السوداني في زيارة إلى مصر وتونس: جولة لبحث تطورات المنطقة

27 اغسطس 2024
محمد شياع السوداني خلال لقائه الرئيس المصري اليوم (إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تهدئة الأوضاع الإقليمية:** جولة السوداني تشمل مصر وتونس لبحث تهدئة الأوضاع بعد تصعيد الحرب على غزة، ولقاء السيسي لتعزيز التعاون ومناقشة التطورات الدولية.
- **تعزيز العلاقات الاقتصادية:** مناقشة الملفات الاقتصادية والاستثمارية، ودعوة الشركات المصرية والتونسية للعمل في العراق، مع تأكيد دعم مصر لوحدة وسيادة العراق.
- **التعاون العربي المشترك:** بحث التعاون في البنية التحتية، التنمية العمرانية، السياحة، الطاقة، والنقل، مع التركيز على خفض التصعيد الإقليمي وضمان حقوق الشعب الفلسطيني.

بدأ رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اليوم الثلاثاء، جولة خارجية تشمل مصر وتونس، فيما أكدت مصادر حكومية أن جولة السوداني تهدف إلى تهدئة الأوضاع في المنطقة عقب التصعيد الحاصل فيها على إثر استمرار الحرب على قطاع غزة.

وبحسب بيان لمكتبه الإعلامي، فإنّ "السوداني بدأ زيارة رسمية تشمل جمهورية مصر العربية، وكان في استقباله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي بحث معه مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين، وآخر التطورات الدولية في المنطقة"، مشيراً إلى أن "مباحثات موسعة، سيجريها رئيس الوزراء مع نظيره المصري بشأن تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات والقطاعات".

من جهتها، قالت مصادر حكومية عراقية، لـ"العربي الجديد"، إن "زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تأتي من أجل بحث حلول لوقف الإبادة في غزة، ومنع أي تصعيد جديدة قد يجر المنطقة إلى توسيع الحرب، وهذا الملف سوف يتصدر الملفات الأخرى". وأضافت المصادر أن "السوداني سيناقش في مصر وتونس الملفات المشتركة، خاصة الملفات ذات الطابع الاقتصادي والاستثماري، ودعوة الشركات المصرية والتونسية للعمل في العراق ضمن حملات الإعمار والخدمات التي تجريها الحكومة العراقية الحالية".

وأكد عضو لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية، النائب عامر الفايز، لـ"العربي الجديد"، أن "زيارة السوداني بهذا التوقيت مهمة جداً، في ظل تصاعد الأوضاع الأمنية في المنطقة، وأن العراق يريد لعب دور التهدئة، خاصة أنه يمتلك علاقات جيدة وطيبة مع كل دول المنطقة والعالم، وقادر على لعب هذا الدور". وأوضح أن "السوداني سيبحث مع المسؤولين في مصر وكذلك تونس ملف الحرب في غزة وإمكانية تقديم مساعدات إلى أهلها، إضافة إلى ملفات أمنية واقتصادية مشتركة مع البلدين، وتعزيز الشراكة وتطوير العلاقات على مختلف الصعد".

وأضاف النائب العراقي، أن "العراق يريد تقوية علاقاته الخارجية مع كل دول المنطقة والعالم، ولهذا فإن رئيس الوزراء يجري جولات خارجية بين حين وآخر لتقوية تلك العلاقات"، مشيراً إلى أن "العراق يريد استعادة دوره القيادي والريادي في المنطقة، خاصة أنه استطاع خلال الفترات الماضية حل بعض المشاكل الإقليمية عبر وساطات مهمة، كونه يمتلك علاقات طيبة مع كل دول العالم". ومنذ تسلم السوداني رئاسة الحكومة العراقية يعمل على بناء علاقات متوازنة مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية، ساعياً إلى إبعاد البلاد عن سياسة المحاور.

وحضر خلال استقبال السيسي لرئيس الوزراء العراقي وفد حكومي عراقي رفيع المستوى، يضم نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، ووزير التجارة، وعددٌ من كبار المسؤولين العراقيين، وذلك بحضور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، ووزراء الخارجية والإسكان والاستثمار والبترول، من الجانب المصري.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن "اللقاء تضمن الإعراب عن الارتياح للمستوى المتميز الذي وصلت إليه العلاقات بين الدولتين، التي تستند إلى رصيد تاريخي كبير من الأخوة الصادقة والدعم المتبادل بين البلدين والشعبين".

وحرص الرئيس المصري، في هذا الإطار، على تأكيد دعم مصر الكامل لوحدة العراق وسيادته وسلامة أراضيه، وكذا دعمها لجهود تحقيق الاستقرار والأمن والتنمية فيه، وتعزيز الروابط بينه وبين محيطه العربي، كما توافق الزعيمان على أن الظروف الراهنة تستوجب تكثيف العمل العربي المشترك، على المستويين الثنائي والجماعي، منوهَيْن في هذا الصدد إلى آلية التعاون الثلاثي بين مصر والعراق والأردن، ومؤكدَيْن مواصلة العمل على إنجاح مشروعاتها وتحقيق أهدافها، لتصبح نموذجاً للتعاون العربي والتكامل الإقليمي.

كما تطرق اللقاء إلى التباحث بشأن التعاون الثنائي القائم بين الدولتين، خاصة في ما يتعلق بالجهود الجارية لزيادة الاستثمارات المتبادلة والمشتركة، وكذا التعاون في مجالات البنية التحتية والتنمية العمرانية، والسياحة، والطاقة، والنقل والصناعة، بهدف الاستغلال الأمثل لموارد البلدين لما يحقق صالح شعبيهما الشقيقين، وقد أشاد رئيس الوزراء العراقي، في هذا الإطار، بما تمتلكه مصر من خبرات واسعة، ونجاحات مشهود لها، في تلك المجالات.

وأضاف المتحدث الرسمي أن المباحثات شهدت تبادل الرؤى بشأن سبل الخروج بالإقليم من الأزمات الخطيرة التي تعصف به وتهدد استقراره ومقدرات شعوبه، حيث توافقت الآراء بشأن ضرورة التهدئة وخفض التصعيد الإقليمي، وأكد الزعيمان، في هذا السياق، ضرورة قيام المجتمع الدولي بالضغط المكثف لإتمام اتفاق التهدئة ووقف إطلاق النار بغزة، مشدّدين على ضرورة إنهاء المأساة الإنسانية التي يشهدها القطاع، والتوقف عن التصعيد الإسرائيلي المستمر بالضفة الغربية، مع ضرورة إطلاق مسار سياسي جاد، يضمن حصول الشعب الفلسطيني على حقه، المشروع والعادل، في دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبار ذلك هو السبيل المستدام لإرساء السلام والأمن والتنمية في المنطقة.

المساهمون