أكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أنّ بلاده تعتبر الولايات المتحدة الأميركية "بلداً صديقاً"، مبيّناً أنّ حكومته تعمل على تنظيم وترتيب العلاقة مع التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن لضرب تنظيم "داعش" في العراق وسورية.
يأتي ذلك في وقت يخطط السوداني لإجراء زيارة رسمية إلى واشنطن خلال الفترة المقبلة، على رأس وفد وزاري كبير من حكومته.
وقال السوداني في مقابلة أجرته معه صحيفة "الصباح"، الرسمية، نشرت اليوم الأربعاء، إنّ "وفداً حكومياً سيزور واشنطن قريباً"، في إشارة إلى زيارة مرتقبة يجريها وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ومسؤولون حكوميون من المرجح أن تجري نهاية الأسبوع المقبل.
وفي حديثه عن العلاقة مع الولايات المتحدة، قال: "هي بلد صديق وشريك استراتيجي للعراق، وإن جميع القوى السياسية تؤيد ذلك (في إشارة إلى الإطار التنسيقي)"، مبيّناً أنّ "موقفنا واضح وصريح بأنّ العراق ليس بحاجة لقوات قتالية، ولدينا أجهزة أمنية قادرة على ضبط الأمن في البلاد، تجاه أي تهديد".
وأضاف السوداني أنّ وجود التحالف الدولي يحتاج إلى إعادة ترتيب لشكل العلاقة بشكل قانوني وشفاف، يُعلن أمام القوى السياسية والبرلمان، مشيراً إلى أنّ الحكومة تجري حواراً مع التحالف الدولي بشأن ذلك.
وتابع: "شكلنا في اجتماعاتنا بمجلس الأمن الوطني فريقاً من الأجهزة الأمنية لإجراء هذا الحوار، وقريباً سيتم التوصل إلى الصيغة النهائية حتى تكون معلنة وواضحة وصريحة، وستنظم شكل هذا التواجد".
وكان السوداني قد أكد خلال زيارته إلى فرنسا، التي جرت في 28 يناير/ كانون الثاني المنصرم، حاجة بلاده إلى نمط جديد من التعاون مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ضد تنظيم "داعش" في العراق وسورية.
ويواجه السوداني ضغوطاً من قبل فصائل مسلحة وقوى سياسية في "الإطار التنسيقي"، بشأن تحركه نحو ملف الوجود الأميركي في البلاد.
وكان العراق أعلن رسمياً تحول مهام القوات الأميركية إلى استشارية في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2021، ضمن الاتفاق الموقع بين البلدين، وبعدد لا يتجاوز ألفي عسكري، وتوجد تلك القوات في ثلاثة مواقع رئيسية بالعراق، هي: قاعدة "عين الأسد"، الواقعة على بعد 130 كيلومتراً من مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غربي البلاد، وقاعدة "حرير" شمال أربيل، ضمن إقليم كردستان العراق، إلى جانب معسكر "فيكتوريا"، الملاصق لمطار بغداد، الذي توجد فيه وحدة مهام وتحليل معلومات استخبارية، إضافة إلى السفارة الأميركية وسط بغداد.