الروبوتات المفخخة.. وسيلة الاحتلال لنسف وتفجير منازل الفلسطينيين شمالي قطاع غزة

13 أكتوبر 2024
أنقاض المنازل في جباليا شمالي قطاع غزة، 16 سبتمبر 2024 (محمود عيسى/الأناضول)
+ الخط -

جيش الاحتلال يستخدم الروبوتات المفخخة ويفجرها عن بعد لنسف المنازل

المرصد الأورومتوسطي: استخدام الروبوتات المفخخة محظور دولياً

الروبوتات من الأسلحة ذات الطابع العشوائي التي لا يمكن حصر أضرارها

اتهم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم الأحد، جيش الاحتلال الإسرائيلي باستخدام الروبوتات المفخخة المحمّلة بأطنان من المتفجرات في عمليات التدمير والقتل الواسعة التي ينفذها شمالي قطاع غزة خلال اجتياحه المتواصل لليوم التاسع على التوالي، مع تصعيد وتيرة جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين هناك عبر ارتكاب المجازر وجرائم القتل العمد والتجويع والتهجير القسري واسع النطاق.

وفي بيان له، ذكر المرصد أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي فصل محافظة شمال غزة عن مدينة غزة بالكامل من خلال تمركز الآليات ووضع السواتر الرملية وركام المنازل المدمرة، إلى جانب الغطاء الناري من الطائرات المسيّرة. وأشار إلى أنّه تلقى شهادات عديدة عن استخدام جيش الاحتلال الروبوتات المفخخة وتفجيرها عن بعد، محدثاً أضراراً واسعة النطاق في المنازل والمباني المحيطة وخسائر كبيرة في الأرواح، في وقت يتعطل بالكامل تقريباً عمل طواقم الإسعاف والدفاع المدني، باستثناء نطاق ضيق في بعض الأحياء.

وقال "الأورومتوسطي" إنّ استخدام إسرائيل الروبوتات المفخخة "أمر محظور بموجب القانون الدولي، إذ إن هذه الروبوتات تعد من الأسلحة ذات الطابع العشوائي التي لا يمكن توجيهها أو حصر آثارها فقط بالأهداف العسكرية، فنظراً لطبيعتها، هي تصيب السكان المدنيين على نحو مباشر، أو تصيب الأهداف العسكرية والمدنيين أو الأعيان المدنية بشكل عشوائي من دون تمييز. وبالتالي، تعد من الأسلحة المحظورة بموجب القانون الدولي، ويشكل استخدامها في المناطق السكنية جريمة دولية قائمة بحدّ ذاتها".

وفي إفادته لطاقم "الأورومتوسطي"، قال أحد الأشخاص المحاصرين في أحد الأحياء القريبة من حي القصاصيب جنوب غرب مخيم جباليا شمالي القطاع: "مساء يوم الأربعاء (9 أكتوبر/ تشرين الأول)، حدث انفجار هائل في حي القصاصيب على مقربة من مكاننا. كان صوت الانفجار قوياً جداً، لم أسمع بقوته من قبل، فقد أصبحنا نميّز بين أصوات الانفجارات، فنعرف إن كان هذا الصوت قصفاً من الطائرات أم المدفعية أم غيره. حقيقة، كان صوت الانفجار أقوى بمرات من صوت القصف الجوي، حتى إنّ الغبار الأبيض غطى المنطقة بالكامل. وتبين لنا لاحقاً أنّ هذا الانفجار ناتج عن تفجير روبوت محمّل بأطنان من المتفجرات، وأنّ هذا الروبوت يدمّر قرابة ستة أو سبعة منازل دفعة واحدة. جيش الاحتلال يفجّر الروبوت بالمنازل من دون علمه بوجود مدنيين داخلها أم لا".

ووثق الفريق الميداني للمرصد الأورومتوسطي تفجير جيش الاحتلال روبوتين آخرين في منطقة التوام وفي حي الزهراء الملاصق للدفاع المدني غرب مخيم جباليا، وروبوتاً آخر في محيط تقاطع أبو علي مصطفى في بئر النعجة بالمناطق الغربية لمخيم جباليا. ونقل المرصد الحقوقي، ومقرّه جنيف، عن شاهد آخر محاصر في منطقة الفالوجا قوله إنّ "هناك انفجارات هائلة حدثت في المنطقة المحاصرين فيها بالقرب من دوار الشرافي، لا يمكن تمييز ماهيتها"، مضيفاً أنّ "أكثر من 50 فرداً محاصرين حاليًاً في منزل، تعرّض ثلاثة منهم لإصابات من دون التمكن من نقلهم إلى المستشفى".

الروبوتات المفخخة.. ليست الوسيلة الوحيدة

وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي باستخدام تلك الروبوتات للمرة الأولى في غزة في مايو/ أيار الماضي، خلال الاقتحام الثاني لمخيم جباليا. وأدى ذلك حينها لاستشهاد عدد من المدنيين وتدمير منازل عدة في المخيم. ومع نهاية مايو/ أيار الماضي، خرجت صور من منطقة محطة تمراز وسط مخيم جباليا لاثنين من الروبوتات المفخخة المعدة للتفجير.

وأكد "الأورومتوسطي" أنّ جيش الاحتلال توسع في عمليات تدمير ونسف المنازل والمباني السكنية في مناطق توغله شمالي قطاع غزة، ويستخدم في ذلك ثلاث وسائل؛ وهي القصف الجوي، والروبوتات المفخخة، إلى جانب زراعة المنازل بالمتفجرات ونسفها، مشيراً إلى صعوبة الحصول على عدد دقيق لأعداد السكان داخل محافظة شمال غزة، إلا أنّ التقديرات تشير إلى وجود أكثر من 200 ألف إنسان في بقايا المنازل المدمرة ومراكز الإيواء، وهم يرفضون الخطط الإسرائيلية المنهجية والعلنية الرامية لتهجيرهم قسراً.

وأصدر جيش الاحتلال ما لا يقل عن ستة أوامر تهجير في غضون أسبوع، بما في ذلك إلقاء منشورات تطالب السكان بالتوجه إلى جنوب قطاع غزة. ونبّه "الأورومتوسطي" إلى وجود نحو 200 ألف آخرين في محافظة غزة يعانون هم أيضاً من القصف المستمر والجوع نتيجة توقف إدخال المساعدات والبضائع، وهو ما يعني أنّ أكثر من 400 ألف من السكان الموجودين شمال وادي غزة يتعرّضون لمختلف أنواع القتل والتشريد والتجويع.

وحذر من أنّ "مَنْ ينجو من القتل والقصف المباشر يبقى مهددّاً بالموت جوعاً أو عطشاً، حيث تمنع القوات الإسرائيلية إدخال أي مساعدات إلى شمال غزة، كما قامت بتدمير وحرق المخابز هناك، بالإضافة إلى تجريف ما كان متبقياً من آبار المياه. علاوة على ذلك، فإن السكان المحاصرين في منازلهم ومراكز الإيواء لا يستطيعون التحرك للبحث عن أي طعام في محيطهم، كما أنّ اضطرار بعضهم للنزوح الداخلي عدة مرات دفعهم للتخلّي عن أمتعتهم ومخزونهم من الطعام والماء، وبالتالي، فإنّ أغلبهم محاصرون بلا طعام أو مقومات حياة".

وبيّن "الأورومتوسطي" أنه رغم طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي من السكان النزوح إلى الجنوب عبر شارع صلاح الدين، إلا أنه يستهدفهم بمجرد خروجهم من منازلهم أو مراكز الإيواء التي يوجودون فيها. كما أنّ الطائرات الإسرائيلية أطلقت النار تجاه العديد من مراكز الإيواء وأصابت العشرات من النازحين داخلها. وطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بـ"التدخل الفوري لإنقاذ مئات الآلاف من سكان شمال غزة ووقف جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل للعام الثاني على التوالي، وفرض حظر أسلحة شامل عليها، ومساءلتها ومعاقبتها على كافة جرائمها، واتخاذ كافة التدابير الفعلية لحماية الفلسطينيين المدنيين هناك".

المساهمون