- تراكم القوة الأميركية في المنطقة يشكل رادعاً استراتيجياً للإيرانيين، مع تلقيهم رسائل تحذير من واشنطن.
- إسرائيل تناقش ضربة استباقية، لكن تفضل تجنب حرب شاملة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأميركية وعدم رغبة واشنطن في تصعيد إقليمي.
إسرائيل حائرة بشأن توقيت الرد الإيراني وحجمه
سلاح الجو الإسرائيلي عزز بشكل كبير طلعاته فوق لبنان
تستخدم إسرائيل الأقمار الصناعية التجسسية لمراقبة إيران
تعزّز دولة الاحتلال الإسرائيلي وسائل التجسس فوق إيران ولبنان، في الوقت الذي تواصل فيه انتظار الردّ الإيراني المحتمل على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وكذلك ردّ حزب الله على اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر أواخر يوليو/تموز الماضي.
وفي غمرة الاستعداد والتأهب، تبقى إسرائيل حائرة بشأن توقيت الردّ الإيراني وحجمه، وتتبدل تقديراتها يومياً تقريباً منذ أكثر من أسبوعين بناء على التطورات. وتشير تقديرات إسرائيلية نُشرت في صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، الثلاثاء، إلى أن ثمة أسبابا استراتيجية وأخرى محلية أو تكتيكية تؤخر الرد.
على المستوى الاستراتيجي، "ليس هناك شك في أن تراكم القوة الأميركية الكبيرة في المنطقة يشكل رادعاً، خاصة بالنسبة للإيرانيين، الذين يتلقون أيضًا عدداً لا بأس به من رسائل التحذير من واشنطن. وهذه القوة ليست دفاعية فحسب، بل تتمتع أيضاً بقدرات هجومية كبيرة. وأبرز مثال على ذلك الغواصة النووية التي تكلفت الولايات المتحدة عناء الإعلان عن وصولها إلى المنطقة، بهدف الردع"، بحسب التقديرات التي نشرتها الصحيفة العبرية.
وعلى المستوى التكتيكي، ذكرت الصحيفة العبرية، أنه منذ أن هدد حزب الله بالانتقام لاغتيال فؤاد شكر، عزز سلاح الجو الإسرائيلي بشكل كبير طلعاته التجسسية في سماء لبنان لمحاولة اكتشاف الاستعدادات لهجوم حزب الله. وأضافت: "إذا كان من السهل نسبياً بالنسبة لإسرائيل إجراء جولة استطلاعية في لبنان وبناء صورة استخباراتية، فمن الصعب إنتاج نفس الصورة للوضع في إيران البعيدة، وفي هذه الحالة تستخدم إسرائيل الأقمار الصناعية التجسسية الموجودة لديها. كما تعتمد إسرائيل إلى حد كبير على القدرات الأميركية المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط". وحتى اليوم، تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن الهجوم يقترب، إلا إذا حدث تغيير في قرارات الطرف الآخر (ايران وحزب الله) وتقديراته الاستخباراتية.
بالمقابل، شهدت تل أبيب نقاشات في الأيام الأخيرة، حول ضربة استباقية وقائية، ولكن في هذه المرحلة لا يزال المستوى السياسي يأمل في إمكانية إنهاء هذه الجولة من المواجهات دون حرب شاملة. كما أنه قبل شهرين ونصف من الانتخابات الأميركية، فإن واشنطن ليست معنية بحرب إقليمية، لكن لا يمكن لأي طرف ضمان عدم انزلاق التصعيد إلى حرب أوسع.