عدد من الدول. 

وقال غوتيريس متحدثا إلى الصحافيين عن الاجتماع المغلق: "أجمع الحضور على إدانة الاقتتال الدائر في السودان والمناشدة بوقف الأعمال العدائية". وقال إن "الأولوية الأولى هي وقف إطلاق النار وبشكل فوري خلال أيام عيد الفطر، للسماح للمدنيين العالقين في مناطق العنف بالخروج والحصول على المعونات الطبية والغذائية وغيرها".

وأكد أن "هذا يجب أن يكون خطوة أولى على طريق وقف إطلاق نار دائم"، مشيرًا إلى أنه أجرى العديد من الاتصالات خلال الأيام الماضية من أجل عمل كل ما يمكن لتحقيق ذلك. وأضاف: "وقف الأعمال العدائية يجب أن يتبعه حوار جاد، يسمح بمرحلة انتقالية ناجحة، بدءًا من تعيين حكومة مدنية.. يجب أن يتوقف القتال على الفور". وعبر عن قلقه البالغ "إزاء الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين، والوضع الإنساني المروّع، واحتمالات وقوع مزيد من التصعيد".

وتابع: "القتال في المناطق الحضرية يشكل خطرا بشكل خاص على المدنيين، بمن فيهم الأطفال الذين أُجبروا مرارًا وتكرارا على اللجوء إلى المدارس، كما جرى إجلاؤهم مرارا وتكرارا من المستشفيات والنيران"، ووصف كل ما يحدث بـ"المشين".

وأكد غوتيريس أن "العمليات الإنسانية متوقفة أو شبه مستحيلة بسبب الاقتتال، حيث تعرضت المستودعات والمركبات وغيرها من المنشآت للهجوم والنهب والاستيلاء، ناهيك عن استهداف العاملين في المجال الإنساني"، وشدد على ضرورة وقف كل ذلك وبشكل فوري. 

وذكر جميع أطراف النزاع بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي، بما في ذلك ضمان سلامة وأمن العاملين في مجال المساعدات الإنسانية. وعبر عن قلقه كذلك إزاء أوضاع موظفي الأمم المتحدة في السودان والذين يصل عددهم إلى قرابة 4 آلاف، أغلبهم من السودانيين. وقال إن الكثير من موظفي الأمم المتحدة عالقون في بيوتهم في مناطق النزاع النشطة، مؤكدا أن المنظمة تعمل كل ما بوسعها لدعمهم.

وقال إنه سيستمر في استخدام "مساعيه بالتنسيق الوثيق مع الشركاء، لإرساء وقف لإطلاق النار وتخفيف حدة التوتر وبدء المحادثات السياسية".

بدورها، حثت منظمة الصحة العالمية طرفي الصراع في السودان الخميس على وقف القتال للسماح للمصابين بالحصول على الرعاية الطبية وفتح ممر إنساني للعاملين في مجال الصحة والمرضى وسيارات الإسعاف.

وقال أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط خلال مؤتمر صحفي عبر الإنترنت: "ندعو جميع الأطراف إلى تطبيق توقف إنساني مستدام في أقرب وقت ممكن ليتسنى للمحاصرين بسبب القتال أن يحتموا".

وأضاف أن هذا التوقف الإنساني ضروري ليحصل المدنيون على الأغذية والمياه والأدوية وحتى يسعى المصابون إلى تلقي الرعاية الطبية.

أميركا تحث على تمديد وقف إطلاق النار حتى نهاية العيد

بدورها، حثت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الخميس، طرفي الصراع في السودان على تمديد وقف إطلاق النار حتى نهاية عطلة عيد الفطر.

وقالت الخارجية الأميركية إن واشنطن ترى أن وقف إطلاق النار مدة 24 ساعة، الذي أُعلن أمس الأربعاء، صمد إلى حد كبير على الرغم من تجدد إطلاق النار الكثيف اليوم الخميس.

أبو الغيط: فرصة لالتقاط المواطنين أنفاسهم

بدورها، جددت جامعة الدول العربية مناشدتها كافة الأطراف في السودان، القوات المسلحة والدعم السريع، الإعلان عن وقف إطلاق النار في أيام عيد الفطر، بما يسمح للمدنيين بالتقاط الأنفاس، وقضاء احتياجاتهم الإنسانية، والتعامل مع الحالات الإنسانية الحرجة والعاجلة.

وجاء ذلك في كلمة للسيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الخاص والطارئ حول الوضع في السودان، الذي نظمته اليوم مفوضية الاتحاد الأفريقي، عبر تقنية الاتصال المرئي. وأكد أبو الغيط "ضرورة الانخراط الجاد من أجل تحقيق وقف إطلاق نار يتم احترامه ويسمح بفتح ممرات إنسانية واستعادة المسار السلمي، مع التأسيس لمرحلة جديدة تلبي طموحات الشعب السوداني وتعزز الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي في هذا البلد الهام".

 

وبحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، في اتصال هاتفي الخميس مع نظيره البريطاني جيمس كليفرلي، تطورات الأوضاع في السودان. ودعا الوزيران طرفي الصراع في السودان إلى وقف إطلاق النار والتصعيد العسكري، وإنهاء العنف، وحماية المدنيين، وتوفير ممرات آمنة للعمليات الإنسانية.

كذلك، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان البرهان ومحمد حمدان دقلو "حميدتي" إلى وقف الاشتباكات.

وجاء ذلك في اتصالين هاتفيين منفصلين أجراهما الخميس، بحث خلالهما التطورات في السودان، بحسب بيان صادر عن دائرة الاتصال بالرئاسة التركية.

وبحث أردوغان مع البرهان وحميدتي التطورات الأخيرة في السودان، وأكد أن بلاده تتابع الأحداث الأخيرة في السودان "بقلق ضمن مشاعر الأخوة". وذكر أن تركيا دعمت بكل صدق المرحلة الانتقالية في السودان منذ البداية.

ودعا الرئيس التركي كلا من البرهان وحميدتي إلى "وقف الاشتباكات والحد من إراقة دماء الإخوة والعودة إلى طاولة الحوار". كما دعا إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لضمان وحدة المجتمع السوداني وعدم إغلاق الباب أمام المحادثات والاتصالات وحل المشاكل بهدوء.

وتتواصل الاشتباكات بين الجيش و"قوات الدعم السريع" لليوم السادس، رغم الإعلان أكثر من مرة عن التوصل إلى هدنة، فيما وصل عدد القتلى إلى أكثر من 270 مدنياً في المعارك الدائرة، وسط تزايد القلق الدولي من تفاقم الخطر المحدق بالمدنيين من السودانيين، خصوصاً مع تحذيرات أممية من نفاد الغذاء والماء والوقود وغير ذلك من الإمدادات الحيوية، فيما يحتاج الكثيرون إلى الرعاية الصحية الطارئة.