السوداني إلى طهران: سورية والفصائل العراقية على طاولة النقاش

01 يناير 2025
السوداني إلى جانب بزشكيان في بغداد، 11 سبتمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يزور طهران لمناقشة التطورات في سورية وموقف العراق منها، بالإضافة إلى العلاقات مع الفصائل العراقية الحليفة لإيران، في إطار التشاور المستمر بين البلدين.
- السوداني قلق من الأوضاع في سورية بسبب التنظيمات المسلحة، وزار الأردن والسعودية لبحث تأثيرات الوضع السوري، وأرسل وفداً إلى دمشق لمناقشة مستقبل سورية، وسيتم نقل هذه التصورات إلى إيران.
- العراق يسعى لدور إيجابي في استقرار سورية، وتهدئة الفصائل المسلحة، واستئناف عمل البعثة الدبلوماسية في دمشق، مؤكداً على أهمية استقرار المنطقة.

من المقرر أن يجري رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، زيارة لطهران في غضون الأيام القليلة المقبلة. وأكدت مصادر عراقية أن الزيارة تهدف إلى بحث ملف التطورات في سورية وموقف العراق تجاهها وتجاه الفصائل العراقية الحليفة لإيران، ولم تعلن الحكومة العراقية الزيارة وموعدها، إلا أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، كشف عنها، ووفقاً لما ذكرته وكالة تسنيم الإيرانية، أمس الثلاثاء.

وأشار بقائي، لوكالة تسنيم، إلى أن رئيس الوزراء العراقي سيجري خلال هذه الزيارة المرتقبة محادثات مع كبار المسؤولين الإيرانيين". وأضاف أن "هذه الزيارة تأتي في سياق استمرار التشاور بين البلدين لتطوير العلاقات الثنائية وتبادل الآراء حول التطورات الجارية في المنطقة"، من دون كشف مزيد من التفاصيل.

والزيارة المرتقبة للسوداني هي الأولى من نوعها لرئيس الوزراء العراقي، بعد أحداث سورية الأخيرة وتغير موقف بغداد إزاء تلك الأحداث، إذ كانت حكومة السوداني قد أظهرت في بداية الثورة السورية موقفاً متشدداً منها (الثورة السورية)، ولوحت بتدخل العراق وعدم سكوته، إلا أنها سرعان ما غيرت موقفها بعد انهيار نظام بشار الأسد، محاولة أن تبدأ صفحة جديدة مع الإدارة السورية الجديدة وعدم التدخل في الشأن السوري.

وأبدى رئيس الوزراء العراقي مرات عدة قلقه من الأوضاع في سورية لوجود تنظيمات مسلحة وعناصر تنظيم "داعش" والتنظيمات المسلحة فيها، وقد أجرى زيارات خاطفة للأردن التقى فيها العاهل الأردني عبد الله الثاني، ومن ثم المملكة العربية السعودية، والتقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وبحث معهما تطورات سورية وتأثيرها في المنطقة، ومن ثم أرسل السوداني إلى سورية وفداً رفيعاً برئاسة رئيس جهاز المخابرات العراقي، حميد الشطري، الذي التقى قائد إدارة العمليات العسكرية في سورية، أحمد الشرع.

نائب في البرلمان العراقي عن لجنة العلاقات الخارجية، أكد لـ"العربي الجديد" أن "السوداني سيبحث مع المسؤولين الإيرانيين ملف سورية تحديداً، وتأثيراته في المنطقة، ونتائج زياراته للرياض وعمان، فضلاً عن زيارة رئيس جهاز المخابرات العراقي حميد الشطري لدمشق الأسبوع الفائت". وأوضح النائب العراقي، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن "العراق يحتل موقعاً جغرافياً يجعله معنياً بالملف السوري أكثر من غيره، من جهة إيران أو تركيا، والتحركات السياسية مهمة جداً في هذه الفترة، والسوداني يحاول لعب دور إيجابي يتماشى مع رغبة دولية وعربية في تثبيت الأوضاع السورية والمساعدة في مرحلتهم الانتقالية هذه".

وأضاف أن "زيارة الوفد العراقي ولقاء أحمد الشرع كانت مهمة، نوقش خلالها مستقبل سورية وعلاقاتها بدول المنطقة، ومنها إيران، وأن الوفد العراقي سينقل إلى حكومة طهران التصورات التي وجدها في دمشق"، مشيراً إلى أن "ملف الفصائل المسلحة العراقية سيناقشه السوداني مع القيادات الإيرانية، وضرورة التهدئة وضبط تحركاتها".

ولفت إلى أن "السوداني يبذل جهداً كبيراً من أجل أن يبعد العراق عن أي أزمات ولا يريد أن يكون ساحة للعداء ولتصفية حسابات الدول الأخرى". وكان السوداني قد أعلن أنه قرر استئناف عمل بعثة العراق الدبلوماسية في دمشق، وهي خطوة تمثل إبداء حسن النية، مؤكداً تطلعه إلى الاستقرار في المنطقة، وفي سورية تحديداً.

والاثنين الماضي، أجرى وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية السوري في الإدارة الجديدة، أسعد حسن الشيباني. وذكر بيان للوزارة أن حسين استهل الاتصال بتقديم التهاني للشيباني بمناسبة تسلمه مهامه وزيراً للخارجية السورية، كذلك ناقش الوزيران القضايا ذات الاهتمام المشترك، وأكدا أن استقرار البلدين وأمنهما مترابطان، بحسب البيان الصادر من بغداد.

المساهمون