جدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رغبته في استكمال العمل المشترك مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، لتطبيع العلاقات بين البلدين وإنجاز التقارب، وفقاً لتفاهمات أغسطس/ آب 2022.
وأفاد بيان للرئاسة الجزائرية، الأربعاء، بأنّ الرئيس الفرنسي وجه رسالة إلى نظيره الجزائري، عبد المجيد تبون، بمناسبة عيد ثورة الجزائر، أكد فيها أنّ "البلدين يتقاسمان الطموحات نفسها ضمن ديناميكية تقارب تعززت بالتوقيع على إعلان الجزائر خلال زيارة ماكرون للجزائر في أغسطس 2022".
وأكد ماكرون حرصه على استكمال العمل بشأن ملف الذاكرة، ضمن اللجنة المشتركة التي نُصِّبَت قبل عدة أشهر من قبل الرئاسة في البلدين، وتضم خمسة مؤرخين من كل دولة، تعمل على مناقشة الملفات العالقة ووضع خطوات لمعالجتها، خصوصاً تلك التي ما زالت تمثل نقطة خلاف عميق بين الجزائر وباريس، على غرار ملف تطهير مناطق التفجيرات النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية، والأرشيف الجزائري المهرب إلى فرنسا، ومسألة المفقودين وجماجم المقاومين وغيرها.
ويُنتظر أن يجري الرئيس الجزائري تبون زيارة لباريس، في وقت لم يحدد بعد من قبل البلدين، بعد تأجيل الزيارة مرتين في يناير/ كانون الثاني ومايو/ أيار الماضيين، لأسباب سياسية، كشفها الرئيس تبون في وقت سابق عندما قال إنه رفض "القيام بزيارة بروتوكولية لا تتضمن تحقيق أي أهداف واتفاقات حول قضايا محددة، أبرزها ملف الذاكرة والشؤون السياسية ومسائل تخص تنقل الأشخاص".
وفي أغسطس الماضي، أكد الرئيس الجزائري أنّ زيارته لفرنسا "ما زالت قائمة"، وأن الجانب الجزائري "بانتظار أن يتوصل إلى مقترح برنامج ثري للزيارة، يتولد عنها نتائج واتفاقات ذات قيمة"، مؤكداً رفضه أن تكون الزيارة بروتوكولية أو رمزية. وقال: "نحن بانتظار مقترح من الرئاسة الفرنسية لبرنامج الزيارة، لن أذهب فقط لأحظى باستقبال في الشانزيليزيه، أو للتجول".
وخلال سبتمبر/ أيلول الماضي، جرت لقاءات بين مسؤولين في الخارجية الجزائرية والفرنسية، وزيارات متبادلة لتحضير الزيارة والتفاهم على ترتيباتها والاتفاقات المحتملة، لكن بعض التقديرات السياسية تؤكد أنّ التطورات الحاصلة في غزة وفلسطين والموقف الفرنسي المنحاز لإسرائيل، قد تدفع الرئيس الجزائري إلى تأجيل آخر للزيارة، خصوصاً أن الرأي العام الجزائري مغتاظ من الموقف الفرنسي بشدة.