الرئيس اليمني يعلن قبوله بأي توصيات تقرها مشاورات الرياض

05 ابريل 2022
اشترط هادي قيام عملية السلام على أسس تضمن العدالة والمساواة لكل اليمنيين (Getty)
+ الخط -

رحّب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، مساء الإثنين، بأي توصيات تقرها المشاورات التي تستضيفها الرياض، بمشاركة 800 شخصية من مختلف المكونات السياسية اليمنية باستثناء جماعة الحوثيين.

وجاء ترحيب الرئيس هادي، قبل ثلاثة أيام من اختتام المشاورات التي يرعاها مجلس التعاون الخليجي، وفي ظل تسريبات عن توجه لإصلاح الاختلالات التي تعاني منها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وتقليص صلاحيات الرئيس، من خلال تشكيل مجلس رئاسي مصغّر، وفقاً لمصادر سياسية لـ"العربي الجديد".

ودعا هادي في كلمة على هامش مأدبة إفطار بالعاصمة السعودية الرياض، كافة قيادات الدولة والقوى السياسية لاستغلال المشاورات، لتوحيد الصفوف والترفّع عن الولاءات والحسابات الضيقة. وقال هادي، إنه "مع أي توصيات تدعم وحدة الصف، وتسعى لبناء دولة بمؤسسات وطنية قوية، وتصحح أي اختلالات، وكذلك مع أي جهود تسعى لتحقيق السلام لأبناء الشعب اليمني".

وفيما أعرب عن أسفه لعدم تلبية الحوثيين دعوة مجلس التعاون لحضور مشاورات الرياض؛ جدد الرئيس هادي، دعوته للجماعة لمراجعة حساباتها والنظر من حولها لحال الشعب الذي يعاني بسبب طموحاتهم غير المشروعة بتطبيق التجربة الإيرانية في اليمن.

وأضاف مخاطباً الحوثيين: "عودوا كمكون سياسي يمني يلتزم بالثوابت الوطنية، وتعالوا لطاولة الحوار لنصنع السلام لشعبنا اليمني... ابتعدوا عن مشاريع إيران التدميرية، ويدنا ممدودة لكم لسلام شامل وعادل مبني على المرجعيات الثلاث".

وأشار هادي، إلى أن "كل جهد يساعد في استعادة الدولة وبناء مؤسساتها ويحافظ على الدستور والقانون، هو جهد مرحّب به ويجب علينا دعمه ومساندته".

واشترط الرئيس اليمني قيام عملية السلام على أسس تضمن العدالة والمساواة لكل اليمنيين، وبما لا يؤدي لحروب وصراعات أخرى، ولا يملك السلاح فيه إلا الدولة بمؤسساتها الأمنية والعسكرية الوطنية، حتى يأمن جيران اليمن من أي تهديدات.

وتطرّق هادي إلى الهدنة الإنسانية التي ترعاها الأمم المتحدة، ودخلت حيز التنفيذ مساء السبت، لافتاً إلى أن الحكومة الشرعية "قدّمت بعض التنازلات من أجل المواطن حتى يعرف حقيقة من يحاصره، ومن يوقف قاطرات النفط من الدخول إلى مناطق الشمال اليمني"، في إشارة لجماعة الحوثيين.

ووجّه الرئيس هادي رسالة إلى مجلس التعاون الخليجي، دعاهم فيها إلى الوقوف مع الشعب اليمني بحزمة اقتصادية عاجلة، تخفف وطأة الحرب.

ومنذ الأربعاء الماضي، تحتضن العاصمة السعودية الرياض، مشاورات بين الأطراف السياسية اليمنية، بهدف توحيد الصف ومعالجة الاختلالات التي عانت منها مؤسسات الدولة منذ بداية الحرب قبل سبع سنوات.

وقال مصدر مشارك في المشاورات لـ"العربي الجديد"، إن "النقاشات الدائرة حتى الآن لم تتطرق إلى هيكلة مؤسسة الرئاسة اليمنية، لكن من المؤكد أن التوصيات ستتضمن ضرورة إصلاح مؤسسة الرئاسة، من خلال تشكيل مجلس رئاسي بمشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي والمكتب السياسي لقوات طارق صالح، نجل شقيق الرئيس اليمني السابق، وباقي الأحزاب السياسية.

وأشار المصدر، إلى أن توصيات والمشاورات التي من المقرر أن تُرفع الخميس القادم، ستتضمن أيضاً مقترحات لإصلاح المؤسسة العسكرية والأمنية، وكذلك السلك الدبلوماسي.

ولا يُعرف ما إذا كانت المشاورات ستوصي بتشكيل حكومة محاصصة جديدة أم لا، ومساء الإثنين، عقدت الحكومة الحالية، برئاسة معين عبد الملك، جلستي نقاش مع المشاركين في المحور السياسي والأمني للمشاورات، وفقاً لوكالة "سبأ" الرسمية.

ولجأ رئيس الحكومة إلى تبرير الاختلالات التي رافقت عمل الحكومة منذ تشكيلها أواخر العام 2020، وقال إنها عملت "في بيئة غير مثالية"، حيث كان التحدي الأساس لها يتمثل في بناء المؤسسات والقيام بمهامها، بجانب مواجهة تحديات على المستويين الإقليمي والدولي غير مألوفة بجانب الحرب.

وأشار عبد الملك، إلى أن هناك "بيئة جديدة وأولويات مختلفة عن المألوف لعمل الحكومة، تتمثل في الحفاظ على الاستقرار السياسي، وإعادة بناء مؤسسات الدولة، والعمل على التقريب بين القوى المقاومة للانقلاب، واستيعابها في السلطة السياسية، وتحت مظلة مؤسسات الدولة، إضافة إلى معالجة الآثار الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية للحرب، وتفعيل منظومة القوانين واللوائح".

المساهمون