افتتحت دولة السنغال، اليوم الاثنين، قنصلية عامة بمدينة الداخلة بالمغرب، ثاني أكبر مدينة في الصحراء بعد العيون، لتكون بذلك التمثيلية الدبلوماسية الـ21 بكل من الداخلة والعيون المجاورة لها.
وترأست وزيرة الخارجية والسنغاليين بالخارج، عيساتا تال سال، إلى جانب نظيرها المغربي، ناصر بوريطة، حفل افتتاح القنصلية العامة، الذي عرف مشاركة أعضاء الوفد السنغالي ومسؤولين مغاربة وممثلين عن الدول التي افتتحت في وقت سابق تمثيليات دبلوماسية لها بمدينة الداخلة الجنوبية.
وتعد قنصلية السنغال العاشرة من نوعها في مدينة الداخلة، بعدما احتضنت في وقت سابق قنصليات كل من بوركينافاسو، وهايتي، والكونغو الديمقراطية، وغامبيا، وغينيا، وجيبوتي، وليبيريا، وغينيا الاستوائية، وغينيا بيساو.
في حين عرفت مدينة العيون، كبرى حواضر الصحراء، افتتاح كل من جزر القمر والغابون وجمهورية أفريقيا الوسطى، وساوتومي وبرينسيبي، وبوروندي، وكوت ديفوار، وإسواتين وزامبيا، والإمارات، والبحرين، والأردن لقنصليات لها بالمدينة.
🇲🇦🇸🇳
— الدبلوماسية المغربية 🇲🇦 (@MarocDiplo_AR) April 5, 2021
افتتح هذا الصباح، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، ووزيرة الخارجية والسنغاليين بالخارج، السيدة عيساتا تال سال، القنصلية العامة للسنغال بالداخلة. #الصحراء_المغربية 🇲🇦@PR_Senegal@AissataOfficiel@Morocco_Senegal pic.twitter.com/3RJTRT9uKA
ويشكل افتتاح السنغال لقنصلية بالداخلة دعماً جديداً للدبلوماسية المغربية التي تراهن على إقدام دول أفريقية وعربية أخرى ودول كبرى ودول في الاتحاد الأوربي على خطوات مشابهة، خاصة بعد الخطوة التي كانت قد اتخذتها الإدارة الأميركية السابقة بالاعتراف بسيادة الرباط على الصحراء.
كما يأتي افتتاح القنصلية الجديدة بعد ساعات من إنهاء وفد من "الديمقراطيين الأميركيين الشباب" زيارتهم لمدينة الداخلة، حيث التقى عددا من المسؤولين المحليين، ودعا المستثمرين إلى التوطين الاقتصادي في المنطقة.
وأثار افتتاح المزيد من القنصليات الأفريقية والعربية في مدينتي العيون والداخلة في الأقاليم الجنوبية، خلال الأشهر الماضية، غضب جبهة "البوليساريو"، التي سارعت إلى إصدار بيان غاضب، وصفت فيه هذا الافتتاح بـ"الاستفزاز الجديد والخطير". ودعت الجبهة الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى اتخاذ إجراءات عملية لوقف ما سمتها "الاستفزازات المغربية لخطيرة".
وعلى نحو لافت، بدا أنّ الدبلوماسية المغربية تستغلّ مرحلة الجمود التي يمرّ بها ملف الصحراء لتسجيل نقاط على خصوم وحدتها الترابية، وتحديداً جبهة "البوليساريو"، بفضل استراتيجيتها القائمة على حثّ الدول على الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، وتأكيد الأمر على أرض الواقع من خلال خطوات قانونية تتمثّل بفتح قنصليات، فيما شكل الإعلان الرئاسي الذي أصدره الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، في 10 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، والقاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء وإعلان فتح قنصلية أميركية بالداخلة، ترجيحاً لكفة المغرب في النزاع الذي تعتبره الرباط "مفتعلا"، وكسراً لقاعدة التوازن التي كانت تسلكها الإدارات الأميركية المتعاقبة بهذا الشأن.