قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، الخميس، إنّ بلاده "متفائلة بعلاقة ممتازة مع الولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس جو بايدن".
وأضاف بن فرحان، في تصريحات لقناة "العربية" السعودية شبه الرسمية، نشرت مقتطفات منها الخميس، عبر موقعها الإلكتروني، أنّ التعيينات في إدارة بايدن "تدل على تفهمها للملفات والقضايا المشتركة بين واشنطن والرياض"، دون تقديم تفاصيل. وتابع: "علاقتنا مع أميركا علاقة مؤسسات ومصالحنا المشتركة لم تتغير".
وكانت تقارير إعلامية أميركية توقعت "علاقة متوترة" بين السعودية وإدارة بايدن، بعد 4 سنوات منح فيها الرئيس السابق دونالد ترامب الرياض كل الدعم.
ويقول مراقبون إنّ المملكة تشعر بقلق من احتمال أن تتراجع إدارة بايدن عن العقوبات ضد إيران وتعود للاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب، وتحد من مبيعات الأسلحة للرياض وتحاسبها على مسألة الحقوق.
وفي هذا الصدد، قال بن فرحان، في تصريحاته لقناة "العربية"، اليوم: "سنتشاور مع الولايات المتحدة بخصوص الاتفاق مع إيران؛ ليكون ذا أساسٍ قوي". ولفت إلى أن الدول الأوروبية تتفهم أن الاتفاق السابق مع طهران يحوي نواقص، في إشارة إلى عدم شموله برنامج طهران للصواريخ الباليستية.
وأضاف أنّ "ضعف اتفاقيات سابقة مع إيران سببه عدم التنسيق مع دول المنطقة، وعلى النظام الإيراني أن يغير أفكاره ويركز على رخاء شعبه". وتابع: "يدنا ممدودة للسلام مع إيران، لكنها لا تلتزم باتفاقياتها"، مؤكداً أن دعوات إيران للحوار تهدف للتسويف والهروب من أزماتها.
والثلاثاء، رحب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بدعوة قطر لحوار شامل في المنطقة بين طهران ودول الخليج. وأضاف عبر "تويتر": "أكدنا باستمرار أن حل تحدياتنا يكمن في التعاون لتشكيل منطقة قوية بشكل مشترك، منطقة سلمية ومستقرة ومزدهرة وخالية من الهيمنة العالمية أو الإقليمية".
Iran welcomes my brother FM @MBA_AlThani_'s call for inclusive dialogue in our region
— Javad Zarif (@JZarif) January 19, 2021
As we have consistently emphasized, the solution to our challenges lies in collaboration to jointly form a 'strong region': peaceful, stable, prosperous & free from global or regional hegemony.
افتتاح السفارة السعودية بالدوحة "خلال أيام"
وحول إعادة العلاقات الدبلوماسية مع قطر، قال بن فرحان إنّ "إعادة فتح السفارة السعودية في الدوحة ستجري خلال أيام، وهناك فريق فني سعودي يعمل على ذلك". وأكد أن "جميع الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) متفقة على أهمية المصالحة مع قطر".
وأشار إلى أن "اتفاق (قمة) العلا (الخليجية) يضع الأساس لحل جميع المشاكل العالقة (بين دول الخليج)، ونثق في أن جميع من وقع على اتفاق العلا لديه النية لتنفيذه".
وفي 5 يناير/كانون الثاني الجاري، عقدت قمة دول مجلس التعاون الخليجي في مدينة العلا بالسعودية، بمشاركة أمير قطر تميم بن حمد، وأسفرت عن توقيع اتفاق للمصالحة الخليجية.
وفرضت السعودية والبحرين والإمارات ومصر، في يونيو/حزيران 2017، حصاراً برياً وبحرياً وجوياً على قطر، بزعم دعمها للإرهاب، وهو ما نفته الأخيرة، آنذاك، واعتبرته "محاولة للنيل من سيادتها".
الشأن اليمني
وفي الشأن اليمني، قال وزير الخارجية السعودي إنّ "اتفاق الرياض لبنة الأساس لحل سياسي وتسوية شاملة لأزمة اليمن". وأضاف: "إذا قرر الحوثيون أنّ مصلحة اليمن هي الأهم سيسهل التوصل لحل". واعتبر أن تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية" من جانب واشنطن "تصنيف مستحق".
وفي 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، تم توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي برعاية سعودية ودعم أممي.
ومن أبرز بنود الاتفاق تشكيل حكومة مناصفة بين الشمال والجنوب يشارك فيها المجلس الانتقالي (تم تشكيلها في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي).
(الأناضول)