يتوجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى واشنطن في أول زيارة دولة من نوعها إبان الإدارة الأميركية الحالية، وتعد الزيارة بمثابة إحياء لتقليد دبلوماسي أميركي قديم جرى تعليقه مؤقتاً بسبب جائحة فيروس كورونا.
وكانت بداية علاقة بايدن وماكرون متذبذبة، حيث استدعى ماكرون سفير فرنسا لدى الولايات المتحدة العام الماضي، لفترة وجيزة بعد أن أعلن البيت الأبيض عن صفقة لبيع غواصات نووية لأستراليا، وهو ما قوّض عقد أبرمته باريس مع كانبرا لبيع غواصات تعمل بالديزل.
لكن العلاقة تغيرت مع بروز ماكرون واحداً من أكثر حلفاء بايدن الأوروبيين عزماً في الرد الغربي على الغزو الروسي لأوكرانيا. وتأتي زيارة ماكرون هذا الأسبوع، التي ستشمل محادثات في المكتب البيضاوي، وتناول عشاء، ومؤتمرا صحافياً، بالإضافة لمراسم أخرى، في لحظة حرجة لكلا الزعيمين.
وقال مسؤولون أميركيون وفرنسيون إن الزعيمين لديهما أجندة طويلة لاجتماعهما، يوم الخميس المقبل، في البيت الأبيض، ومن بينها البرنامج النووي الإيراني، ونفوذ الصين المتزايد في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، والمخاوف المتزايدة بشأن الأمن والاستقرار في منطقة الساحل الأفريقي.
لكن الملف الذي سيأتي في الصدارة خلال اجتماع المكتب البيضاوي هو الحرب الروسية في أوكرانيا، حيث يعمل بايدن وماكرون على استمرار الدعم الاقتصادي والعسكري لكييف في الوقت الذي تحاول فيه صد القوات الروسية.
وفي واشنطن، يستعد الجمهوريون للسيطرة على مجلس النواب، حيث يقول زعيم الحزب الجمهوري كيفين مكارثي إن الجمهوريين لن يكتبوا "شيكاً على بياض" لأوكرانيا.
كما أن جهود ماكرون عبر المحيط الأطلسي للحفاظ على وحدة أوروبا ستواجه اختبار التكاليف المتزايدة لدعم أوكرانيا في الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر، وفي الوقت الذي تعاني فيه أوروبا من ارتفاع أسعار الطاقة الذي يهدد بعرقلة الانتعاش الاقتصادي بعد جائحة كورونا.
ووصف جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، ماكرون، الإثنين، بأنه "الزعيم الديناميكي" لأقدم حليف للولايات المتحدة. وتحدث كيربي بينما كان يشرح قرار بايدن تكريم ماكرون في أول زيارة دولة له خلال رئاسة بايدن.
ويعود تقليد الولايات المتحدة بتكريم رؤساء الدول الأجنبية إلى يوليسيس غرانت، الرئيس الثامن عشر للولايات المتحدة، والذي استضاف ملك هاواي ديفيد كالاكوا على العشاء بالبيت الأبيض، وقدم له أكثر من عشرين طبقاً. لكن هذا التقليد عُلّق منذ عام 2019 بسبب فيروس كورونا.
وقال كيربي "إذا نظرتم إلى ما يجري في أوكرانيا، والمحيط الهندي والهادئ، والتوترات مع الصين، فإن فرنسا حقاً مركز كل هذه الأشياء. لذا شعر الرئيس أن فرنسا هي الدولة الصحيحة والأنسب للبدء بزيارات الدولة".
وكان ماكرون أيضاً أول من اختاره الرئيس السابق دونالد ترامب كأول زعيم أجنبي يجري تكريمه بزيارة دولة خلال ولايته.
(أسوشييتد برس)